الانتفاض والسيطرة على مواردنا

>
عادل المدوري
عادل المدوري
في وطني يموت الأطفال بسبب سوء التغذية الذي سيتحول تدريجيا إلى مجاعة في أسوأ كارثة إنسانية على وجه المعمورة، فيما تحتفل حكومة الشرعية بتزيين قوالب الكيك بلون العلم اليمني احتفالا بعيدهم الوطني المجيد والجوع والمرض يهدد الشعب بأكمله جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بفعل انهيار قيمة العملة اليمنية واستمرار الحرب، فقد أصبحت الكثير من العوائل تحت خطر عدم المقدرة على تأمين حاجاتهم اليومية من الغذاء.

فما يحصل في مديرية الأزارق بمحافظة الضالع من انتشار لحالات سوء التغذية أكبر مؤشر على أن المجاعة في طريقها إلى التمدد والانتشار في المناطق الجنوبية، فاليوم الأزارق بالضالع وغدا في مديريات محافظة لحج وعدن وبعدها في مديريات محافظة أبين إذا لم نعمل على توحيد الكلمة ورص الصفوف وبدء التحرك من أجل تحيق أهدافنا المتمثلة بالعيش الكريم على أراضينا، فحكومة الشرعية لا تريد حلحلة الملفات ورفع المعانات التي أثقلت كاهل المواطنين لذا لا فائدة من بقائها.

لقد أهلكت الحرث والنسل وبلغ السيل الزبى ومس الضر صغيرنا وكبيرنا بسبب الخوف والجوع ونقص في الأموال والثمرات ونحن صابرون ومحتسبون، لكن ليعلم الذين يتمادون في تعذيبنا أننا قد صبرنا حتى حل بنا ما لا صبر عليه، وهنا أدوّن للتاريخ فقط أننا نادينا وناشدنا مرارا وتكراراً وعبر صحيفة "الأيام" الغراء ونشرنا أكثر من مقال مطالبين بإنقاذ الشعب مبينين الوضع الذي لا يحتمل، وطالبنا بوضع الحلول الجذرية واستشعرنا الكارثة التي ستحل على الجميع وها هي قد حلت ولا حياة لمن تنادي. فالقرار لم يعد بيد الحكومة فقد أصبح اليوم بيد الشعب وهو من يقرر مصيره.

المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من الشعب ومن منطلق المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه أصدر بيانه التاريخي، بيان سياسي قوي وشجاع  يدعو الجنوبيين للانتفاض والسيطرة المنظمة على كافة المؤسسات والموارد الحكومية في الجنوب التي تذهب عائداتها لجيوب الفاسدين في الحكومة وحسابات الحكومة في مأرب وغيرها، بينما المواطن بالجنوب يكابد ويعاني من الجوع، فما من حل غير السيطرة على موارد الجنوب وإعلان حكومة جنوبية مصغرة تحت حماية قوات المقاومة الجنوبية، وهذه الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، فقد حان وقت الخلاص.

وعلى أي حال، فلابد من الإشادة  بقوات المقاومة الجنوبية المباركة التي ومنذ تأسيسها في عام 2015م وهي منحازة للجنوب وقضيته العادلة وعند حدوث الأزمات الجسام تجدها ثابتة في مواقفها الوطنية وتتقدم الصفوف ولم يسبق لها أنها وقفت مع الظلم أو مع نظام فاسد أو ديناصور ديكتاتور متعجرف على حساب الجنوب ومواطنيه، فهي قوات نظيفة لا تملك رصيدا وإرثا دمويا، وكانت وما زالت تقدم الدعم الكبير للشعب لينال الحرية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى