اللواء البحسني: الحياة في حضرموت تسير للأفضل لكن معاناة المواطنين مستمرة نتيجة تدهور بعض الخدمات

> المكلا «الأيام» خاص

>
 التقى محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني، يوم أمس، بالمكلا الوفد الإعلامي الأجنبي، الذي يمثل عدداً من وسائل الإعلام في أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وكندا، والذي يزور مدينة المكلا حالياً في سياق زيارته لمحافظة حضرموت. 

وأكد البحسني خلال تحدثه إلى الوفد الإعلامي «استعداد السلطة المحلية بالمحافظة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان إنجاح زيارتهم الميدانية وإنجازهم لمهامهم الصحفية، وزيارتهم لجميع المرافق والمواقع التي يرغبون بزيارتها».

وتطرق المحافظ البحسني للمرحلة الصعبة التي مرت بها حضرموت والوطن، خصوصاً عقب انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الشرعية في صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة واجتياحها بعد ذلك لمحافظات الجنوب وخصوصاً عدن، وعمدت ومعها النظام السابق إلى دعم سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة على مدينة المكلا ومدن الساحل الحضرمي دون أي مقاومة تذكر من قبل الألوية العسكرية والأجهزة والأمنية التي كانت مزودة بالعتاد والرجال والسلاح، والذين انسحبوا من مواقعهم وسلموا أسلحتهم ومعداتهم المتوسطة والثقيلة لتلك الجماعات في عملية مكشوفة ومفضوحة بمباركة ودعم من النظام السابق، والذي كانت لها علاقات جيدة مع قيادات في التنظيمات الإرهابية المتواجدة في اليمن.

وأشار المحافظ إلى الآثار الكارثية التي لحقت بمدينة المكلا بشكل خاص وبقية المدن التي سيطر عليها عناصر التنظيم الإرهابي، حيث دمروا البنوك، وخصوصاً فرع البنك المركزي بالمكلا، ونهبوا المليارات المودعة فيها، وأحرقوا العديد من المقار الحكومية مع نهب محتوياتها وتحويل بعضها إلى سجون، إلى جانب استيلائهم على ميناء المكلا وبقية موانئ الشريط الساحلي ومطار الريان الدولي، وإيقافهم للعمل بالقوانين والأنظمة الحكومية والتضييق على المواطنين في كافة المناسبات، لا سميا الفرائحية منها، وتعطيل مصالحهم العامة وتعطيل الحياة بشكل عام، حتى تحولت المدن إلى ما يشبه المعتقلات الكبيرة، ووصل بهم الأمر للقتل في الميادين العامة واحتجاز الكثيرين من المواطنين واخفائهم قسرياً.

وبين المحافظ أنه وأمام هذا الإجرام الذي استمر لما يقارب السنة تم التحرك مبكراً من قبل قيادتي الشرعية والتحالف العربي وأبناء حضرموت لتنفيذ خطة عسكرية تخلّص المدن الواقعة تحت سيطرتهم وتنهي وجودهم فيها.

وقال المحافظ: «إنه تم تدريب قوة شابة من أبناء حضرموت في صحراء الربع الخالي، أطلق عليها فيما بعد قوات النخبة الحضرمية، وبعد جهوزيتهم تم انطلاق عملية التحرير وكنت شخصياً قائداً لهذه المعركة وقمنا بالتحرك من ثلاثة محاور نحو مدينة المكلا مع الاستعانة بجهاز استخباراتي كبير استطاع رصد كل ما يتعلق بتلك الجماعات وعناصرها، مصحوبين بغطاء جوي حيث استطاعت الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف من دك أوكار الجماعات الإرهابية وتكفلت قوات النخبة بتطهير الأرض ومواجهة العناصر الإرهابية المسلحة، وجرت معارك شرسة في منطقتي الادواس والعيون وغيرها من المناطق، وتوجت جميع التحركات العسكرية بهزيمة ساحقة لعناصر التنظيم الإرهابي، قتل فيها أكثر 400 عنصر إرهابي، واستشهد خلال عملية التحرير وما تلتها من عمليات الملاحقة والتطهير والمداهمات أكثر من 300 شهيد من قوات النخبة الحضرمية من مختلف الرتب العسكرية».

وشدد محافظ حضرموت في كلمته على ضرورة إبراز الدور العظيم الذي قامت به حضرموت ومساندتها جنباً إلى جنب مع دول العالم في حربها ضد الإرهاب وإسهامها بقسط كبير في هزيمته، وتخليص حضرموت والعالم منه في هذه البقعة المهمة من الأرض.

وتحدث محافظ حضرموت في كلمته عن المرحلة التي تلت عملية التحرير وتثبيت قوات النخبة الحضرمية للأمن وبسط الاستقرار، رغم عمليات التفجير التي نفذها التنظيم وراح ضيحتها خيرة أبناء حضرموت في نقاط التنفتيش والمرافق العسكرية والأمنية، خصوصاً التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة المكلا ووجدان المواطنين لحظة إفطارهم في شهر رمضان المبارك وعقب التحرير مباشرة.

وأكد بأن حضرموت اليوم لا يوجد بها أي تهديد بشكل جماعي من قبل تلك الجماعات الإرهابية وإنما بشكل فردي عبر الخلايا النائمة التي تقف لها الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية بالمرصاد، لاسيما بعد نجاح عمليتي الفيصل في وادي المسيني غرب حضرموت، وعملية الجبال السود في الهضبة الحضرمية الواقعة في شمال المحافظة.

ولفت المحافظ البحسني إلى أن الأمور تمشي في حضرموت بشكل أفضل، لكن المعاناة مستمرة لدى المواطنين، نتيجة تدهور بعض الخدمات التي تحتاج لتدخل من قبل الحكومة، ورغم ذلك نحن نسعى لتحسين جودة الخدمات بقدر المستطاع وعبر اتباع سياسة الترشيد ونعتمد بصورة أساسية على الموارد المحلية، ونسعى لتغطية وتطبيق كافة النقاط الـ16 التي أعلنا علنها لحظة تكلفينا بتولي منصب المحافظ.

واستمع محافظ حضرموت عقب ذلك إلى أسئلة ومداخلات أعضاء الوفد الأعلامي الأجنبي التي تمحورت حول الانتصار على العناصر الإرهابية وتحرير ساحل حضرموت وجهود إعادة تطبيع الحياة والظروف الاقتصادية.
وفي سياق آخر أصدر محافظ حضرموت التعميم رقم (25) لسنة 2018م بشأن قرار وزير النقل القاضي بتعيين مراد مبارك باحاج نائبا لمدير عام فرع الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري بساحل حضرموت.

وفي خبر منفصل اطمأن المحافظ  البحسني، أمس، في اتصال هاتفي على صحة الإعلامي علوي عبدالله بن سميط الذي يعاني من وعكة صحية حالياً.
وأشاد المحافظ خلال الاتصال بالثقافة والأخلاق العالية التي يتحلى بها الإعلامي بن سميط، وخدماته الطويلة في مجال الصحافة والتعريف بموروث حضرموت وتاريخها من خلال إقامة الندوات الثقافية والإعلامية بمنزله بمدينة شبام التاريخية.
ووجه البحسني بتقديم الدعم اللازم وعلاج الإعلامي سميط، متمنياً له الشفاء العاجل، والعودة لممارسة نشاطه الإعلامي والثقافي المعهود. 

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى