آمال عمال الإغاثة في اليمن: السلام وحده يكفي

> «الأيام» عن العربي

>
 رأت «لجنة الإنقاذ الدولية» أن «اليمن المحاصر في حرب وحشية منذ عام 2015، بات على حافة المجاعة، بعد أن أصبح 13 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة، بسبب انتشار العنف والكوليرا والفقر الذي طال أمده».

ونقلت اللجنة، في تقرير على موقعها، قصة واقعية لسارة عبد الحكيم شمسان، مديرة برنامج التغذية التابع لها، في صنعاء والحديدة، التي تواجه حقائق يومية قاتمة عن سوء التغذية، وهي تشرف على فحص الأطفال دون سن الخامسة الذي يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط، بسبب الرعاية الصحية شبه المجهدة، واليأس بشكل عام في اليمن، والتي تتشاور مع الأمهات الحوامل والمرضعات حول أهمية الرضاعة الطبيعية، ومتى يتم إدخال الأطعمة الأخرى للمساعدة في تلبية احتياجات أطفالهن الغذائية.

طفل يعاني من سوء تغذية
طفل يعاني من سوء تغذية

وتعيش سارة التي أصبحت الآن حامل بطفلها الأول، بعمر الـ28 عاماً، مخاوف حقيقية لمستقبل طفلها، وتتساءل «كيف سأقوم بتربية هذا الطفل، في ظل هذا الصراع الدائر في البلاد؟». كما تتساءل أيضاً: «أين ستضع طفلها؟، حيث لا يوجد الكثير من الخيارات للحصول على الرعاية الصحية المناسبة إذا حدث أي شيء لطفلها».

فخر وأمل وخوف
رؤية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يستعيدون عافيتهم يشعر سارة بالفخر والأمل، ولكنها وفي الوقت نفسه، تدرك تمام الإدراك المخاطر التي ينطوي عليها تنشئة طفل في البيئة الكارثية لبلدها الذي مزقته الحرب، حيث لا تستطيع معظم العائلات تحمل تكاليف إطعام أطفالهم، لذا حتى الأطفال الأصحاء، غالباً ما يعودون إلى العيادات.

وطبقاً لـ«لجنة الإنقاذ الدولية»: «تعكس مخاوف سارة الوضع المزري في اليمن، منذ أن شنَّ التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، هجمات لمحاولة طرد قوات الحوثي من السلطة، حيث فقد 16 ألف شخص على الأقل حياتهم، وتم تشريد 3 ملايين شخص، وهناك 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات».


وتعود سارة بالحديث قائلة :«لقد تزوجت خلال الحرب، لأنه يبدو كأنها لن تنتهي، ولا أستطع التوقف عن ممارسة حياتي، وانتظر انتهاء هذه الحرب». وأضافت «الآن أنا أتساءل، إذا كان لدي طفل، كيف ستكون حياته؟ صحته، تعليمه، كل شيء؟».

وتؤكد «لجنة الإنقاذ الدولية»، أن الأسعار في صنعاء «ارتفعت إلى ما يصل إلى 40% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأصبح كل شيء تشتريه سارة، من مأكل ومشرب هو شيء ثمين، ومنقذ للحياة، رغم أن معظم الوجبات تتكون من البيض أو الفول».

وتضيف «على الرغم من أهمية الغذاء والمال والرعاية الصحية، فإن ما يقلق سارة الآن هي السلامة، واعتبرها الهدف الأسمى لها، في ظل الضربات الجوية التي تهددها يومياً، في حين أن النساء لم يعدن في مأمن خارج منازلهن بعد حلول الظلام».

حياة طبيعة صعوبات وأمنيات
تحاول سارة أن تعيش حياة طبيعية، وبذات الخصوص تقول: «أقوم بأشياء عادية، وأتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وأتحدث مع أصدقائي على الهاتف، وأشاهد التلفزيون، وأنظف منزلي، وأعد الطعام، ومع ذلك، يجلب كل يوم تحديات جديدة، حيث لدي سيارة خاصة بي، ولكن ولأن لدينا الآن نقصاً في الوقود، فأنا أفكر فقط في كيفية الوصول إلى العمل، على الرغم من أنني أعيش بالقرب من المكتب، على بعد 20 دقيقة».


وتدرك سارة «أن أي تغيير الروتين أو المراوغة، ولا حتى التزامها بعملها المنقذ للحياة، يمكن أن تغير واقع اليمن». وبهذا الخصوص تقول: «كل شيء ليس طبيعياً، فالناس يموتون من الجوع، ومن الأمراض، فضلاً عن أنهم لا يحصلون على رواتبهم». وتختم «لا نريد أن نسمع القصف أو الانفجارات، نحن نريد السلام فقط».

وتؤكد «لجنة الإنقاذ الدولية»، على أنها «ستواصل جهود الإغاثة في اليمن، حيث تقدم خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي إلى 250 ألف شخص، كما تقوم بتوصيل الأدوية والإمدادات الطبية إلى المستشفيات، وتدريب العاملين الصحيين على علاج الكوليرا»، داعيةً في ختام مقالها المجتمع الدولي «للمساعدة في تحقيق سلام دائم في هذا البلد».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى