الجنوب.. والضفدع المغلي!

> زكريا محمد محسن

>
يقول علماء الأحياء إن الضفدع إذا وضع مباشرة في ماء حار فإنه سيقفز على الفور مستشعراً الخطر المحدق به، وأما إذا وضع في ماء معتدل الحرارة ثم يتم تسخينه تدريجياً شيئاً فشيئاً فإن الضفدع لن يقفز أبداً، وسيبقى في الماء حتى بعدما يغلي، لأنه لن يشعر بالخطر التدريجي الحاصل، وبذلك سيموت عندما تبلغ حرارة الماء درجة مميتة. ومن هنا جاء مصطلح «الضفدع المغلي» ليشير إلى التغييرات التدريجية التي تحدث في حياة الإنسان دون أن يلقي لها بالاً ولا يشعر بخطرها إلا بعدما تداهمه نتائجها الكارثية!

وبالمثل، نحن في الجنوب صرنا اليوم لا نشعر حتى اللحظة بالمؤامرات والدسائس التي تحاك ضد قضيتنا وثورتنا، رغم كثرتها، لأنها تطبخ على نار هادئة جعلتنا نتعايش مع كثير منها ونتقبلها بصدر رحب، حتى أصبحنا عاجزين عن المقاومة ورفض ما يفرض علينا اليو، فبات وضعنا مثل  ذلكم الضفدع المغلي الذي لم يعد بمقدوره الخلاص والنفاد بجلده .

ولكم أن تنظروا إلى حالة الوهن والعجز التي أصابتنا وجعلتنا راضين ومقتنعين بوضعنا الراهن المزري، وصامتين عن أشياء ووقائع كانت إلى الأمس القريب تثير حفيظتنا وغضبنا، وتقابل منا بالرفض القاطع!
وللأسف الشديد، ما لم يستطيعوا تمريره بالأمس تم تمريره اليوم، بعد أن ضعفت «مناعة» الجنوبيين، نظراً لكثرة الحقن المخدرة وبيع الوهم بمناسبة أو بدون مناسبة.. بينما كانت مناعة الجنوبيين بالأمس عالية جداً وتقاوم بشدة كل علل وأسقام المخططات والمشاريع السياسية الهدامة التي تنتقص من حق الجنوبيين في هدفهم التحرري..  وكانت كريات الدم البيضاء في جسد الحراك الجنوبي سليمة وتهاجم بضراوة، ولا تقبل مطلقاً بكل ما هو غريب ولا يمت للثورة الجنوبية وأهدافها بصلة.

 فحتى في مدينة عدن الأبية التي كتموا أنفاسها في ذلك الحين بقوات الأمن المركزي المتوحشة، وأحاطوها بالألوية العسكرية الضاربة، إحاطة السوار بالمعصم، لم تخضع أو ترضخ أو تستسلم، بل أفشلت عدة فعاليات كانت تهدف لتزوير الإرادة الجنوبية، واستطاعوا حينها - رغم التعتيم الإعلامي - أن يسمعوا صوتهم من به صمم ويفرضوا حضورهم بقوة إيمانهم بقضيتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى