مأساتنا أعمق وأبلغ أثراً

> عبدالقوي الأشول

>
 
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
على مدى عقود مضت تعاظمت وتنوعت مأساة الأشقاء الصوماليين بعد أن انفرط عقدهم وأدر العالم أظهره عن تلك الفاجعة التي أردت بأحلام وتطلعات شعب يزيد عدد سكانه عن الخمسة ملايين نسمة.. وعلى مدى عقود ظلت أزمة الصومال مضرب مثل في المعاناة والجوع وتلك الأحوال التي حاول عبرها أبناء هذا البلد الجار تدبير اموره، فكان أن التهمت مياه البحار أعداد هائلة من الهاربين من المجاعات والاقتتال الداخلي إلى الموت في محيط مياههم الإقليمية بحكم حالات الغرق المستمرة لتلك القوارب التي ظلت تعمل في تهريب هؤلاء للأسف إلى الموت. لم تستطع المنظمات الإغاثية أن تفعل شيئاً أمام مأساة بذلك الحجم الضخم، كما لم تعد الصورة المأساوية لأشباح البشر المتهالكة أجسادهم تثير ألم وحسرة العالم الذي أدمن رؤية تلك المناظر المروعة، في حين ظلت الفصائل المتقاتلة تعيث فساداً في الأرض وتعمق واقعا هو في الأصل نتاج الأخطاء السياسية وغياب العدالة.

كلا، لم يجهد العالم بهيئاته الدولية نفسه لحل تلك المشكلة، ما جعل أجيالا تنشأ في ظل ذالكم الواقع المرير.
تحرك العالم حين امتد خطر جياع الصومال إلى تهديد الممرات المائية، وهي الحالة الوحيدة التي دفعت بالعالم للتحرك عسكرياً والتواجد في عمق تلك المياه لحماية الممرات التي تخدم مصالحهم.

كان عدد أبناء الصومال يزيد عن خمسة ملايين نسمة، إلا أن حجم تداعيات الانهيار جعلت العالم والمحيط الإقليمي يعاني من تلك التبعات، فماذا عن مأساة اليمن بشطريها التي يناهز أن لم يكن يزيد عدد سكانها عن الثلاثين مليون نسمة. ماذا عن جوع الجزء الأكبر من هذا العدد الضخم؟ خصوصاً ونذر المجاعات لم تعد خافية بعد أن تلاشت أو انهارت العملة المحلية التي هوت بأعداد هائلة من السكان إلى فناء الموت جوعاً، وتلك تعني مأساة مروعة سوف تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من محيطها الإقليمي.

 والمؤسف أن انهيار العملة مستمر ولا تبدو في الأفق معالجات تذكر.. كما لو أن الأمر لم يعد يعني أحداً. صعود الدولار سوف يكتب فصولاً جديدة في حياة هذا الشعب شماله وجنوبه دون شك من ذلك، وفصول الجوع دون ريب سوف تجلب معها بلاوي كثيرة، فهذا المكون السكاني الضخم كارثي إذا ما تواصلت فصول انحداره الى المجاعات خصوصاً وقد وصل به الحال إلى عدم القدرة على مداراة أوضاعه ولو بحد أدنى من تأمين القوت الضروري.
اليمن عموماً أمام مستجدات عاصفة على كل صعيد في حين تتواتر المنغصات التي تهدد بما هو أسوأ.. فهل سيدفع اليمنيون وحدهم فاتورة انفراط عقدهم؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى