10 آلاف مقاتل يتأهبون لعملية عسكرية جديدة في الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 يستقدم المتمردون الحوثيون في اليمن والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا منذ نحو عشرة أيام تعزيزات إلى داخل مدينة الحديدة ومحيطها، حسبما أفادت أمس الثلاثاء مصادر عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مسؤولون في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس إن تعزيزات الحوثيين شملت نشر مسلحين إضافيين فوق أسطح المباني في عدة شوارع في المدينة الخاضعة لسيطرتهم والتي تضم ميناء استراتيجيا.

كما ذكر المسؤولون أن القوات الحكومية استقدمت تعزيزات كبيرة وذلك استعدادا لشن هجوم جديد باتجاه المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر، بعد أسابيع من تراجع حدة المعارك في محطيها.

وكانت القوات الحكومية أطلقت في يونيو الماضي بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.

وتراجعت حدّة المعارك في محيط مدينة الحديدة منذ الإعلان عن استئناف الحملة العسكرية.

ورجّح مسؤول في القوات الحكومية أن تشن هذه القوات هجوما واسعا جديدا ضد المدينة في خلال أيام، بدعم من التحالف العسكري، وخصوصا قوات الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود المعارك في غرب البلد الفقير.
وقدر المسؤول عدد القوات التي من المتوقع أن تشارك في العملية المقبلة بأكثر من 10 آلاف مقاتل تتوزّع مهامهم «بين شن الهجوم العسكري وبين تأمين المواقع المحررة».

وأضاف المسؤول أن المواقع التي استعادتها القوات الحكومية خلال الأشهر الماضية قرب مدينة الحديدة «تم تسليمها للقوات السودانية المشاركة ضمن التحالف من أجل تأمينها لتتفرغ القوات اليمنية إلى شن الهجوم وتحرير المدينة».
وبحسب مسؤولين عسكريين في القوات الحكومية، تم نشر قوات سودانية على امتداد الشريط الساحلي الذي يمتد من مدينة المخا جنوبا، وحتى أطراف مطار مدينة الحديدة شمالا.

وتدخّل التحالف في اليمن دعماً للقوات الحكومية في مارس 2015 بهدف وقف تقدّم المتمرّدين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

والاربعاء الماضي أعلنت الأمم المتحدة مقتل 21 مدنيا على الأقل وإصابة عشرة آخرين في غارات استهدفت مصنعا لتعليب الخضار في منطقة المسعودي في مدينة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة. كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرين في غارات استهدفت ثلاث عربات في مديرية الحالي.
واتهم المتمردون الحوثيون التحالف العسكري بشن هذه الغارات.

وعلى نحو لافت، تراجعت، منذ أسبوعين، وتيرة إطلاق جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) الصواريخ البالستية باتجاه السعودية، على الرغم من استمرار المواجهات والقصف المتبادل في المناطق الحدودية، وإعلان الجماعة عن طراز جديد من الصواريخ محلية الصنع، في ظل توجيه جهودها العسكرية باتجاه معركة الساحل الغربي، حيث تقع مدينة الحديدة الاستراتيجية، والتي تضم شريان البلاد الأساسي لوصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية.

وأشارت مصادر محلية إلى عودة المواجهات العنيفة في الأيام الأخيرة على المدخل الشرقي والمناطق الجنوبية لمدينة الحديدة، مع استقدام الحوثيين تعزيزات كبيرة، وتنفيذهم لهجمات مكثفة، سعى عناصر الجماعة من خلالها لاستعادة السيطرة على منطقة «كيلو 10»، التي قطعت من خلالها القوات الحكومية، المدعومة من التحالف بواجهته الإماراتية، طريق الحديدة - صنعاء، وعلى المناطق القريبة من مطار الحديدة الدولي، في الجزء الجنوبي من المدينة.

وتعززت أولوية الساحل الغربي بالنسبة للحوثيين، على حساب الجبهة الأخرى المشتعلة بالمواجهات على الحدود، من خلال إعلان الجماعة، منذ يومين، تدشين طراز جديد من الصواريخ البالستية أطلقت عليها «بدر p -1» قصير المدى، وقالت إنها استهدفت معسكراً للقوات السودانية العاملة ضمن التحالف في الساحل الغربي، بأول صاروخ من هذا النوع، فيما لم يصدر أي تعليق من التحالف حول هذا التطور، الذي قدمته الجماعة، كتحول غير مسبوق، بامتلاك هذا النوع من الصواريخ.

من زاوية أخرى، كان اللافت مع إعلان الصاروخ الجديد، هو مرور ما يزيد على أسبوعين، على إطلاق الحوثيين صواريخ بالستية باتجاه السعودية، بعد أن كان إطلاقها يتم بصورة شبه يومية، في ظل استمرار المواجهات والقصف بمختلف أنواع الأسلحة، بين الحوثيين من جهة، والقوات اليمنية الموالية للشرعية والقوات السعودية، من جهة أخرى، في مناطق صعدة الحدودية مع الجانب السعودي، والتي ترتبط بمناطق جازان ونجران وعسير، في وقت تقول فيه القوات الحكومية اليمنية إنها وصلت في الشهرين الأخيرين، إلى أجزاء من منطقة مران، مسقط رأس زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ومعقلها الأول منذ الحرب الأولى مع الحكومة في عام 2004.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى