غليان شعبي شامل بالجنوب وخطوات تصعيدية

> تغطية خاصة/ رعد الريمي - هشام عطيري- علي الأسمر- سالم حيدرة صالح - غرفة الأخبار

>
أنصار باعوم يشتبكون مع بعضهم والمنطقة الأولى تحميهم

وصلت الاحتجاجات الغاضبة ضد تدري الأوضاع المعيشية ذروتها في عموم الجنوب، نتيجة لانهيار العملة المحلية.
وفقد الريال خلال الأسبوعين الماضيين ثلثي قيمته أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، تجاوزت على إثره قيمة المواد الغذائية والاستهلاكية الضعف.

وخرج الآلاف من أبناء شعب الجنوب، أمس وأمس الأول الخميس، في تظاهرات حاشدة تلبية لدعوات توجهت بها النقابات واللجان التنسيقية والمجلس الانتقالي، عبروا خلالها عن رفضهم لسياسة التجويع التي تمارسها الحكومة الشرعية تجاه الشعب.
عدن
عدن

وفي الوقت الذي تتوسع فيه التظاهرات الغاضبة، تحاول أطراف محلية ودولية جاهدة حرفها عن مسارها لخلط الأوراق.

ففي العاصمة عدن قطع محتجون عددا من الشوارع الرئيسة والفرعية صباح ومساء الخميس ضمن العصيان المدني المنفذ لنحو أسبوع، لتهاوي العملة وتدري الأوضاع المعيشية.

واكتظت ساحة الشهيد الجنيدي بمديرية صيرة (كريتر) بآلاف المتظاهرين عصر أمس الأول، تلبية للدعوة التي أطلقها المجلس الانتقالي لذات السبب.
عدن
عدن

ورفع المحتجون في الساحة التي لا تبعد كثيرا عن قصر “المعاشيق” الذي تتخذ منه الحكومة مقراً لها أعلام الجنوب وصور قادة التحالف العربي، ولافتات تطالب برحيل الحكومة، وأخرى منددة بسياساتها السلبية والخبيثة ضد الجنوب وشعبه.

وقالو المواطنون بتصريحات لـ «الأيام» إن مسلسل انهيار العملة اليمنية يمضي دون توقف، برغم ما تعلنه الحكومة من إجراءات، وهو ما يؤكد بأن البنك المركزي اليمني في طريقه لإعلان عجزه وتوقفه عن تغطية إرادات السلع الأساسية كالقمح، والدواء، والأرز، والسكر، والوقود وبقية السلع الأخرى المتأثرة بانهيار العملة بشكل مباشر.

وأدان المتظاهرون ما يمارسه المبعوث الدولي لليمن مارتن جريفيثس من اقصاء للقضية الجنوبية بمشاورات السلام الجارية في جنيف.
عدن
عدن

وعبروا عن شكرهم وتقديرهم لِما قدمته دول التحالف العربي للشعب في الجنوب خلال معركة التحرير من الغزو الحوثي الإيراني، ومطالبينهم في السياق بإنصاف الجنوبيين ودعم نضالهم لتحقيق آمالهم في اقامة دولة الجنوب الحرة المستقلة وعاصمتها عدن.

تظاهرة حاشدة
وفي لحج شارك الآلاف من أبناء المحافظة في تظاهرة كبرى، استجابة للدعوة التي اطلقها المجلس الانتقالي بالمحافظة  للتصعيد الشعبي ضد تردي الاوضاع الاقتصادية وتدهور العملة المحلية بسبب السياسة الفاشلة لحكومة الشرعية.

لحج
لحج
وأوضح رئيس المجلس د. فضل هماش بأن الشعب الجنوبي وقضيته العادلة يمران في الوقت الحاضر بمرحلة مفصلية تحيطها الكثير من الدسائس والمؤامرات من قبل الشرعية والحوثيين، كان آخرها عدم قبولهم بتمثيل المجلس الانتقالي في مفاوضات جنيف والتي كان من المقرر أن تبدأ أمس الأول الخميس، مؤكداً بأن أي مفاوضات أو مشاورات لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي المعبر عن الإرادة الشعبية الجنوبية طرفًا فيها سيكون مصيرها الفشل.

وكشف د. هماش في كلمته أمام المحتجين عن الخطوات التصعيدية التي سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة في حالة تم تجاوز إرادة الجنوبيين واستمرار وجود ما اسماها “حكومة الفساد”.. تمثل أبرزها بالآتي:
أولًا: ايقاف العمل بجميع المكاتب الحكومية بالمحافظة باستثناء المستشفيات والكهرباء والمياه ومحطات الوقود.

ثانيًا: تشكيل لجنة من الانتقالي والمقاومة والنقابات العمالية لتقوم بمهمة المراقبة على الأسعار وعدم التلاعب بها.

لحج
لحج
ثالثًا: دعوة مدراء عموم المديريات والمكاتب الإرادية بالمديريات والمحافظة بعدم توريد أي مبالغ للبنك المركزي لحرمان الحكومة من الاستفادة منها وتوريدها إلى البنك المركزي فرع لحج ومنع مرور أي صادرات عبر منافذ المحافظة باتجاه مناطق الشمال سواء كانت نفطية أو غازية أو سلع غذائية و..الخ، وعمل استمارة خاصة بمكان الاقامة لأبناء الشمال عبر مراكز الأمن في المديريات والمحافظة.

إلى ذلك تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مديرية تُبن ضد الوضع الاقتصادي المتدهور، اقدم خلالها المحتجون على قطع الطرقات العامة واحراق الاطارات.

تصعيد
وشهدت الضالع سلسلة تظاهرات ومسيرات في مناطق متفرقة بالمحافظة في اطار التصعيد الشعبي المستمر احتجاجاً على تردي المعيشة.
الضالع
الضالع
وشاركت جموع غفيرة، أمس الأول، في تظاهرة كبرى استجابة لدعوة المجلس الانتقالي في المحافظة، حملوا خلالها علم الجنوب وشعارات مطالبة برحيل حكومة بن دغر، وأخرى منددة لما آل إليه الوضع الاقتصادي، كما طالبوا بتمثيل عادل للقضية الجنوبية في مفاوضات جنيف.

وأكد رئيس انتقالي بالضالع العميد عبدالله مهدي في رسالة وجها إلى لمجتمع الدولي بأن “عدم وضع القضية الجنوبية في موقعها الطبيعي سيضطر أبناء الشعب إلى الانتقال لخطط أخرى من شأنها تمكينهم بالبسط على الأرض تمهيداً لإعلان استعادة الدولة”.

وأضاف في الكلمة التي القاها أمام المحتجين “نحن نحترم العمل الساسي والعمل الدولي، وإذا لم يحترمنا العالم فسنعلن دولتنا”.
وقال: “اعلنا أمس الأول، كأول محافظة، أول خطوة تتوحد فيها السلطة المحلية والمؤسسة العسكرية والثورة الجنوبية على طريق استعادة الدولة”.

 وأقدم مسلحون وفي اطار العصيان المدني، أمس الأول، على احراق كميات كبيرة من القات تابعة لباعة من أبناء ردفان كانت في طريقها إلى العاصمة عدن على متن عدة سيارات.
وأكد محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح بأن من قاموا بهذه العملية هدفوا إلى خلق فتنة بين أبناء الضالع وردفان.

وأضاف في تعليقه عن الحادثة “عملية اتلاف القات ليست رسالة احتجاج أو تعبيرا عن الغلاء، إنما هي نهب لحقوق الآخرين”، لافتا إلى أن “من قام بذلك اراد تفجير مواجهة مع الحزام الأمني الحامين للطريق العام”.
الضالع
الضالع

وأكد أن “من يطلق النار معروفون لدى المحافظة”.

وأحرق متظاهرون في الاحتجاجات الاطارات في مناطق متفرقة من الخط العام الرابط بين مدينتي قعطبة والضالع، فيما توقفت حركة المرور وأغلقت المحال التجارية أبوابها خلال فترة الصباح.

رفض سياسة التجويع
إلى ذلك شهدت محافظة أبين مسيرات حاشدة رافضة لسياسة الفساد والتجويع وتدهور العملة وغلاء الأسعار.
وشارك المئات من أبناء مدينة زنجبار عاصمة المحافظة في التظاهرة التي دعا إليها المجلس الانتقالي، بحضور نسوي فاعل.
أبين
أبين

وعبر المحتجون عن رفضهم لسياسة التجويع وانهيار العملة المخيف، وكذا تمسكهم بقضيتهم العادلة.
كما رددوا في المسيرة التي جابت شوارع المدينة، أمس الأول، العديد من الشعارات الغاضبة والمطالبة برحيل الحكومة.
أبين
أبين

وأكدت الكلمات التي القيت في المهرجان الذي أعقب المسيرة على أن “الواقع السياسي والأمني والاقتصادي وما آلت إليه الاوضاع من تدمير للحالة المعيشية وارتفاع الأسعار وانعدام لأهم مقومات الحياة كالصحة والتعليم وتدهور العملة وغلاء ناتج عن السياسة الفاشلة لحكومة الشرعية.

كما أكدوا بأن الحشد الجماهيري الكبير الذي شهدته أبين والمحافظات الجنوبية أمس الأول الخميس، دليل وأضح بأن السيل قد بلغ الزبى، وأن الوقت قد حان ليقول الجنوبيون كلمتهم وتقرير مصيرهم باستعادة دولتهم بحدودها المتعارف عليها قبل عام 90م وفق الخيارات المفتوحة.

محاولة لحرف التظاهرات
وتواصلت الاحتجاجات في محافظة حضرموت، للتنديد بالتدهور الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية.
وأقدم محتجون في سيئون، أمس الأول الخميس، على قطع الطرقات والشوارع الرئيسية، في حين أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها.

وشهدت مدينة القطن بوادي حضرموت، مسيرة احتجاجية قام خلالها المحتجون بإحراق الإطارات، كما أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها في مدينة المكلا للسبب ذاته.
حضرموت
حضرموت

وجدد المحافظ، قائد المنطقة العسكرية الثانية، وقوفه وتأييده للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها هذه الأيام حضرموت وعدد من المحافظات الجنوبية المحررة ضد الحكومة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية الناتجة عن انهيار العملة المحلية.
وكان البحسني قد وجه قوات النخبة الحضرمية، وجميع وحدات المنطقة العسكرية الثانية والأجهزة الأمنية بالمحافظة بحماية المتظاهرين والوقف إلى جانبهم ومنع أي محاولات لبعض المندسين لإخراج الاحتجاجات عن سلميتها.

وهدد البحسني الحكومة في خطاب أدلى به عبر “إذاعة المكلا” بإيقاف تصدير النفط وقطع ايرادات المحافظة إذا استمر الوضع المعيشي بهذا السوء ولم تتخذ أي معالجات وحلول عاجلة و واضحة لرفع المعاناة عن المواطنين في حضرموت.
 وأشار إلى أن “قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وصلت لطريق مسدود مع الحكومة بسبب عدم التزامها بواجباتها تجاه حضرموت التي ترفد ميزانيتها بنحو 70 % من الإيرادات”، حسب وصفه.

وأضاف: “التزمت حضرموت فترة طويلة بتحويل الإيرادات للمركز رغم حاجتها الشديدة إلى تحسين الخدمات والوضع المعيشي للمواطنين ومشاريع البنى التحتية”.
حضرموت
حضرموت

 وتابع : “كان بمقدورنا اخذ حصة المحافظة من الإيرادات قبل توريدها، إلا اننا التزمنا بتوريدها احتراما للوائح والنظام، على أمل أن تفي الحكومة بالتزاماتها المالية تجاه المحافظة، ولكنها لم تفعل، ووضع المحافظة ومواطنيها أصبح اليوم مأساويا جدا بعد تدهور الوضع المعيشي وانهيار العملة، ونحن مضطرون للوقوف إلى جانب اهلنها واخواننا، ونحمل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع، كوننا سبق وأن اطلعناهم مرارًا على وضع المحافظة وما وصلت إليه وحذرناهم من مغبة تجاهل احتياجات المواطنين”.

توسع الاحتجاجات
وفي المهرة احتشدت جماهير غفيرة من عموم مديريات إلى الغيظة عاصمة المحافظة صباح ومساء الخميس احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة التي انتجتها السياسية الفاشلة من قبل الحكومة.
ورفع في المسيرة التي احتضنتها ساحة المنصة منطقة الجحي علم الجنوب وصور رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي، ولافتات عبرت عن الغضب الشعبي في المهرة.

المهرة
المهرة
وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة حسان مهدي في بيان المجلس على “الرفض القاطع لأي مشاورات أو مفاوضات يتم فيها تجاهل تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الحامل السياسي والمفوض من الشعب الجنوبي في أكثر من ثلاث مليونيات، محملاً المبعوث الدولي للأمم المتحدة مارتن جريفيثس مسؤولية ما قد يترتب عليه من أحداث في الأيام القادمة.

وأكد الانتقالي في بيانه “تأييده ودعمه الكامل لثورة الجياع واستمرار المسيرات والتظاهرات التي تعم محافظات الجنوب ضد سياسة التجويع والإذلال التي تمارسها الحكومة الفاسدة والفاشلة”.
ودعا البيان كافة أبناء المهرة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات الشبابية للتفاعل الإيجابي واستمرارية التصعيد حتى تحقيق الأهداف.

وتقدم الصفوف الأولى للمسيرة أعضاء القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي وأعضاء الجمعية الوطنية والشيوخ وأعيان ووجهاء المحافظة.
وفي مساء أمس الجمعة خرج نحو 100 متظاهر من أنصار القيادي الحراكي فادي باعوم في مسيرة، بعض المشاركين فيها يحملون أسلحة رشاشة وسلاحا أبيض.

متظاهرين من أنصار فادي باعوم
متظاهرين من أنصار فادي باعوم
وقال مسؤول بإدارة أمن سيئون، كبرى مدن وادي حضرموت، إن عشرات المتظاهرين من أنصار القيادي بالحراك الجنوبي فادي باعوم، بينهم مسلحون، حاولوا مساء أمس الجمعة افتعال فوضى خلال احتجاج نظموه على غرار الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظة حضرموت ضد تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الاقتصاد بسبب هبوط العملة المحلية.

وأوضح المسؤول، خلال اتصال هاتفي مع “الأيام” مساء أمس، أن “مجموعة من المتظاهرين يصل عددهم إلى 100 فرد بعضهم يحملون أسلحة خفيفة ومعدات حادة جابوا الشارع الرئيس للمدينة، وخلال مسيرتهم اشتبكوا فيما بينهم في تصرف لم يفهم سوى أنهم يريدون اختلاق فوضى وعنف، ورسالة أخرى أنهم تعرضوا لهجوم من مناوئين لهم”.

وقال “إنه لم تسجل أي إصابات بين المتظاهرين”.
وأشار إلى أن  وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الاولى قامت بحماية المتظاهرين الذين تفرقوا بعد نصف ساعة على احتجاجهم”، مؤكدا أن “قوات الأمن لم يتدخل وظلت تراقب المتظاهرين حتى انفضوا من أنفسهم”.وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الأولى قامت صباح أمس الاول الخميس باعتقال شباب محتجين على تدهور العملة بعد أن قاموا باغلاق الطرقات الرئيسية للمدينة.

وذكر موقع (المصدر اونلاين) القريب من حزب الإصلاح أن قوات الجيش أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق الاحتجاجات وقامت بفتح الشوارع وازالة الحواجز الحديدية التي اقامها المحتجون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى