نازحو البرح ومقبنة.. معاناة تتجاوز المكان ووضع مزرٍ لا يطاق

> تقرير: هشام عطيري

> تتعدد مخيمات النازحين في محافظة لحج للقادمين من المحافظات الشمالية، الهاربين من جحيم حرب الحوثيين، لكن المعاناة واحدة، فنازحو الحديدة لا تختلف معاناتهم عن نازحي تعز والمحافظات الأخرى.
ففي مديرية تبن هناك ما يقرب من خمسة مخيمات أو تجمعات، بعضها عشوائية وغير منظمة، تعيش فيها المئات من الأسر النازحة التي قدمت من محافظتي الحديدة وتعز، فيما بعض النازحين لجاؤوا إلى استئجار المنازل في مختلف مديريات المحافظة.

فعندما وصلنا برفقة الشيخ حسن يحيى إلى مخيم صبر، الذي يقع في الجانب الغربي للمدينة بلحج، ويبعد عن أحواض الصرف الصحي عشرات الأمتار، بغرض إعداد تقرير صحفي حول وضع النازحين فيه، تجمع حولنا العديد من المواطنين في ظل رياح عاتية، حينها ظن النازحون أننا نتبع إحدى المنظمات، وجئنا لتسجيلهم وتقديم المساعدة لهم، لكننا أفصحنا لهم عن مهمتنا الصحفية.

حيث يعيش في هذا المخيم حوالي 83 أسرة فقيرة قدمت من منطقة البرح ومقبنة هاربين من بطش الحوثيين إلى أمان الشرعية في المحافظات الجنوبية في لحج.

كيفية تأسيس المخيم
العديد من الأسر لجأت إلى إنشاء خيم بدائية لتقيهم وأطفالهم من أشعة الشمس الحارة، حيث شوهدت الخيام التي أُنشئت من مواد أولية تشبه إلى حدٍ بعيد بناء الإنسان البدائي لسكنه، فيما آخرون لجأوا إلى استخدام أكياس الإسمنت الفارغة لتعبئتها وتحويلها إلى ساتر، أما آخرون فأُعطيت لهم بعض الخيام مؤقتا من فاعلي الخير، فتجد كبير السن والطفل والكفيف والفتاة المعاقة المحتاجة إلى تقديم المساعدة، جميعهم يسكنون في تلك الخيام غير المؤهلة للسكن إطلاقا.

فالخيام التي أنشأها النازحون تتحول في المساء إلى سكن وفي الصباح إلى موقع للطبخ، فيما نازحون آخرون يطبخون في العراء، وترى الأطفال ينتظرون ما يخبئ لهم الغد.

نازحون يتحدثون
تقول النازحة كاتبة قائد علي، التي نزحت قبل ثلاثة أشهر وسكنت في ذلك المخيم إن «الخيمة تحولت إلى مأوى للسكن تعيش فيها أسرتي المكونة من 12 فردا بينهم أطفال، لكن معاناتنا مستمرة في ظل عدم توفر الخدمات في هذا المخيم رغم قيام فاعلي الخير بتقديم بعض المساعدات من المواد الغذائية لنازحي هذا المخيم».

وأضافت لـ«الأيام»: «نفتقر إلى أدوات الطبخ والغاز المنزلي، حيث نقوم بجمع الحطب لغرض إتمام عملية الطبخ في الهواء الطلق، إلا أن استخدام الحطب في ظل رياح عاتية قد يؤدي ذلك إلى مخاطر كبيرة وحرائق».

بدوره، أشار النازح من مقبنة، أحمد محمد حسن، إلى أن «المخيم يفتقر إلى غاز الطبخ المنزلي وأدوات المطبخ، إضافة إلى عدم تقديم المساعدات بمناسبة عيد الأضحى خاصة بعد أن وصلتهم معلومة تشير الى تقديم تلك المساعدات لبعض المخيمات، فيما مخيمنا لم يتحصل على مثل تلك المساعدات للنازحين، ونأمل أن يشهد تقديم هذه المساعدات خلال الأيام القادمة لإسعاد الأطفال النازحين في المخيم».

أما النازح من منطقة البرح، حسين محمد صالح سعيد، فيقول: «إن وضع المخيم سيئ خاصة مع موسم الرياح، حيث يتحول المخيم الى كومة من التراب تتوقف فيه الحياة ويمتنع النازحون عن الطبخ، واحتياجات المخيم كثيرة».
وأكد أن هناك مطالب عديدة للنازحين منها توفير خيام مناسبة وتقديم المساعدات لهم كون أغلب من في المخيم من الأسر الفقيرة».

معاناة نازحي المخيم
رغم مساحة المخيم الواسعة إلا أنه يفتقر إلى الحمامات العامة المناسبة أسوةً ببعض المخيمات التي أُنشئت فيها حمامات عامة من قبل بعض المنظمات الدولية، كون عدم توفر حمامات يشكل خطورة بيئية ربما تؤدي إلى أمراض وتنتشر بين النازحين.. وطالب النازحون الجهات المختصة بتوفير وإنشاء حمامات عامة في المخيم.

مخيم صبر للنازحين، الذي أُقيم على أرض خاصة تابعة لبعض الملاك، قد يتعرض للإزالة في أي وقت بسبب قرب البناء من موقع المخيم، الأمر الذي يستدعي تحرك الجهات المسئولة في أسرع وقت، ووضع المعالجات والحلول المناسبة للنازحين، بتحديد موقع مناسب لهم قبل أن تحدث أي مشكلات.

ومن خلال أحاديث العديد من النازحين يتضح لنا أن دولة الكويت كانت أول المتدخلين في المخيم بتقديم مواد إغاثية وإيوائية، إضافة إلى عدد من المنظمات المهتمة بشؤون النازحين والتي قدمت مساعدات لأولئك النازحين.

ويتضح أيضاً أن النازحين في مخيم صبر من فئة الفقراء وهم محتاجون لتقديم المساعدات الإغاثية المنتظمة، وتوفير العديد من الاحتياجات الضرورية من خيام وأدوات الطبخ وإنشاء حمامات عامة، وإعادة تأهيل المخيم وتنظيمه ليكون مخيما نموذجيا بدلا من الوضع الحالي الذي يشكل معاناة حقيقية للنازحين، بالإضافة إلى وجود مرضى ومعاقين محتاجين إلى المساعدة الإنسانية لإدماجهم في المجتمع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى