> تغطية خاصة/ رائد الغزالي- هشام عطيري- طه منصر- سالم حيدرة صالح

تواصلت أمس الثلاثاء، لليوم الثالث، التظاهرات الشعبية الغاضبة في عموم مدن الجنوب احتجاجاً على انهيار العملية وتردي الوضع المعيشي بشكل مخيف نتيجة لفقد العملة المحلية لثلثي قيمتها.
ففي العاصمة عدن واصل المحتجون، لليوم الثالث على التوالي تنفيذ العصيان المدني المندد بتردي الوضع الاقتصادي.

وخرج المتظاهرون، صباح أمس الثلاثاء، بمسيرات شملت معظم مدن العاصمة، قطعوا خلالها الطرقات الرئيسية بالإطارات المشتعلة في المنصورة والممدارة وجولة الغزل والنسيج وطريق الجسر البحري الرابط بين مديريتي المنصورة وخور مكسر.
عدن
عدن

وعبر المحتجون في العصيان، الذي استمر حتى قُبيل الظهر، عن سخطهم تجاه الحكومة التي قالوا إنها “السبب الرئيس فيما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية”.

تصعيد
وشهدت مدينة الحبيلين، كبرى مدن ردفان بمحافظة لحج، تظاهرة جماهيرية حاشدة، شارك فيها المئات استجابة للدعوة التي وجهتها اللجنة التنسيقية في المديرية.

وحمل المحتجون في التظاهرة السلمية، التي انطلقت من ساحة منصة الشهداء بالمدينة مروراً بالشارع العام والعودة إليها، شعارات ويافطات كتب عليها- باللغتين العربية والإنجليزية- عبارات معبرة عن تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، والافتقار للخدمات الأساسية.. فيما طالبت أخرى الحكومة ودول التحالف العربي بضرورة توفير الخدمات الأساسية وإيجاد حلول عاجلة لتهاوي العملة الذي بات ينذر بمجاعة وشيكة.

وصدر عن المسيرة الجماهيرية بيان حيا “أبناء ردفان خاصة وأبناء المديريات الأخرى المنتفضين ضد تهاوي الريال وسوء المعيشية عامة”.

وطالب البيان الحكومة بـ “الاستجابة الفورية لمطالب الشعب بمعالجة تهاوي العملة المحلية وتخفيض أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وتحسين الخدمات الأخرى وكذا المرتبات، أو تقديم استقالتها إن كانت عاجزة عن تأدية المهام الموكلة إليها”، كما دعا البيان قيادة التحالف العربي إلى “تحمل مسؤولياتها والتزامها تجاه الشعب بإيقاف التدهور الاقتصادي الحاد وغير المسبوق”.

وأكد أن “المسيرة هدفها مجتمعي بامتياز، وأنها بداية لانتفاضة شعبية عارمة إذا لم تلبِ للشعب مطالبه بأسرع وقت”.

وأشادت اللجنة التنسيقية بالمتظاهرين لالتزامهم بالإرشادات والسلوك الحضاري في تنفيذ الاعتصام الذي خلا من قطع الطرقات وإحراق الإطارات.
وتولى الحزام الأمني والشرطة في مدينة الحبيلين تأمين المسيرة الجماهيرية الاحتجاجية.

إغلاق المحال التجارية
وتواصلت، أمس، الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، ضد سياسات الحكومة الاقتصادية الفاشلة والمتسببة بتهاوي سعر الريال أمام العملات الأجنبية وارتفاع قيمة المواد التموينية.

وأغلقت المحال التجارية وبعض المرافق الحكومية أبوابها استجابة للعصيان المدني، جراء الغلاء المعيشي.

وردد المحتجون في التظاهرة التي أُحرقت خلالها الإطارات في عدد من شوارع المدينة، شعارات طالبت برحيل الحكومة التي وصفوها بالفاسدة وغير الجديرة بإدارة البلاد.

وأكد المتظاهرون في أحاديث لـ«الأيام» بأن الشعب “لن يستمر بالسكوت جراء هذا الوضع الاقتصادي الخطير والذي من شأنه أن يؤدي إلى مجاعة حتمية إذا لم يتم تداركه سريعًا من دول التحالف العربي”، كما أكدوا أن “المعالجات والقرارات الأخيرة للجنة الاقتصادية لن تجدي نفعًا في إنقاذ الوضع المتدهور ما لم تكن هناك نيات صادقة لاقتلاع الفساد من جذوره”.

تردي المعيشة
وفي محافظة الضالع تواصلت، صباح أمس، التظاهرات المنددة بتردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة، وتوغل الحكومة في سياسة التجويع.

وردد المشاركون في التظاهرات، التي تقدمها المجلس الانتقالي بالمحافظة، شعارات تطالب برحيل ما أسموها بـ“حكومة الفساد التي أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية”.   
وأكد رئيس المجلس الانتقالي بالضالع العميد عبدالله مهدي، أن “ثورة اليوم هي استكمال للثورة الجنوبية الهادفة لاستعادة الدولة بكامل حدودها المتعارف عليها قبل عام 90م”.

الضالع
الضالع
وقال في كلمة ألقاها أمام المحتجين “إن تضحياتنا ليست لإحراق الإطارات والفوضى، بل هي ثورة ذات أهداف ومبادئ وقيم”، داعياً في السياق إلى “تصعيد ثوري حقيقي يبدأ بتوقيف جميع المكاتب الرسمية للسلطة المحلية في المحافظة، وإغلاق المحال التجارية”.

ونوه مهدي إلى اجتماع سيضم، اليوم الأربعاء، قيادة الانتقالي وقيادة الغرفة التجارية وكبار التجار “لوضع آلية لتحديد تسعيرة للمواد الغذائية بعيدا عن الاحتكار واستغلال الوضع القائم”.

ودعا في كلمته المقاومة الجنوبية والمؤسسات العسكرية والأمنية بالضالع إلى “إعلان تأييدها لثورة الشعب لحفظ الأمن والاستقرار، كما دعاهم إلى عدم إسقاط المؤسسات بشكل فوضوي، والتحلي بالطرق الحضارية”.

وأوضح رئيس انتقالي الضالع أن “يوم غدٍ الخميس، سيكون يوم الغضب لانطلاق المسيرة الكبرى لثورة الجياع والتي تأتي استكمالًا للثورة الجنوبية”، موجهًا بـ“رفع الأعلام الجنوبية على أسطح المنازل والمحلات وفي المسيرات، وكذا توحيد الشعارات الهادفة لقضية الوطن وللشهداء ولثورة الجياع، والتحرير والاستقلال واستعادة الدولة”.

وأكد مهدي أن حجم التآمر على الجنوب وقضيته وشعبه كبير، مطالبًا الجماهير بـ“اليقظة والحذر من المدسوسين الذين يحاولون تشويه سمعة الثورة وجرّها نحو الفوضى التي لا تخدم إلا أعداء الجنوب”.

وفي محافظة أبين، ناقش المجلس الانتقالي بمدينة زنجبار، أمس الثلاثاء، في اجتماعه برئاسة العقيد صالح ناصر أبو عبدين، العديد من القضايا وفي مقدمتها ما تشهده المحافظات الجنوبية من عصيان مدني “جراء رفع الأسعار وتدهور العملة الناتجة عن سياسة التجويع التي تمارسها الحكومة”.

وأكد أبو عبدين أن “سياسة التجويع من قبل الحكومة الشرعية لن تعيق المواطنين من الاستمرار بالمطالبة بحقوقهم”، ودعا المواطنين إلى “توحيد صفوفهم والالتفاف خلف المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزُبيدي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الجنوبية”.

احتجاجات نسائية
وشهدت عدة مدن بمحافظة حضرموت، أمس، استمرارا للتظاهرات الاحتجاجية على ارتفاع الأسعار.
سيئون
سيئون

وخرجت في مدينة سيئون تظاهرة نسوية حاشدة احتجاجًا على تدهور العملة المحلية وللمطالبة بإقالة الحكومة، رفعت خلالها يافطات تطالب بـ“إقالة حكومة بن دغر المتسببة بتردي الوضع المعيشي”.

وتوقف نشاط المؤسسات الحكومية في المدينة، منذ أمس الأول، إثر العصيان الذي أحرق خلاله المحتجون الإطارات في الشوارع الرئيسية، احتجاجاً على تدهور العملة المحلية. كما أغلقت معظم المحال التجارية في المدينة أبوابها استجابة لدعوة أطلقها ناشطون لتنفيذ العصيان المدني.

وشهدت منطقة الديس بمدينة المكلا، أمس، تظاهرة غاضبة أُغلقت خلالها معظم المحال التجارية والمصرفية.
وأحرق المحتجون الإطارات في الطرقات الرئيسية والتي تسببت بإيقاف حركة السير فيها لساعات.

وجاءت موجة الغضب هذه نتيجة لارتفاع الأسعار في كافة المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من المواد التموينية.

وعلمت «الأيام» أن المجلس الانتقالي في شبوة يُحضّر للخروج بمسيرة جماهيرية حاشدة غد الخميس للسبب ذاته.
ولجأ تجار الجملة في العاصمة عدن إلى احتكار المواد والامتناع عن بيعها لتجار التجزئة، الأمر الذي تسبب بارتفاع جنوني في المواد الغذائية والاستهلاكية، وأصبح عديد من المواطنين عاجزين عن توفير قوت يومهم من المواد الأساسية.​