عذراً أيها المعلمون

> وضاح محمد الحالمي

>
​> في شهر سبتمبر من العام الماضي 2017 كنت قد كتبت مقالا في صحيفة «الأيام» تحت عنوان «دعوا الإضراب يا نقابة الإضراب»، وينتقد إضراب المعلمين الذين دعوا إلى الإضراب وإغلاق المدارس في وقت كان الوضع مغايرا نوعا ما وليس كما هو في العام الحالي الذي بات المواطن والمعلم يكتوي بلهيب ارتفاع الأسعار وانهيار الاقتصاد الوطني، وبالتالي دعوني أقول عذرا أيها المعلمون.

اليوم بات المعلم المظلوم والمواطن المكلوم يعاني كثيرا جراء هذا الوضع المزري والفساد الحكومي غير المسبوق، وراتبه الشهري لم يعد يكفيه لإعالة أسرته، وبالتالي فإن لجوءه إلى الإضراب حتى وإن لم يعتبر حلا بسبب غياب التعليم لدى الطلاب والمعلم يعرف ذلك ولكن ظروف المرحلة أجبرت المعلم على اتخاذ هذه الخطوة بهدف المطالبة بحقوقه وإعادة الاعتبار إلى المعلم الذي تبنى عبره الأجيال.

على الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها في نفس الوقت النظر إلى ما يعانيه المعلم، إما برفع راتب المعلم حتى يستطيع التماشي مع الوضع الصعب أو إيقاف انهيار العملة وتدهور الاقتصاد، وهذا هو الحل المناسب والأفضل الذي يريده المواطن، كون الوطن يسير إلى الهاوية.

لكن يبدو أن فساد الحكومة الفضيع وقرارات وزير التربية المضحكة والمستفزة التي تستخف بالعقول  وتجاهله لمطالب المعلمين الحقوقية العادلة وعدم وضع حلول جذرية عاجلة للأزمة التي تعصف بالتعليم كا ذلك زاد من المعاناة، لكن ما ينبغي أن تفعله الحكومة هو إعادة هيبة المعلم المفقودة وفتح آفاق جديدة نحو العمل والغد المشرق، ويدرك المعلمون أن ثمة وزارة تستمع إلى مطالبهم وتسعى إلى حلها بعيدا عن العناد.. حينها يكون هناك نشاط وهمة لدى المعلم، لكن الاستمرار في التعنت لن يفضي إلى حل يا سيادة وزير التربية والتعليم، وتستمر الأزمة وتظل المدارس مغلقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى