العطاس: مساع أممية لتوحيد الجنوبيين وفرض الجنوب شريكا

> «الأيام» استماع

>  اعتبر دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس، وهو مستشار الرئيس هادي، أن الطرفين المتحاورين في جنيف شماليان ولن يصلا إلى تسوية سياسية ووقف الحرب، مؤكدا أن قضية الجنوب يجب أن تكون محور المشاورات وما قد يلحقها من مفاوضات.
وقال العطاس في حوار مع قناة أبوظبي أمس الأول خلال برنامج «اليمن في أسبوع»: «حقيقة الأزمة في اليمن هي أزمة الوحدة التي أُعلنت عام 1990 بطريقة خطأ وهي الوحدة الاندماجية التي لا أساس فعلي لها، وهذا أغرى نظام علي عبدالله صالح وبالذات الخط الزيدي أن يستحوذ على الجنوب كما استحوذ على الوسط، وأن يسيّره لخدمتهم».

وأضاف «الجنوب رفض هذا وبدأت الأزمة مبكرا في 91م، وكانت أول محاولة لإصلاح مسار الوحدة هو برنامج البناء الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي، ومجرد أن بدأنا بتنفيذ هذا البرنامج في 92 انقلبوا عليه وبدأوا يمارسون سلسلة من الاغتيالات ضد الكوادر الجنوبية، ثم تعقدت الأزمة وانعقد حوار وطني أفرز وثيقة العهد والاتفاق، هذه الوثيقة تنص على إقامة دولة اتحادية أخذت مما جاء في مخرجات الحوار الأخير ولكن بمجرد أن ننفذ هذه الوثيقة شنت الحرب على الجنوب وتم اجتياحه».
وأكد أن ما تعيشه اليمن اليوم هو توابع لزلزال 1990م، وأن «الوحدة ماتت من زمان ودون الاعتراف بهذا لن تجد الأزمة اليمنية طريقاً للخلاص».

وعن مشاورات جنيف ومشاركة الجنوب فيها قال العطاس «الامم المتحدة تبذل جهودا كما تبذل الشرعية جهودا كبيرة لدعوة الحوثيين ولتقريب الحوثيين إلى انهاء هذه الحرب، ودون أن تكون القضية الجنوبية حاضرة على طاولة المباحثات ستكون هناك ثغرة لن تساعد الطرفين الشماليين اللذين يجلسان على طاولة الحوار بأن يجدا آفاقا للحل في أزمتهما.. في الحوار الوطني 2013 و 2014 اعتبرت القضية الجنوبية قضية محورية وهي الآن القضية الأساسية لأن الجنوب هو الذي أوقف انهيار الدولة في اليمن، وأوقف استيلاء الحوثيين وعلي عبدالله صالح على السلطة في كافة اليمن».

وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يقصي أحدا، الجنوبيون عندهم مشكلة يجب أن يعالجوها وبالتالي سيوجدوا في طاولة المباحثات، هي عدم توحدهم، لابد ان يتوحد الجنوبيون، أملنا في المجلس الانتقالي الذي أُعلن ولم يستكمل تشكيله، ونحن نسعى بكل الجهود أن نوحد أبناء الجنوب في اطار كيان سياسي جديد يوحدهم جميعاً بما فيهم المجلس الانتقالي حتى يستطيعوا ان يفرضوا وجودهم على طاولة الحوار».

وتابع: «لا نريد أن نحول القضية في إطار داخلي، كفاية ما يجري في الداخل، الأزمة باختصار نقطة الضعف عند الجنوبيين، وللأسف الجنوبيون تمزقوا، جزء منهم في الشمال، وجزء في القوى المعادية، وأيضا في الجنوب موزعون بحد كبير، وبدأت بعض الأفق بتوحيد الجنوبيين في إطار جنوبي موحد، وتساعد الأمم المتحدة في هذا المسعى، وإذا نجحنا في هذا الاتجاه سيفرض الجنوب نفسه شريكا كما كان شريكاً».

وقال: «عندما انعقد مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء اعتبرت القضية الجنوبية القضية المحورية لحل الأزمة اليمنية بمعنى أنها قضية الوحدة، ولكنهم التفوا عليها لأن الجنوب لم يكن حاضرا بقوة في هذا الحوار، ولهذا بمجرد أن جاءت مخرجات الحوار الوطني وضعت يدها باستيحاء على قضية الوحدة وجاءت المخرجات بشيء من الأمل لتصحيح هذا الوضع».

وأضاف: «هم في صنعاء وبالذات علي عبدالله صالح أدركوا هذا الأمر وبدأوا يتآمرون على مخرجات الحوار، واستدعى علي عبدالله صالح الحوثيين لهذه المهمة، وأكدت حينها للجامعة العربية أنهم سينقلبون على هذه المخرجات».
وأشار إلى أن الانقلاب وقع على مخرجات الحوار الوطني، وأن المخرجات كانت سببا لشن الحرب على الجنوب.

وقال «شنت الحرب على الجنوب وتصدى لها شعب الجنوب الذي انتقل من حراك سلمي إلى مقاومة مسلحة وبدعم الأشقاء، تمكن شعب الجنوب من صد الحوثيين وصالح عن الجنوب، هذه المخرجات قادرة أن تعيش لكن الطرف الثاني لا يريدها، حتى في قوى أخرى من نفس الانتماء الذي ينتمي إليه الحوثيون موجودون في صف الشرعية لا يقبلون بكامل ما جاء في الحوار، لا يقبلون بمخرجات الحوار».

وأضاف: «مخرجات الحوار قالت إن اليمن تقسم إلى ستة أقاليم 2 في الجنوب و 4 في الشمال، يعني في جنوب وفي شمال، المسألة الثانية أن كل إقليمين بعد دورة انتقالية ممكن أن يصبحا إقليما واحدا، يعني الجنوب يصير إقليما والوسط إقليما والشمال إقليما، النقطة الثالثة والمهمة هي أن من حق الشعب أن يحدد مكانته السياسية، يعني يكون في استفتاء بعد الدورة الانتخابية الأولى».

وتابع «نحن في وثيقة العهد والاتفاق لم نقل شمال وجنوب، ولكن قلنا اليمن كلها، لكن في وثيقة الحوار الوطني تقول إن هناك شمال وهناك جنوب، وبالتالي المشكلة هذه أثارت غضب علي عبدالله صالح وكل الطرف الزيدي في السلطة إلى اليوم، يرفضون إضافة هذا النص في الوثيقة».. وطالب العطاس التحالف العربي وحكومة الشرعية بحسم الأمر عسكريا لإجبار الحوثيين على الحوار.

وقال: «في هذه المرحلة مشاورات وليس مفاوضات والمفاوضات لم تبدأ ولكن هنا الشرعية والتحالف مطالبون بأن يحسموا الأمر في الميدان، ولو تم هذا في وقت مبكر لأتى الحوثيون لطاولة الحوار الوطني، لازال في إمكان التحالف والشرعية أن يقوموا بعمل عسكري على الأرض يرغم الحوثيين على الذهاب لطاولة الحوار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى