حسان.. متى العودة؟

>
 من منا لا يعرف أو لم يسمع بإسم فريق نادي حسان لكرة القدم فارس أبين؟ الفريق الذي حفر ونقش إسمه في الصخر وسجله بأحرف من ذهب ووضع نفسه بجدارة في عداد الفرق الكبيرة والعريقة في الدوري اليمني.
جهاد عوض
جهاد عوض

 * لقد ظل فريق نادي حسان ، والذي يحمل إسم أشهر أودية أبين ، هادراً مزمجراً في الملاعب ، مثل سيول واديه التي لا تقف أمامها السدود أو الحواجز ، فقد قدم العروض الجميلة والممتعة ، أمام أقوى الفرق اليمنية خاصة التلال ووحدة عدن ، لدرجة أن مدرجات ملعب الشهيد الحبيشي بكريتر عدن ، في الثمانينيات والتسعينيات كانت تمتلىء وتزدحم بالجماهير ، الوافدة إليه من كل حدب وصوب قبل بدء المباراة بأكثر من ساعة ، لمشاهدة نجومه : أولاد النعوم ، وأولاد مهدي والراعي والجوهرتين ، السمراء سالم العريس ، ولاحقاً عبدالله مكيش .. وغيرهم كثير.

 * الفارس الحساني حامل راية أبين وفرق المحافظات الريفية أمام أكبر وأعتى فرق عدن وصنعاء من ذوي الإمكانيات والطاقات حقق وصافة الدوري ، وقبلها كأس الجمهورية لعام 82 .. إلا أن حسان أبين في السنوات الماضية إختفى وأفل نجمه وبخته من المشهد الرياضي ، وغابت صولاته وجولاته ونزل مهرولاً من القمة ، وكأن ذلك كان بفعل فاعل ، إلى قاع ، وأسفل صفحات سجلات الدوري اليمني بدرجاته المختلفة.

 * وكمتابع ومشجع للفريق الأبيني الأحمر تنتابني الحسرة والألم بسبب ما وصل إليه مستواه وأوضاعه ، لدرجة أن الكل تخلى عنه ، بعد أن ابتلي بإدارات متعاقبة ، لا تجيد إلا فن توقيع الاستغناءآت عن أشهر لاعبيه ، مقابل حفنة من الريالات ، فيما نسيه لاعبوه الكبار والصغار ، الذين تركوا فريقهم في أحلك الظروف وأصعبها ، وهو قطعة منهم متناسين فضله عليهم ، في منحهم فرص اللعب والشهرة ، حيث كان السبب في بروزهم وتألقهم والتحاقهم بالفرق الوطنية المختلفة.

 * وفي هكذا ظروف ومصاعب جمة ، عجزت وتخاذلت كل القيادات الرياضية في أبين في إيجاد الحلول والمعالجات لانتشال فريقهم (فريق نادي حسان) من الأوضاع السلبية ، التي يعاني ويمر بها .. حتى للأسف المحافظون المتعاقبون على محافظة أبين كان نادي حسان في آخر اهتماماتهم وأولوياتهم وإن حصل ، فهي أفعال غير جادة كان الهدف منها تلميع صورتهم وكسب شعبية زائفة وسط الشباب.

 * وهنا نناشد ونتوجه إلى محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم التدخل لإنقاذ النادي الذي يعتبر السفير المعتمد لأبين ، وممثلها الدائم في الكرة اليمنية ونطالبه بتقديم ما يمكن تقديمه والإسراع في استدعاء خيرة شبابه ورجاله المشهود بحبهم وولائهم للنادي ، للعمل الجاد لإخراج ناديهم الحبيب مما هو فيه من حال لا تسر أحداً ، واعتماد ما هو ضروري من مخصصات لتسيير أعماله وتوظيف لاعبيه ، ولو في السلك العسكري ، والبحث الجاد عن راع سخي وممول للفريق.

 * ونحن كمحبين لهذا النادي العريق نتمنى ونأمل التنسيق والجلوس مع إدارة مصنع الوحدة للإسمنت ليتولى أمور النادي  باعتبارها قضية ، وخدمة إجتماعية تخدم  شباب المحافظة كافة ، إضافة إلى أن في الأمر واجهة إعلانية لها في ملاعب الجمهورية ، أسوة لما يقدمه المصنع الشهير والمعروف في الوطن ، ويدفعه لبعض القنوات والمواقع الإعلامية الاخرى .. على أن يتم اختيار إدارة كفؤة للنادي الكبير.

 * نأمل في الختام أن تتظافر جهود المخلصين من أبناء النادي ، وكلي ثقة بعودة الفارس الأحمر إلى أمجاده وتألقه ، فأبين حبلى وولادة للنجوم .. فقط محتاجة لمن يحتضنها ويرعاها ، وحسان المكان والبيت الأنسب والأفضل لها ولظهورها وبزوغ نجمها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى