السيسي: مصر ترفض سيطرة دولة غير عربية على اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار / خاص

>
حماية يمنية مصرية للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب

وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، العاصمة المصرية القاهرة في زيارة تتزامن مع انعقاد مؤتمر في العاصمة السعودية لمناقشة مرجعيات التسوية بين الأطراف المتنازعة في اليمن.
الزيارة تأتي بالتوازي مع مشاورات يجريها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس لجمع الأطراف اليمنية إلى مفاوضات جنيف التي حددها جريفيثس بيوم السادس من سبتمبر المقبل.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحافي عقب استقباله هادي، أن مصر «ترفض، بشكل قاطع، أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب».

الرئيس اليمني قال إن موقف مصر تجاه بلاده يهدف إلى استعادة الشرعية، وهو يعد امتدادا للموقف المصري الداعم لبلاده منذ الثورة اليمنية.

وتكتسب زيارة هادي إلى القاهرة العديد من الدلالات، باعتبارها عضواً في التحالف الذي تتصدره السعودية، إلا أن الموقف المصري وعلى الرغم من ذلك، بقي حذراً، برفض التورط في إرسال قوات برية إلى اليمن، بالاستفادة من التجربة المصرية المُكلفة بالتدخل عسكرياً في اليمن، عقب ثورة سبتمبر 1962، الأمر الذي ألقى بظلاله على موقف القاهرة، بالجمع بين المشاركة في التحالف بشكل محدود، إرضاء لمقتضيات العلاقة مع أبرز داعمي نظام السيسي في الخليج، وفي الوقت ذاته، التأكيد المتكرر على ضرورة الوصول إلى حل سلمي في البلاد.

وفي ظل التطورات الأخيرة التي تمر بها البلاد، فإن أجندات الزيارة لا تبتعد كثيراً عن الترتيبات السياسية في إطار دول التحالف والجهود الدولية المبذولة للعودة إلى العملية السياسية في البلاد، حيث كان الرئيس اليمني يقيم لشهور طويلة في العاصمة السعودية الرياض، ولم تستبعد مصادر في الحكومة اليمنية أن تكون الزيارة محطة في طريق العودة إلى الرياض.

وتعد زيارة هادي هي الأولى من نوعها، منذ شهور، وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إنه يبحث خلالها العديد من ملفات العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن المقرر أن يجري خلالها العديد من اللقاءات.
وأعلنت جامعة الدول العربية أن أبو الغيط سيلتقي الرئيس هادي اليوم الثلاثاء في مقر الأمانة العامة للجامعة.

ومن المقرر أن يبحث أبو الغيط وهادي جهود حل الأزمة اليمنية، وسبل معالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يواجهها اليمنيون في مناطق مختلفة من البلاد، والتهديدات التي تقوم بها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا.

وتزامنت زيارة هادي مع انعقاد مؤتمر نظمته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وُصف بـ «رفيع» المستوى عن مرجعيات الحل السياسي في اليمن، في العاصمة السعودية، بحضور رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، وسفراء الدول الـ19 الراعية للتسوية من المعتمدين لدى اليمن، تمحورت رسالته حول أهمية اعتماد المرجعيات (المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن)، في أي مبادرات سياسية للحل، وهو الموقف الذي يتبناه التحالف والحكومة اليمنية.

وقال رئيس الوزاء أحمد عبيد بن دغر في كلمة بافتتاح المؤتمر إن «مخرجات الحوار الوطني وضعت حلولاً لقضية الجنوب شارك في صياغتها أبناء الجنوب أنفسهم، ونالت ترحيباً من أوساط جنوبية أحزاب ومنظمات وشخصيات مدنية وعسكرية لا يمكن الاستهانة بها وبمكانتها الاجتماعية والسياسية في هذه المحافظات. إن خطورة الدعوة للانفصال، تتساوى تماماً في خطرها على مستقبل اليمن ومستقبل المنطقة وأمنها كخطورة الحوثيين الذي أسقطوا النظام الجمهوري والوحدة.

وأضاف «كانت فرق العمل الأخرى في مؤتمر الحوار التي أنجزت أعمالها في أجواء حوارية ديموقراطية قد وضعت أسساً حديثة لإعادة بناء الدولة، لقد حرم فريق بناء الدولة الذي وقع عليه الحوثيون والحراك الجنوبي السلمي حرم هذا الفريق وأقر المؤتمر توصياته تحريم وتجريم تغيير نظام الحكم بأية وسيلة أخرى مخالفة لأحكام الدستور».

وتابع «لقد قدمت الدولة الاتحادية مخرجاً من أزمة الدولة المركزية وكانت معادلة موضوعية ترضي الجنوبيين لأنها تتخلص من المركزية الشديدة التي عانى منها الجنوب ومن نتائجها الإقصائية، وتمنع الحوثيين أتباع إيران من العودة إلى الماضي والعبث بأمن المنطقة، لأطماع قديمة وحديثة، ونزوع عنصري».

واختزل بن دغر الحل في اليمن والتسوية التي تريدها حكومته في قوله  «إننا ننشد السلام، ونضعه أولوية في سياساتنا، وأن أقصر الطرق للسلام في بلادنا هي في الاعتراف بالشرعية، وتسليم السلاح والانسحاب من المدن، وبالتطبيق الكامل بالقرار الدولي رقم 2216، والقرارات الأخرى ذات الصلة، وأن السلم الدائم يبدأ بالاعتراف بمخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية تحديداً كمخرج مشرف لنا جميعاً من حالة الاحتراب والدمار، لن يتمكن الحوثيون من حكم اليمن الكبير، لم يعد شعبنا يقبل العبودية في أي صورة جاءت حتى وإن تلبست بثوب الدين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى