تدفق المهاجرين الأفغان معضلة جديدة لسلطات تركيا
> انقرة «الأيام» ا.ف.ب
> يجلس مئات اللاجئين على سجاجيد او ألواح من الكرتون في احدى حدائق انقرة. لم يأت هؤلاء من سوريا بل من افغانستان وبات تدفقهم يشكل معضلة للسلطات التركية.
ويفر بعضهم من النزاع بين سلطات كابول ومتمردي طالبان.
«في خطر»
ولان وصولهم تزامن مع اسبوع عطلة عيد الاضحى نهاية اغسطس، تعذر على افغان التسجيل لدى السلطات واضطروا لان يقيموا في حديقتين بانقرة.
ووصل نحو 1500 شخص اساسا من الافغان، الى هذه الحديقة التي تقع امام مقر جمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين في انقرة.
وقال حسين (35 عاما) انه اضطر للفرار من افغانستان مع زوجته واطفالهما، لانه كان يساعد بعثة الحلف الاطلسي في العثور على مخابئ اسلحة طالبان.
وبحسب مفوضية الامم المتدة للاجئين فقد بات اللاجئون الافغان في 2017 ثاني اهم كتلة لاجئين في العالم مع 2,6 مليون شخص خلف السوريين البالغ عددهم 6,3 ملايين.
غير ان اقتصاد ايران تاثر كثيرا باعادة فرض العقوبات الاميركية.
واوضح ليفينت اولوسوي نائب المنسق العام لجمعية طالبي اللجوء في انقرة ان الافغان ياتون من ايران «للعثور على عمل او هربا من الحرب» في بلادهم.
وامضى جواد سادات نجاد 34 عاما في ايران قبل ان يأتي الى تركيا الشهر الماضي ويقول «ايران لم تقدم لي شيئا».
«غياب الدعم»
وبات اتساع الظاهرة جليا حين وصل نحو 30 الف افغاني الى تركيا في الاشهر الاولى من 2018.
واكدت منظمة العفو الدولية في ابريل ترحيل سبعة آلاف مهاجر لكن الرقم الحقيقي اكبر بكثير على الارجح.
وقالت زكيرة حكمت التي اسست في 2014 جمعية مساعدة وتضامن مع اللاجئين الافغان ان عمليات الطرد مستمرة بما في ذلك لمن يذهبون الى انقرة للتسجيل.
وتضيف ان الموقف من الافغان تغير في تركيا مع «تنامي الافكار المسبقة» واعتقاد الكثير من الاتراك ان الحرب في افغانستان انتهت.
وتضيف لكن في الاثناء «الحرب مستمرة بشكل خفي» في افغانستان.
ولجأ اكثر من ثلاثة ملايين سوري ومئات آلاف العراقيين الى تركيا في السنوات الاخيرة. لكن في الاشهر المنصرمة شهد البلد وصولا مكثفا لافغان بحثا عن لجوء او حياة افضل.
لكن الكثير منهم يأتي في الواقع من ايران حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين افغاني في ظروف باتت مزرية مع الصعوبات الاقتصادية التي تواججها ايران.
وبين يناير ومنتصف اغسطس 2018 وصل نحو 62 الف مهاجر افغاني الى تركيا مقابل ما يربو عن 45 الفا خلال سنة 2017 باكملها، بحسب وزارة الداخلية التركية.
ولان وصولهم تزامن مع اسبوع عطلة عيد الاضحى نهاية اغسطس، تعذر على افغان التسجيل لدى السلطات واضطروا لان يقيموا في حديقتين بانقرة.
وروى محمد حسين المتحدر من قندوز شمال افغانستان، ان اطفاله الستة (بين عامين و15 عاما) ناموا في الحديقة مدة اسبوع في ظروف «غير مريحة».
وتعمل هذه الجمعية بالتعاون مع الامم المتحدة والادارة المحلية التركية المكلفة الهجرة، على تسجيل اللاجئين.
لكنه يعتبر نفسه «في خطر» هنا ويرغب في الذهاب الى مكان آخر مثل كندا او سويسرا مثلا.
وبحسب المفوضية يعيش ثلاثة ملايين افغاني في ايران لكن فقط ثلثهم مسجل هناك رسميا بصفة لاجئ.
واوضح ليفينت اولوسوي نائب المنسق العام لجمعية طالبي اللجوء في انقرة ان الافغان ياتون من ايران «للعثور على عمل او هربا من الحرب» في بلادهم.
واشار الى ان «عددا كبيرا من الاسر اجبر على الرحيل».
لكن اجراءات «صعبة» تنتظر من يرغب من الافغان في الحصول على ترخيص عمل والكثير منهم يجد نفسه يعمل في السوق الموازية، بحسب ميتين كوراباتير رئيس مركز البحوث حول اللجوء والهجرة.
وبات اتساع الظاهرة جليا حين وصل نحو 30 الف افغاني الى تركيا في الاشهر الاولى من 2018.
وردت السلطات بترحيل آلالاف الى افغانستان بالتنسيق مع سلطات كابول.
واوضح كوراباتير انه «عندما يصلون تضع الحكومة معظمهم في مراكز للترحيل ثم ترحلهم الى افغانستان».
وتؤكد انه ليس هناك «اي دعم» للاجئين الافغان وان عددا متزايدا منهم ينام في الحدائق.
وتضيف لكن في الاثناء «الحرب مستمرة بشكل خفي» في افغانستان.