لليوم الثاني.. تمدد غضب الجياع في الجنوب

> تغطية خاصة/ علاء حنش- علي الأسمر- هشام عطيري- رائد الغزالي- عنتر الصبيحي

>
تمددت، أمس الإثنين، الاحتجاجات الغاضبة في عدد من مدن وبلدات الجنوب ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، إثر انهيار العملة الوطنية التي قفزت بأسعار السلع والمواد الغذائية إلى مستويات قياسية.
احتجاجات كريتر
احتجاجات كريتر

واندفع المواطنون نحو الشارع في العاصمة عدن ومدن جنوبية لليوم الثاني في تظاهرات عارمة ضمن العصيان المدني الشامل الذي دعت له جهات نقابية وتنسيقية، للتعبير عن رفضها لِما آلت إليه الأوضاع المعيشية.

وقال شهود إن عشرات الشبان قطعوا الشوارع الرئيسة في أحياء مديريات المنصورة، والمعلا، وصيرة (كريتر)، واحرقوا الإطارات تعبيراً عن غضبهم لتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي.
كريتر
كريتر
الشيخ
الشيخ
وجاء استمرار الاحتجاج الشعبي وسط تصاعد الدعوات المطالبة البنك المركزي والحكومة بالتدخل الفوري لوقف انهيار الريال ووضع معالجات عاجلة للأزمة..

وشهدت معظم المدن الجنوبية إغلاق المحال التجارية أبوابها لساعات، كما توقفت عملية البيع والشراء في كثير من محلات التجزئة.

وعند مساء أمس استؤنفت التظاهرات الاحتجاجية في مديريات عدن وأكد المشاركون في الاحتجاجات في أحاديث لـ«الأيام» أن العصيان سيستمر في تصاعد إذا لم تجد الحكومة حلولاً ناجعة لوقف انهيار العملية، معتبرين أن ما أعلنته الرئاسة مساء أمس الأول، من حلول لا يعدوا كونها مهدئات لامتصاص غضب الشارع. 

وقال مواطنون إن كثيرا من تجار التجزئة يمتنعون عن بيع المواد الاساسية في ظل توفرها، في الوقت الذي يزداد الطلب عليها كحليب الاطفال.

واطلق مواطنون تحذيرات للتجار بأن استمرار امتناعهم عن البيع للمتطلبات المعيشية يعرضهم لمخاطر لا تحسب عقباها.

وتجاوز الدولار الواحد 600 ريال وهو أدنى مستوى لقيمة العملة المحلية في تاريخها.

توسع الاحتجاجات
وفي الحبيلين مركز مديرية ردفان بلحج توسعت أمس الاثنين التظاهرات الشعبية في ثاني أيام العصيان المدني الشامل.

وعبّر المحتجون في المسيرة التي طافت الشارع العام بمدينة الحبيلين عن سخطهم تجاه الحكومة المتسببة في ترد الوضع المعيشي والاقتصادي، كما رددوا شعارات وهتافات حمّلت دول التحالف جزءا من المسؤولية.
ردفان
ردفان

وتوقفت حركة المرور وحركة السير لبعض من الوقت نتيجة لإشعال الاطارات في مدخل المدينة والمؤدي إلى العاصمة عدن.

ومن المقرر أن تشهد المدينة، صباح اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة دعت لها تنسيقية من نشطاء  وشخصيات اجتماعية للتعبير عن رفضهم لتردي الجانب المعيشي والخدمي.
وتواصل في مدينة العند بلحج لليوم الثاني على التوالي العصيان المدني وأُغلقت خلاله المحال التجارية.

المسيمير
المسيمير
وأوضح المحتجون لـ«الأيام» أن العصيان المدني المنفذ هو للتعبير عن رفضهم لتردي الاقتصاد والمعيشة بشكل ستقوده لمجاعة حتمية إذا لم يتدارك المعنيون باحتوائها سريعًا، مطالبين في الوقت ذاته بتغير ما أسموها بـ“الحكومة الفاسدة” واستبدالها بحكومة أخرى وطنية تعمل لمصلحة الشعب لا لنهب ثرواته وأمواله.

وتوصلت التظاهرات الرافضة لتهاوي العملة في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، لليوم الثاني على التوالي، صاحبها اغلاق للمحال التجارية والامتناع عن البيع والشراء.
وفي مديرية المسيمير خرجت تظاهرات احتجاجية مماثلة، واغلق عديد من التجار محالهم تضامناً مع المواطنين.

إغلاق للمحال التجارية
وفي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين خرجت، صباح أمس، تظاهرة ضمن العصيان المدني الشامل، اغلقت خلالها المحال التجارية ابتداءً من الساعة صباحًا حتى الثانية عشر ظهرًا، احتجاجًا على تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، والتي وصل على إثرها سعر الكيس الدقيق لـ16 ألف حتى صباح أمس.

وردد المحتجون الذين طافوا شوارع المدينة شعارات غاضبة حملوا خلالها الشرعية ودول التحالف مسؤولية انهيار الريال أمام العملات الأجنبية.
زنجبار
زنجبار

وقال عديد من منظمي العصيان المدني إن حكومة الشرعية عايشة في فنادق الرياض وغير مبالية بمعاناة أفراد الشعب، وطالبوا في أحاديث لـ«الأيام» الرئيس عبدربه نصور هادي والتحالف العربي بإيجاد حلول عاجلة من شأنها أن تنقذ الريال من التدهور المريع وغير المسبوق.

تدهور معيشي
وفي محافظة الضالع تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مناطق متفرقة تندداً بالارتفاع الجنوني للأسعار.

وردد العشرات من المواطنين في التظاهرات التي جابت شوارع سناح والضالع شعارات مطالبة بوقف التدهور المعيشي، وأخرى رافضة لسياسية التجويع التي تمارسها الحكومة الشرعية.
وصاحب العصيان المدني اغلاق للمحال التجارية واحراق الاطارات في شوارع متفرقة بالمحافظة.

وفي تداعيات مقتل أول متظاهر في الاحتجاجات السليمة في الضالع أمس الأول، اتهم مكتب إعلام المحافظ حراسة مقر حزب الإصلاح بقتل المواطن الذي قال إنه أحد المتظاهرين.

وأوضح البيان الذي تلقت «الأيام» نسخة منه أن “المحافظ وجه الأجهزة المختصة والسلطات بمديرية قعطبة بسرعة التحقيق في قضية مقتل متظاهر برصاص مسلحين كانوا على متن طقم عسكري خاص تابع لحراسة مقر حزب الإصلاح في مديرية قعطبة، صباح أمس الأول”. 

ونقل إعلام المحافظة عن شهود عيان قولهم إن “طقما عسكريا تابعا لحزب الاصلاح في مديرية قعطبة  ظهر أثناء تنفيذ المحتجين للمظاهرة الغاضبة ضد ارتفاع الأسعار وتدهور الحياة المعيشية”. 
من جانبه نفى حزب الإصلاح بمديرية قعطبة ما ورد في بيان المحافظة واصفاً ما جاء فيه بـ“الاتهام الكيدي”.

وطالب حزب الإصلاح، فرع قعطبة، المحافظ بإصدار توضيح حول البيان الصادر عن مكتبه.
الضالع
الضالع

وعبر إصلاح قعطبة في بيان له، حصلت «الأيام» على نسخة منه، عن “استغرابه الشديد من صدور منشور إعلامي منسوب لمكتب اعلام المحافظ، يزعم قيام طقم يتبع حراسة مقر الإصلاح بإطلاق النار على متظاهرين محتجين على انهيار العملة”، مؤكداً في السياق بأن “الإصلاح حزب سياسي مدني سلمي ملتزم بلوائح العمل السياسي، مدينًا في ذات الوقت مقتل المواطن محمد أحمد رسام في الشارع العام وهو يعمل لتوفير قوت أطفاله”، كما طالب السلطات الأمنية بـ“سرعة التحقيق والقبض على من قام بهذا العمل ومحاسبته وفقا للقانون”.

وأوضح بيان إصلاح قعطبة أن “مجموعة راجلة باشرت بإطلاق النار باتجاه المقر وحراسته وحاولت اقتحامه أمس الأول وهو مما دفع الحراسة لمنعهم، والتعامل مع الوضع بكل حكمة ومسئولية، مفوتا في ذلك الفرصة على من يسعى إلى جر قعطبة لمربع العنف بحسب البيان، مؤكدا في السياق أن المهاجمين غادروا بعد التصدي لهم، ولم تحدث أي إصابات في صفوفهم أو في صفوف الحراس”.

ارتفاع بنسبة 300 %
وفي حضرموت تظاهر المئات من سكان مدينة سيئون كبرى مناطق وادي حضرموت، أمس الاثنين، وقطعوا عدداً من شوارع المدينة احتجاجاً على انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار إلى ما نسبته 300 %.
وقال شهود لـ«الأيام» إن “المحتجين الغاضبين أشعلوا النيران في الإطارات، ووضعوا الأحجار في الشوارع الرئيسة احتجاجًا على انهيار العملة، كما اغلقت المحال التجارية أبوابها للمطالبة بوقف التدهور المريع”.

إلى ذلك طالب المحافط اللواء ركن فرج سالمين البحسني الدولة بالاسراع في القيام بمسؤوليتها بإيقاف تدهور العملة وحماية الشعب وايقاف مأساته.
حضرموت
حضرموت

وأكد البحسني خلال ترأسه لقاء موسعا، أمس، في المكلا على حرص قيادة السلطة المحلية في المحافظة على عقد اللقاء لتدارس الوضع الذي تمر به البلاد من تدهور في العملة الوطنية أمام العملات الاجنبية نتيجة للظروف التي فرضتها الحرب والقت بظلالها على حياة المواطنين”.

وأعلن المحافظ في اللقاء الموسع الذي حضره مختلف شرائح المجتمع عن تعاطفه وتضامنه مع المواطنين والوقوف إلى جانبهم، كما دعاهم إلى الصبر والثبات.

وأوضح أن “قيادة السلطة المحلية بحضرموت لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء التدهور الخارج عن ارادتها، وقد اتخذت اجراءات من شأنها التخفيف عن المواطنين والحفاظ على ايراداتها.
سيئون
سيئون

كما أعلن المحافظ عن تحرّكات قامت بها قيادة المحافظة كان أبرزها ترشيد النفقات، وتحركات مماثلة لقيادة التحالف تتثمل في طرح فكرة مساعدة المواطنين لتوفير المواد الغذائية الأساسية وانشاء مجمّعات استهلاكية وصرف بطائق تموينية للمواطنين للحصول على المواد الأساسية بصورة مدعومة، بالإضافة إلى فتح باب الحوار مع تجار الخارج لتوفير المواد الأساسية وبيعها مدعومة للمواطنين”.

وأكد بأن الأجهزة الأمنية والعسكرية هم من أبناء المحافظة ومتواجدون وقريبون من المواطنين لحمايتهم، ولمنع المحافظة من الانزلاق فيما لا تحمد عقباه، وليسوا لترهيبهم”.

تصوير تغطية عدن - عمار مخشف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى