التحالف: الاشتباكات المستجدّة ليست «عمليات هجومية» لدخول الحديدة أو مينائها

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
قال مصدر عسكري في التحالف العربي إن العملية العسكرية التي أطلقها خلال اليومين الماضيين في الحديدة ليست «عمليات هجومية لدخول المدينة والسيطرة على مينائها».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول العسكري الذي لم تسمه أن هذه القوات تحاول قطع طريق إمداد رئيسي للحوثيين شمال الحديدة بعدما تمكّنت من قطع طريق الإمداد الرئيسي الآخر شرق الحديدة قبل أسابيع.

وتأتي هذه التصريحات من التحالف العربي بعد تصريحات مقابلة من القوات الحكومية اليمنية والمقاومة تفيد بأن العملية العسكرية تسعى إلى تحرير المدينة والميناء من قبضة الحوثيين لإجبارهم على تقديم تنازل في مفاوضات السويد المقرر إطلاقها بدعم أمريكي بريطاني في السويد نهاية نوفمبر الجاري.

وكانت الإمارات العربية المتحدة التي تتولى قيادة العمليات العسكرية في الساحل الغربي أعلنت عقب فشل محادثات جنيف في سبتمبر الماضي أن الحسم العسكري في الحديدة بات ضرورة حتمية، غير أن عمليات عسكرية وهجمات متتالية لم تتمكن من اختراق دفاعات الحوثيين التي تحيط بالمدينة.

واندلعت أمس الثلاثاء معارك جديدة في محيط مدينة الحديدة بين ألوية العمالقة الجنوبية ومسلحي جماعة الحوثي في وقت يتزايد القلق على أرواح السكان الذين قد يجدون أنفسهم عالقين وسط الحرب.
وتسبّبت المعارك منذ بدايتها الخميس الماضي بمقتل أكثر من 150 مقاتلا من الطرفين، بحسب مصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة.

ومن بين هؤلاء 49 مقاتلا في صفوف المتمردين وصلت جثثهم إلى مستشفيين في الحديدة صباح أمس الثلاثاء، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن أطباء ومصادر طبية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين عسكريين في القوات الموالية للحكومة قولهم «إن المعارك تواصلت لليوم السادس على التوالي في عدة جهات»، بينما أكد الحوثيون الموالون لإيران عبر قناة «المسيرة» الناطقة باسمهم أن الاشتباكات عنيفة جدا، لكنهم استطاعوا «إفشال كل محاولات التسلل».

وكانت ألوية العمالقة الجنوبية وقوات يمنية مشتركة أطلقت في يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الأحمر بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.

نازحون وعالقون
تثير المعارك في الحديدة مخاوف منظمات إنسانية وطبية على حياة السكان، ومن آثارها على المناطق الأخرى في حال توقف نقل المواد الغذائية والمساعدات من المدينة إلى تلك المناطق.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في تغريدات على موقعها على تويتر أمس الثلاثاء إن «حدة العنف والمعارك الأرضية والقصف الجوي والبحري» اشتدت منذ الخميس الماضي، وأن «خطوط الجبهات» تقترب «من المناطق المدنية والمرافق الصحية».

وتحدّثت المنظمة عن حركة نزوح لمدنيين يغادرون الحديدة نهاية الأسبوع «بينما تفيد تقارير بأن هنالك آخرين عالقين داخل المدينة بسبب المعارك اليومية التي تزداد بسببها مخاوف وقوع المدينة تحت الحصار».
وكانت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أعربت أمس الأول الإثنين عن «قلقها الشديد» من القتال في الحديدة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال مدير اليمن في المنظمة تامر كيرولوس في بيان إن «هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار ويزيد من تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفل يوميا».
وأوضحت المنظمة أن العاملين في الحديدة «أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من أكتوبر».

ومنذ بدء علميات التحالف في 2015، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و «أسوأ أزمة إنسانية» بحسب الأمم المتحدة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذّرت الأحد من أن «اليمن اليوم جحيم حي» مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون «على شفا المجاعة» خلال الأشهر المقبلة في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.

موازنة جديدة
وتزامن اندلاع المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي.

وباءت آخر محاولة قام بها جريفيثس لتنظيم محادثات سلام في سبتمبر الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين.
وتأتي الدعوات لعقد محادثات سلام في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي خاشقجي، كاتب الرأي في صحيفة «واشنطن بوست» والذي انتقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والحرب في اليمن، في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الفائت.

وتتّهم منظمات حقوقية الحوثيين والتحالف بالتسبّب بمقتل مئات المدنيين، علما أن الحرب أدت أيضا إلى مقتل عشرات الجنود السعوديين.
ومساء أمس الأول الإثنين أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنّ ولي العهد محمد بن سلمان زار جنودا جرحى يتلقون العلاج في مستشفى عسكري بالرياض ونشرت صورا له.

ودفع النزاع الاقتصاد اليمني إلى حافة الهاوية، وأدى إلى انهيار العملة.
وأمس الثلاثاء أوردت وكالة «سبأ» الرسمية للأنباء أن الحكومة اليمنية أقرّت «تشكيل اللجنة العليا للموازنة العامة للدولة»، مشيرة إلى أن هذه اللجنة ستقوم بإعداد إطار الموازنة لعام 2019.

وفي حال إقرار هذه الموازنة، ستكون ثاني مرة منذ عام 2014 بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ما دفع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والبنك المركزي بالتوجه إلى عدن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى