(عدنان قلعه) .. سلام مربع !

> محمد العولقي

>  
* أبداً ليس إشهاراً ترويجياً يتغزل في صفات وسمات الكابتن (عدنان قلعه) ، مدافع نادي (شمسان) الذي كان يشكل لوحده في الخط الخلفي جداراً من إسمنت مسلح .. وليس في الأمر أي ملابسات خارجة عن بيت قصيد (التواصي بالحق).
* الكابتن (عدنان قلعه) في غنى عن الأضواء ، وفي غنى عن مزمار الحي الذي لا يُطرب ، وفي غنى عن شهادتي فيه غير المجروحة ، هذا لأني صبرت وصمت عليها حتى ضرب مدفع الإفطار.

* كثير من نجوم الكرة الجنوبية ناشدوا العبد لله ، وطالبوه بسرعة إنصاف هذا الإنسان المثابر في عمله وفي خدماته للآخرين ، على خلفية تسجيله للكثير من الأهداف في مرمى الإنسانية ، محرزاً بطولة لصالح زملائه ستجعله ممن ثقلت موازينه.
* لم يسقط (عدنان قلعه) من مفكرتي لاعباً أو قيادياً في الداخلية ، وفي كلا المجالين يُشار للكابتن (عدنان) بالبنان ، إما تقديراً لقيادي ناجح في عمله مع مرتبة الشرف ،  أو إحتراماً لمدافع كبير بنى لفريقه (شمسان) قلعة تاريخية على قمة الجبل ، ثم أكسب محبيه إعجاباً لا حدود له.

* طوال مشوار (عدنان قلعه) مع كرة القدم ، خاصم الأضواء الإعلامية ، ربما لأنه مدافع جاد ، رجولي ، صارم لا يعرف الدلع والاستهتار ، وربما لأنه دائماً يقف جبلاً أمام المهاجمين المدللين إعلامياً.
* حافظ (عدنان قلعه) على فدائيته كمدافع مخلص يضحي من دون مقابل ، لزم الصمت طويلاً ، لم يثرثر أو يتقمص دور الضحية والمظلوم ، لسانه في قدميه وقدماه وقت الجد أصدق أنباء من السيف والقرطاس والقلم.
* لم ينل (عدنان قلعه) مكانته الطبيعية مع المنتخبات الوطنية ، رغم أنه كان مدافعاً حذراً ، لا يسمح بالتنفس في منطقته ، فهو خير من يقطع الهواء والماء والكهرباء على أعتى المهاجمين ، لم يتذمر يوماً أو يلجأ لأبواق الزفة للدفاع عن حقه الدولي ، كان نعم اللاعب الكتوم ، قليل الكلام ، يستخدم الإشارات ، لتوجيه زملائه دون ضجيج.

* كان (عدنان قلعه) واحداً من أبرز فرسان (شمسان) الذين أهدوا (الجبل) لقبه اليتيم عام 1981 ، لكنه كان من قلائل ذلك الجيل ، الذي امتد عطاؤه إلى ما بعد تحقيق الوحدة اليمنية.
* لن ينسى جمهور الكرة الجنوبية ذلك الهدف السينمائي ، الذي سجله (عدنان قلعه) في مرمى (التلال) عام 1992 من ضربة حرة مباشرة ، لعبها (بلاتينية) ، فوق الجدار الدفاعي التلالي ، لتسقط في رأس الزاوية اليسرى للحارس الكبير (إبراهيم عبدالرحمن).

* إستطاع (عدنان قلعه) بوقاره وصرامته أن يجمع بين حسه الرفيع في تحمل مسؤولية قيادة الدفاع الشمساني لأكثر من عقد ونصف ، وبين أخلاقه الرفيعة التي تتحول خارج الملاعب وداخلها إلى سلوك يومي يجذب كل عشاق طريقة لعبه المختلفة عن الآخرين.

* وإذا كان (عدنان قلعه) قد غادر بؤرة الأضواء كمدافع صارم لا يعرف الرحمة ، فإنه بقي نجماً متوهجاً في عمله ، وبلسماً يداوي أمراضاً ، اعترت لاعبين كباراً ، لم يجدوا أمامهم سوى قلب (عدنان) المفتوح كصديق وقت الضيق ، في وقت تنكرت لهم الأطر الرياضية ، التي تلهو وتعبث بأموال من يدعمون صندوق (النشل) عفواً (النشء ).

* الكتابة عن (عدنان قلعه) ، فيها الكثير من الإنصاف في حق قيادي عدني بارز ، زادته المسؤولية تواضعاً وعشقاً وحباً لزملائه في الملاعب ، كما أن الكتابة عنه مطلب رياضي ، في المقام الأول ، فهو يستحق الشكر والتقدير على ما قدمه ، من خدمات لناديه شمسان والكرة الجنوبية عامة ، وعلى دوره الكبير ، في إنقاذ حياة لاعبين ، نهش الدخلاء لحومهم ورموهم عظماً.

* كابتن (عدنان قلعه) ، كنتُ أتحينُ أقرب فرصة لتسجيل موقف تجاه أعمالك الخيرية الواضحة للعيان ، ولقد منحني زملاؤك ، فرصة الاقتراب من محراب مشوارك لاعباً ، ومسؤولاً ناجحاً ، فإن أصبتُ ، فلي أجران ، وإن أخطأتُ الطريق فلي أجر المحاولة ، دمت لنا أخي (قلعه) خيراً ، يُمطر على رؤوس نجومنا خيراً وفيراً ومواقفاً تُثلج الصدور ، ودمت لنا مسؤولاً إنسانياً يطوقُ رحيق زهرنا ليطرح لنا كل يوم عسلاً صافياً مُصفى فيه لذة للشاربين أمثالي.
* كابتن (عدنان قلعه) أنت كرنفال فرح في عيون من ساعدتهم ، وعيد في عيون من طحنهم هم الليل ، ومذلة النهار ، ومثلك يا جيد يا إبن الجيد ، يستحقُ كل معلقات الشكر والتقدير.. !​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى