«الاستغلال الجنسي وعقار الهلوسة» وسيلة الحوثيين لتجنيد الأطفال في الحرب

> وائل بنداري*

>
​وعد «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن» بإجراء تحقيق في الغارة الجوية التي استهدفت حافلة للركاب بسوق ضحيان بمحافظة «صعدة» شمالي اليمن، راح ضحيتها 43 من الأطفال والمدنيين، وسط تأكيد من التحالف بدقة الضربات وتوجيهها بعيدًا عن المدنيين، بينما تتواصل الممارسات الإجرامية لميليشيات الحوثي بقصف المدنيين واستهداف منشآت عامة وخاصة واستمرار تجنيد الأطفال واستغلالهم وابتزازهم، بل واختطافهم من ذويهم والزج بهم إجباريا في مواقع القتال مقابل الغذاء أو القات أو لتصعيب المهمة على قوات التحالف في تجنب إراقة دماء المدنيين والأطفال وهم الدروع البشرية التي يعتمد عليها الحوثي لبقائه.

ومنذ بداية الحرب سقط مدنيون وأطفال، تستخدمهم ميليشيات الحوثي كدروع بشرية أو كمقاتلين بالأمر أو بالتهديد، أو كمقاتلين لتوفير قوت يومهم، أو باستخدام الأطفال في التجنيد القسري وزرع الألغام أو استغلالهم جنسيًا وتغييبهم باستخدام عقار الهلوسة للزج بهم مغيبين في قتال لا ناقة لهم فيه ولا جمل، حتى وصل عدد الضحايا المدنيين حسب الأمم المتحدة إلى 9500 شخص.

وفي إطار اعتماد الحوثيين على تجنيد الأطفال واستخدامهم والمدنيين كدروع بشرية، اتهمت الأمم المتحدة الحوثيين بتجنيد ما نسبته 67 % من الأطفال في القتال، من أصل 1702 حالة تجنيد.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها: إن الحوثيين، ومع اشتداد القتال في اليمن، صعدوا من عمليات تجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية، كما أنهم يتعرضون لاعتداءات جنسية، فضلًا عن إرغامهم على تناول حبوب الهلوسة، ووفق تقارير «اليونيسف» فإن نسبة الأطفال في صفوف الحوثيين تصل إلى ثلث جميع المقاتلين في اليمن وأكثرهم لم تتجاوز أعمارهم 13 عاما. وبحسب المنظمة، فإن الحوثيين يبدؤون بمنح الأطفال تدريبًا أيديولوجيًا على المذهب الشيعي الزيدي لما لا يقل عن شهر، ثم يعقبه التدريب العسكري في واحدة من قواعدهم. ووفق التقرير، فإن الأطفال لا يتلقون أجرًا، لكنهم يحصلون على الطعام والقات!!

وتقول الحكومة اليمنية الشرعية- وفق وزير حقوق الإنسان، محمد عسكر- إنها رصدت آلاف الحالات لتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين، في 5 محافظات يمنية، في حين تتحدث التقديرات عن 10 آلاف حالة تجنيد للأطفال.

 ويضيف عسكر أن ميليشيا الحوثي لجأت إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام في المناطق التي تم تحريرها من الانقلابيين أو المناطق الحدودية مع السعودية، كما تعمدت تفخيخ المنازل والمستشفيات ودور العبادة، كما استخدمت أنواعًا مختلفة من الألغام المضادة للأفراد والتي تعد من أخطر الأسلحة العشوائية المحظور زراعتها في مناطق مأهولة بالسكان، كما استخدمت الألغام الارتجالية والمموهة، وابتكرت طرقًا وأساليب جديدة في استخدام الألغام المضادة للمركبات، وتحويل استخدامها إلى مضادة للأفراد، وذلك بقصد إحداث أكبر قدر من القتل والإعاقة والضرر للمدنيين الأبرياء.

كما تستغل ميليشيا الحوثي الفقر المدقع لتجنيد الأطفال حيث تقوم العديد من الأسر بإرسال أبنائها للانضمام إلى الميليشيات مقابل الحصول ما يقرب من خمسين ألف ريال يمني شهريًا ‹حوالي 150 دولارا.
وعن عدد الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في اليمن حتى عام 2018، أوضح عسكر أنها بلغت أكثر من مليون لغم، تسببت في إعاقة 814 مدنيًا أصيبوا بعاهات دائمة، منهم 374 بترت أطرافهم، وسببت لهم إعاقة، بينهم أطفال ونساء.

وخلال ندوة نظمها التحالف بمقر الأمم المتحدة بجنيف حول «تجنيد الميليشيات الانقلابية للأطفال اليمنيين»، على هامش أعمال الدورة 35 لمجلس حقوق الانسان، قدم خلالها الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان «رياض الدبعي» وهو مسئول وحدة الرصد والتوثيق في التحالف اليمني لرصد الانتهاكات، قدم ورقة عمل غطت أحد الانتهاكات الستة الجسيمة لحقوق الطفل وهي تجنيد الاطفال، من خلال أبحاث ومسوحات ميدانية وعملية لرصد حالات تجنيد الأطفال في اليمن خلال الفترة من يناير 2016 إلي 31 مارس 2017.

ومن خلال هذه الورقة تم توثيق 1529 حالة تجنيد للأطفال من قبل الميليشيات الحوثية في عدة محافظات، غالبيتهم في مناطق ذات نمط اجتماعي وفقير، وتستقطبهم الميليشيا دون علم أهليهم أو بالضغط علي أولياء أمورهم وتهديدهم إن عارضوا عملية التجنيد.

وأكد الدبعي أن ميليشيات الحوثي تستخدم المساجد ودور العبادة والخطب الحماسية لتجنيد الأطفال الذين يعانون الفقر، حيث تؤكد تقارير البنك الدولي ازدياد عدد الفقراء في اليمن من 12 مليونًا قبل الحرب إلي أكثر من 20 مليونًا مع بداية عام 2016، كما أنه يعيش حاليًا أكثر من 21 مليون يمني تحت خط الفقر، كما يحتاج 80% من السكان إلي مساعدات إنسانية.

ويؤكد الباحث اليمني ‹عصام المثني الشاعري› رئيس مؤسسة صح لحقوق الإنسان، تزايد وتيرة انتهاكات الحوثي ليصبح الأطفال أكثر الفئات ضعفًا وتعرضا لهذه الانتهاكات، مؤكدا أنه تم توثيق 2438 حالة تجنيد إجباري للأطفال في محافظات ذمار وعمران وصعدة وحجة والمحويت ومناطق تهامة، وتوثيق مقتل 453 طفلا من المجندين، وإصابة 83 بإعاقة دائمة، ومقتل 105 أطفال مجندين في محافظة المحويت وحدها.

ويؤكد الشاعري أن ميليشيا الحوثي تستخدم الخطب لتجنيد الأطفال في المدارس وحثهم علي القتال، كما تقوم تلك الميليشيات باقتحام المدارس في حجة وذمار وصعدة، وتزج بالأطفال علي المناطق الحدودية لزراعة الألغام والتخابر والقتال في الصفوف الأمامية، لافتًا النظر إلي قيام حكومة المملكة العربية السعودية بإعادة تأهيل الأطفال الذين يتم القبض عليهم وتسليمهم للحكومة اليمنية.

وأوضح أن الحكومة الشرعية قامت بإعادة تأهيل 31 طفلًا مجندًا في محافظة عدن، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مشيرًا إلي أن الأطفال الذين تمت إعادة تأهيلهم أكدوا أن الحوثيين يجبرونهم علي تناول عقاقير الهلوسة للإقدام علي الأعمال العنيفة التي يكلفون بها، ويؤكد أيضًا أن هناك 52 معسكرًا لتدريب الأطفال في تهامة وحجة وذمار وغيرها.

وأشار الشاعري إلي أن المؤسسة وثّقت مقتل 30 طفلًا مجندًا في المعارك جميعهم من مدرسة واحدة، مطالبًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، وإخضاع القادة الحوثيين للمحاسبة الجنائية لاستغلالهم الأطفال بأبشع الطرق في الحرب ضد الشرعية، والزج بهم في المعارك في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.

وقد اتهمت منظمة العفو الدولية ‹امنستي› ميليشيا الحوثي بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم 15 عاما، وأنه جري استخدامهم في ‹الخطوط الأمامية› في المعارك مؤكدة أنها استقت هذه المعلومات من عائلات أطفال وقصر جنّدهم الحوثيون في صنعاء.

ودعت عضوة التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ‹ليزا البدوي› أمام مجلس حقوق الإنسان الذي عقد في جنيف المجتمع الدولي إلي التحرك الفعلي الجاد للوقوف علي تنفيذ النصوص الخاصة بحقوق الأطفال وحمايتهم ومساءلة ومعاقبة مستغلي الأطفال.

وأكد التحالف أن تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات الحوثي وصالح يجعلهم عرضة للاستغلال الجنسي بسبب الأوضاع التي يعيشون فيها في ظل الحرب، حيث إن اليمن صادقت علي الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل في العام 1991، ووفقًا لنص المادة 49 من هذه الاتفاقية تلتزم الدول الأطراف بالاتفاقية بما ورد في نص الاتفاقية من حقوق للأطفال دون تمييز بأي صورة من صور التمييز.
* عن صحيفة (الأسبوع) المصرية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى