مئات المعتقلين يُعذبون داخل سجون سرية يديرها الإصلاح في تعز

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  كشفت تقارير صحفية ووثائق نشرها موقع «العين الإخبارية» عن سجون سرية يديرها حزب التجمع اليمني للإصلاح في مدينة تعز وبعض مناطقها، ويُحتجز بداخلها مئات الناشطين المخفيين الذين يتعرضون للتعذيب.
ووفقا لوثائق نشرها الموقع أمس، فإن توجيهات صادرة عن النائب العام علي الأعوش إلى رئيس نيابة استئناف محافظة تعز القاضي عبدالواحد منصور، كشفت عن جانب من «ملف أسود» لمعتقلات سرية تديرها جماعة الإخوان بالمدينة.

وتوضح الوثائق إحالة عدد من المعتقلين، بينهم «أحمد عبده علي» إلى النيابة العامة، بغرض النظر بقضيته وإطلاق سراحه، إلا أن الوثيقة كشفت أن القيادي بحزب «الإصلاح» بتعز، ضياء الحق الأهدل، يرفض تحويل المذكور بصفة غير قانونية.
والمعتقل «أحمد عبده علي»، أحد أبناء مديرية «الشمايتين»، ولا تملك قيادة الإخوان ضده أي تهمة، حيث أصبح اعتقاله «قضية رأي عام»، كما لا تمتلك قيادات الإخوان أدلة تثبت وقوفه خلف أي جريمة.

كما أن ذلك يضع القائمين على معتقل «سجن النهضة» غير القانوني، في مأزق بالكشف عن أسباب عدم إحالة قضيته إلى النيابة أو الإفراج عنه.

وعمدت جماعة الإخوان إلى تحويل المنشآت الحكومية بتعز إلى سجون خاصة، أشهرها: مدرسة «باكثير» ومدرسة «النهضة» وسجن «الجهاز المركزي» وسجن «المعهد الوطني» وسجن «نيابة الأموال»، إلى جانب سجون سرية في منازل شمال وشرق المدينة.

كما يدير الجناح العسكري للإخوان معتقل «المعهد الوطني» ومدرسة «النهضة» ومبنى «نيابة الأموال العامة» وجهاز «الرقابة والمحاسبة» و»اتحاد نساء اليمن» ومدرسة «باكثير» ومنزل «حمود الصوفي».
وذكر ناشط حقوقي في لجنة المخفيين قسرا بتعز أن اللجنة لديها 30 بلاغا بحالات إخفاء قسري في تعز.

وأضاف أن أحد السجناء فقط خرج من سجن «المعهد الوطني» كشف عن قرابة 500 سجين، وهو أحد السجون الخارجة على القانون ويتبع فصائل الإخوان المسلحة.
وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، قد باشرت عملها بشأن (27) واقعة اعتقال تعسفي وتعذيب وإخفاء قسري قامت بها جماعة الإخوان في محافظة تعز.

وبحسب خبراء حقوقيين، فإن أبشع الأنواع من التعذيب تمارس بحق المخفيين قسرا، يصل إلى حد حرمان المعتقلين من شرب المياه النقية، ويتم إعطاؤهم مياها مالحة.
وأكد معتقلون أُفرج عنهم، أن جميع من في السجون مصابون بأمراض الكلى، من بينهم أشخاص يعانون من فشل كلوي، إلى جانب تعرضهم لتعذيب جسدي بشع.

ويقبع في سجون إخوان اليمن بتعز عدد من الناشطين المخفيين قسرا ويتصدرهم أيوب الصالحي وأكرم حميد، اللذان تؤكد أسرتاهما عدم معرفة أماكن احتجازهما حتى اللحظة، ولا يسمح لأسرتيهما بالتواصل معهما.

ومثلت جريمة اختطاف القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني بتعز أيوب الصالحي في 12/6/2016 وإخفائه قسرا لما يقارب 3 أعوام حتى الآن حدثا مأساويا في مستوى تطور الجريمة واستمرارها، كما لا يزال المصير مجهولا للناشط الحقوقي أكرم حميد، ما أثار القلق في أوساط الناشطين الشباب.

وبحسب تقرير حقوقي للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، فإن 16 سجنا سريا تدار من قبل جماعات لم تسمِّها، إلا أن الوثائق الرسمية تثبت أن حزب الإصلاح الإخواني يملك هذه السجون غير الخاضعة للقانون.
ونقل «العين الإخبارية» عن خبراء، أن الوثائق المسربة تثبت وقوف إخوان اليمن خلف سجون سرية «تقيد حريات اليمنيين دون وجه حق؛ وهي جريمة لا تسقط بالتقادم».

وأشاروا إلى أنه «لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأي حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري وفقا للمادة الثانية من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري».

حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع الإخوانية في اليمن، لا يكتفي بتطويع وأخونة المؤسسة العسكرية فحسب، بل بدأ بتقمص دور الدولة ببناء السجون بشكل سريع لاحتجاز عشرات المعتقلين والمخفيين قسرا من المناهضين له.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى