وساطة روسية وحراك دبلوماسي بريطاني لإحياء المفاوضات اليمنية

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
تشهد كواليس الدبلوماسية الغربية حراكا متزايدا في ما يتعلق بالملف اليمني، مع تصاعد لافت لدور بريطانيا وروسيا، في ظل تراجع الاهتمام الأميركي المباشر بالملف اليمني واعتباره جزءا من الصراع مع إيران في المنطقة.

ووفقا لوكالة نوفوستي الروسية فإن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين كشف خلال تصريح إعلامي عن «وساطة روسية بين جميع الفرقاء في اليمن لتقريب وجهات النظر وتشجيعهم على الحوار»، وقال «إن الحرب لا تؤدي إلاّ إلى معاناة السكان، وسندعم هذه المحاولات في كلّ المراحل».

وأضاف «لا يمكن التأكّد من أنّ المحادثات بين ​الحكومة اليمنية​ و»​أنصار الله​« (الحوثيين) ستبدأ في المستقبل القريب، ولكن من الضروري مواصلة هذه الإتصالات.. كانت هناك محاولة للقيام بذلك في جنيف، وستستمر هذه المحاولات. لا يوجد سبيل آخر سوى التفاوض، ولا يمكن أن يكون هناك حل عسكري على الإطلاق. لقد تمت تجربة كلّ شيء، وهذا يجلب المزيد من المشاكل للسكان».

كما ذكر أنّ «​روسيا​ على اتصال مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيثس، وسوف تساعد في أي تقدم في عملية التسوية».
صحيفة العرب اللندنية نقلت من جانبها عن مصدر سياسي يمني لم تسمه قوله «إن موسكو تقوم بدور دبلوماسي في التواصل بين الداخل والخارج ونقل الرسائل بحكم وجود بعثتها الدبلوماسية في صنعاء».

وأشار المصدر اليمني إلى أن «روسيا لازالت تحافظ لنفسها على دور محوري من خلال القدرة على التحرك والتواصل المباشر مع جميع الأطراف وكذلك القدرة على تقييم الوقائع على الأرض في الداخل بخلاف بقية الأطراف الدولية» غير أنه نفى أن تكون موسكو قد تقدمت بأي مبادرة مباشرة للحل السياسي في اليمن.

واعتبر مراقبون سياسيون أن أكبر تحدّ بات يواجه نجاح أي حوار سياسي بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين، إلى جانب الانهيار الاقتصادي، يتمثل في تفشي الانقسامات داخل معسكري الشرعية والانقلاب.

وفي هذا السياق ذكرت «العرب اللندنية» أن هناك نقاشا يدور في كواليس التحالف العربي لعقد مؤتمر حوار يمني يضم كافة القوى والمكونات السياسية المناهضة للحوثيين، برعاية سعودية إماراتية مصرية، وقد يعقد في القاهرة أو العاصمة المؤقتة عدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من المؤتمر هو وضع تسوية في داخل معسكر الشرعية والاتفاق على إطار عام للشراكة بين القوى السياسية وفق برنامج مؤقت يرتبط بانتهاء مهمة التحالف العربي واستعادة مؤسسات الدولة.

ويسعى المبعوث الأممي مارتن جريفيثس للبدء بخطوات متعددة لبناء الثقة بين الفرقاء اليمنيين وتهيئة الأرضية المناسبة لعقد جولة جديدة من المشاورات مطلع نوفمبر القادم في العاصمة البريطانية لندن.

وذكرت مصادر إعلامية أن زيارة جريفيثس للعاصمة الإماراتية أبوظبي ولقاء قيادات إماراتية رفيعة، إضافة إلى لقائه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تصب في اتجاه استيعاب كافة الأطراف اليمنية المؤثرة والفاعلة في الساحة، بالترافق مع خطوات اقتصادية وإنسانية تضمن عدم تكرار فشل مشاورات جنيف التي تخلف عنها الحوثيون في السادس من سبتمبر الماضي.

وتحدثت المصادر ذاتها عن فحوى اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في أبوظبي والذي قالت إنه تمحور حول الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في اليمن ومحاولة المبعوث إقناع قيادات المجلس الانتقالي بعدم التصعيد خلال المرحلة المقبلة.

وتواجه محاولات المبعوث الأممي الرامية لإشراك أطراف جديدة في المشاورات برفض قاطع من الحكومة المعترف بها دوليا ومن الحوثيين على حد سواء، في ظل اتهامات توجّه لجريفيثس بالسعي إلى خلق مرجعيات جديدة للحل السياسي في اليمن، ودعم تيار ثالث للضغط على طرفي الأزمة.

ومن المرجح أن يكثف جريفيثس جهوده في اتجاه موازٍ يتعلق ببناء الثقة من خلال إجراءات عاجلة تسبق المشاورات القادمة، من قبيل إطلاق الأسرى وإحداث حالة توافق بين الشرعية والحوثيين حول معالجات اقتصادية ومالية طارئة للحد من انهيار العملة وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية لليمنيين في مناطق الشرعية والانقلاب على السواء.

وكان المبعوث الأممي حصل خلال تحركاته الأخيرة على وعود حوثية بإطلاق المزيد من الأسرى خلال الفترة القادمة في إطار شروط بناء الثقة التي يجب أن تتم قبل المشاورات القادمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى