بسبب الفساد الحكومي.. هل ينفصل الجنوب اليمني؟

> كتب/ أحمد جدوع*

> ألقت الأزمة اليمنية بظلالها على جميع المجالات سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، خاصة بعد حراك الجنوب اليمني الذي دعا للانفصال من جديد عن الشمال وذلك لأسباب عديدة على رأسها فساد الحكومة الشرعية وعدم اكتراثها بمطالب الشعب اليمني الذي يتعرض لأسوأ كارثة إنسانية بسبب الحرب الدائرة رحاها منذ حوالي 4 سنوات.
ودعا المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات في الجنوب اليمني أنصاره للسيطرة على كافة المؤسّسات الإيرادية والحكومية، وطرد مسؤوليها منها بكافة الوسائل، معتبراً ذلك عملاً «تكفله القوانين الدولية.
وأعلن المجلس في بيان له، الأربعاء، أن كافة المناطق بمحافظات جنوب اليمن «منكوبة» نتيجة لما وصفها بـ «السياسات الكارثية التي تنتهجها الشرعية وحكومتها»، في إشارة منه إلى حكومة رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر .

بيان ضد الحكومة
ووصف المجلس حكومة بن دغر، التي ترعاها السعودية والرئيس اليمني المقيم بالرياض عبدربه منصور هادي، بـ «العابثة» و «الفاسدة» و «الفاجرة»، محمّلاً إياها مسؤولية انهيار الاقتصاد والعملة وعدم الاستقرار الاجتماعي.
بيان المجلس الانفصالي جاء بعد أن هوى الريال اليمني أمام سلة العملات الأجنبية، مسجلاً أدنى مستوى في تاريخه بوصول الدولار الواحد بالسوق السوداء إلى 760 ريالاً، وسط حديث يمني رسمي عن وجود دور إماراتي وراء أزمة الريال.
من جانبه، قال محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية، إن «الوضع صعب جدًا ولابد من تحرك حكومي عاجل لحل الوضع السيئ الذي تشهده حضرموت وبقية المحافظات المحررة».

 تحرك شعبي
وأضاف البحسني في حديث تلفزيوني مساء الأربعاء الماضي، أن «استمرار تجاهل الحكومة لمناشدات المواطنين سيؤدي إلى تحرك شعبي كبير للمطالبة بإسقاط الحكومة»، مؤكدًا أنه «يقف مع الشعب فيما يقرره من تحركات ومطالب للسيطرة على ثوراته ومكتسباته».
ولاقى بيان الانتقالي الجنوبي تأييدًا واسعًا من قبل العديد من القيادات والمسؤولين العسكريين والأمنيين في المحافظات اليمنية المحررة من قبضة الحوثيين.
يذكر أن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء في وقت تشهد فيه مدن الجنوب اليمني، وتحديدًا العاصمة المؤقتة عدن، اعتصامات وتظاهرات، احتجاجًا على انهيار العملة، وغلاء المعيشة.

 ترحيب
بدوره قال نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك في تغريدة على «تويتر»: «نرحب بكل المسؤولين العسكريين والمحافظين ومدراء عموم الوزارات الذين تواصلوا وأكدوا تأييدهم لموقف الشعب واصطفافهم مع شعبهم».
وأضاف بن بريك: «كما نشكر وزير الداخلية على ما نشر عنه - إن كان ثابتًا - من تأييده للشعب ووقوفه مع شعبه، ولن نرضى بقطرة دم، ومستعدين للدفاع عن شعبنا في تحركه ضد أي عدوان».
وجاءت تغريدة بن بريك ردًا على خبر متداول بشأن تأييد وزير الداخلية أحمد الميسري لأي تحركات شعبية، إلا أن سرعان ما نفى مكتب الميسري ذلك.

مطلوب قرار جاد
ويرى الناشط اليمني الجنوبي أبو صقر السليماني أن بيان الانتقالي صحيح ويلامس هموم الشعب، ويعتبر من الخطوات الأولى للمضي نحو الهدف، لكنه قال إن قرارات اليمن ليست بأيدي شعبه ولابد من الاعتراف بذلك لأن الاعتراف بالذنب من شيم الشجعان، على حد وصفه.
وأضاف لـ «مصر العربية» أن الشعب الجنوبي سيلبي نداء بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، وسيعمل على طرد الفاسدين ويصل لقصر المعاشيق الرئاسي، ولو طلب الأمر على جثثهم،
وطالب قيادة الانتقالي بالاستفادة من الأخطاء السابقة خاصة أنهم دعوا من قبل الشعب ولبى النداء ثم تراجعوا لمجرد أن جهات معينة طلبت منهم تأجيل التحرك نحو الاستقلال.

 بيان يعبر عن الشعب
بدوره قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عن تطلعات الشعب اليمني ككل وليس كما يقال إنه يعبر عن قضية فصل الجنوب، ولا يستطيع المجلس الانتقالي تخريب ما قاتل عنه التحالف وحرر جنوب اليمن وليس له قواعد على الأرض.
وأضاف في تصريحات لـ «مصر العربية» أن حديث المجلس الانتقالي الجنوبي عن الانهيار الاقتصادي بسبب بعض مفسدي الحكومة اليمنية يعبر عن الشعب اليمني بشكل عام.
وأوضح أن إعلام كل من قطر والإخوان المسلمين وإيران يصور المشهد بشكل آخر ويريد تصعيد الأمر ليتحول لمواجهة مسلحة ضد التحالف العربي.
* عن (مصر العربية)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى