خبير بريطاني: الجنوب يمشي نحو الاستقلال بخطى ثابتة ومستقبل الشمال غامض

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  قال الخبير البريطاني في شؤون اليمن (بيتر سالزبوري) إن الحرب في اليمن أخذت منحى جديدا منذ تحرير جنوب اليمن من قوات الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح.
وفي ندوة مشتركة أمريكية بريطانية استمرت ليومين 24/ 25 يوليو الجاري بعنوان (اليمن إلى أين؟) نظمها معهد (بيكر للسياسة العام) الأمريكي الذي يُشرف عليه وزير الخارجية والخزانة الأميركي الأسبق جيمس بيكر، ونشرت ملخصها صحيفة (ذا أوبزرفر) البريطانية.

وأضاف الخبير البريطاني سالزبوري في مداخلته بالندوة "إن اليمن قادمة على تحولات جوهرية لم تشهدها منذ ربع قرن"، مشيرا إلى أن "جنوب اليمن يمشي بخطى ثابتة نحو استقلال دولته التي كانت قائمة إلى قبل العام 1990".
 وحول مسار الحرب أشار إلى أن "عجز التحالف العربي وحلفائه في شمال اليمن مثل الإخوان المسلمين والتنظيمات المتشددة عن هزيمة الحوثيين واستعادة صنعاء من المتمردين الشيعة المدعومين من إيران يجعل الحرب تسير لصالح انفصال الجنوب، فكلما طال أمد الحرب وبقي الحوثي خطى الانفصاليون في جنوب اليمن خطوات نحو تحقيق هدفهم".

وقال: "أعتقد أن جنوب اليمن سينال استقلال دولته على مرحلتين، الأولى تكون فيها مرحلة انتقالية فيدرالية بين جنوب اليمن وشماله ولو من طرف واحد في الجنوب يتم خلالها ترتيب أوضاع الجنوب ومؤسساته وتهيئة الأوضاع في مدة زمنية لن تتعدى سنتين، يليها المرحلة الثانية إعلان جهوزية جنوب اليمن لنيل استقلاله الكامل. وقد بدأ ذلك فعليا على أيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي شكل بدعم غالبية الشعب في جنوب اليمن".

 وأكد أن "تشكيل الانفصاليين بجنوب اليمن لكيانهم السياسي (المجلس الانتقالي الجنوبي STC) بعد أن فقدوا وجودهم السياسي خلال سنوات طويلة ماضية جعلهم اليوم أكثر واقعية وحضورا في المجال السياسي المحلي والخارجي، وحصوله على تأييد شعبي واسع في جنوبي اليمن بالتزامن مع سيطرة قواته الجغرافية على الأرض والحدود التي كانت تشكل دولة اليمن الجنوبي المستقلة".

واعتبر الخبير البريطاني سالزبوري أن "نجاح المجلس الانتقالي الانفصالي في محاربة الإرهاب وملاحقة عناصر تنظمي القاعدة وداعش في معاقلهم التي لم تصلها أي قوات من قبل يعطيهم دفعة قوية للحضور العالمي أمام طاولات القرار الدولي".
 وفيما يخص شمال اليمن قال الخبير البريطاني: "إن الجنوبيين الانفصاليين حاضرون بقوة، حيث إن قوات جنوبية، وإن كانت غير منظمة، باتت تسيطر على أجزاء مهمة من مناطق شمال اليمن في الساحل الغربي بدعم إماراتي سعودي، مما يعطي جنوب اليمن فرصة الضغط على الشمال في حال أي اتفاق سياسي قادم".

 ويعتقد سالزبوري في مداخلته أن "التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات بفعالية لا اعتراض عليه في أن يعود جنوب اليمن إلى استقلال دولته طالما والشيعة الذي يشكلون خطرا على المملكة السعودية لا يزالون ممسكين بشمال اليمن ومسيطرين عليه".

 ولكن يرى التحالف أن الأوضاع تحتاج لتنظيم وترتيب وخروج تدريجي من ورطة التحالف بالسلطة الشرعية المعترف بها دوليا، والتي يرأسها هادي بعد أن أصبحت مرتعا خصبا للفساد، وعاجزة عن العمل، بل إن تنظيمات بداخلها تعمل في غالب الأحيان ضد التحالف العربي وتصفه بالاحتلال، مثلما حصل في أرخبيل سقطرة والمهرة.

وأكد بقوله "إن مصير شمال اليمن لا يزال فوضوياً مع سيطرة الشيعة على محافظات الشمال، وتبرز مؤشرات واضحة أن شمال اليمن يمضي نحو مصير صعب للغاية واقتتال بين طوائفه الدينية مع انتقال غالبية أعضاء تنظمي القاعدة وداعش الإرهابيين بدعم الإخوان المسلمين إلى محافظة الشمال (البيضاء وتعز والجوف ومأرب)، واتخاذهم من عاصمة محافظة مأرب النفطية مركزا ومعسكرات تدريب دائمة".
وأشار إلى أن "شرعية هادي باتت ضعيفة جدا وكل أركانها مفككة في جنوب اليمن أو في شماله، ولا يمكن الاعتماد عليها من قبل حلفاء دوليين بشكل طويل الأمد، لكونها عاجزة ولا شعبية لها".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى