وجع ما نعيشه!

>
علاء عادل حنش
علاء عادل حنش
لا يسعنا الحديث عن الوضع المعيشي والإنساني المزري بدقة، وليس بالمقدور وصف حجم معاناة أكثر الناس في وطننا، الذي مزقته الحرب، ولا طاقة بسرد قصص أُناس أوصِدت أمامهم كل الأبواب، فوصل بهم الحال إلى تناول وجبة طعام واحدة في اليوم، والبعض ينامون دون أي وجبة.. يا إلهي!.. أهذا حقًا يحدث في وطننا؟!
أيُعقل ذلك؟ أهو حلم أم حقيقة؟
فعندما نسمع عن تلك القصص والمآسي، التي تقشعر منها الأبدان لفضاعتها وهولها، يشعر المرء بأن هذا الوطن، ومن حوله، قد نُزعت منهما خصلة (الرحمة)، وأصبح قانون حياة الإنسان كقانون الغابة (القوي يأكل الضعيف)، فانعدمت الرحمة تمامًا إلا من رحم ربي، وبات المشهد الإنساني مدهشًا للغاية، وكأن القدر أن نشهد تحولات كبرى على هذه الأرض الجنوبية التي تعمدت بدماء أبنائها، وتضحياتهم الجسام.
 لكن من الصعب الإحاطة بكامل المشهد، الذي لم ينته بعد، ولكن أصبح لزامًا التفكير بجدية متناهية بما آل إليه الوضع الإنساني والمعيشي، والواجب على كل جنوبي ينتمي إلى الجنوب بدرجة أشد من انتمائه لحزبه أن ينظر بعين المسؤولية إلى هذا الوضع الفضيع، الذي أجبر كثيرا من الأسر على التقشف، وتناول وجبة واحدة، وبعضها راحت تأكل أوراق الشجر، والبعض تنام دون أدنى لقمة.
نعم.. إن ما يعيشه اليوم الوطن هو حالة فوضى واحتقان شديدين، يتحملها بالدرجة الأولى السياسيون، الذين حرفوا مسار المنابر الصحافية والإعلامية إلى أرضية صلبة لمناكفاتهم السياسية، حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه اليوم.
إن الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في الجنوب سيرفع درجة الغليان الشعبي الحاصل اليوم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انفجار الوضع لأبسط الأشياء، ما يعني أن أي مضاعفات في تدهور العملة، أو ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو المشتقات النفطية، أو ما شابه ذلك، سيؤدي حتمًا إلى انفجار شعبي عارم، لن يتوقف إلا بكارثة قد تطال ربما التحالف العربي وليس حكومة الرئيس هادي وحسب، لأن الوضع الإنساني والمعيشي اليوم أصبح كارثيًا وغاية في الصعوبة، وأصبح الأعز هو الأذل، والعكس.
وفيما يخص ردة فعل الأطراف المتنازعة تجاه الأزمة الإنسانية في عدن والجنوب فلم تكن بتلك الجادة، ورغم وديعة السعودية للبنك المركزي إلا أنها جُرعة مسكنة لن تطول، وستنتهي كما انتهت سابقاتها، أما بالنسبة لموقف الانتقالي الجنوبي، فهو الآخر لم يصل إلى المطلوب، وإلى ما يرجوه الشعب، هذا الشعب الحمال، الذي تحمل ما لم يستطع تحمله أي شعب.
أما الحكومة فلن أذكرها لأن لا أحد ينتظر منها خيرًا، فقد عفى الزمن عنها.
أخيرًا.. أودّ أن أقول شيئا لكل الأطراف، لكل من لهُ يد في تقرير مصير الإنسان الجنوبي: الإنسان هو الأولى بالاهتمام والرعاية بدلا من الحجر.. هيا لنتعارف ونتآلف ونتآخى من جديد، فلا شيء سيدوم سوى إنسانية البشر، ولا غيرها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى