شجرة (المسكيت)

>
جهاد عوض
جهاد عوض
خلال الأعوام الماضية انتشرت وغزت شجرة (المسكيت) كما يطلق عليها في بعض البلدان العربية، بينما محليا نطلق عليه شجرة «السيسبان» في سهول وأودية عدد من المحافظات، هذه الشجرة مليئة بالأشواك وكثيرة الأوراق الصغيرة وجذورها قوية وعميقة، حيث تنمو وتتكاثر بسرعة، من الأمطار والسيول ومخلفات الحيوانات، التي تأكل بذورها القوية، ويصعب عليها  هضمها، فتنثرها في تنقلها هنا وهناك، ثم تنمو شجرة وشجيرات حولها، فإذا تركها وأهملها الانسان لأضحت غابة كثيفة لا يمكن للإنسان والحيوان المرور فيها.
هذه الشجرة الجميلة المنظر بلونها الاخضر سريعة النمو والانتشار، تتكيّف مع الجفاف، ومع كل الظروف المناخية سواء كانت التربة رملية أو طينية أو في المناطق الجافة.
شجرة السيسبان لا أحد يعرف تاريخها ودخولها إلى البلاد وما الغرض منها؟ وكثير من دول العالم يتم استخدامها من خلال زرعها في مناطق الزحف الصحراوي وبجوار الشواطئ من أجل تثبيت الرمال، وكذا لمنع الرمال من الوصول إلى المزارع المجاورة، إلا أن المواطن اليمني اختلف في فوائدها وأضرارها، فيعدونها شجرة خبيثة وآفة خطيرة تهدد وتقضي على الآراضي الصالحة للزارعة، وأحيانا تعيق الطرقات، وتهدد التنوع البيئي، وتستنزف المياه الجوفية بفعل سرعة نموّها وتمددها، بينما حجة المؤيدين لهذه الشجرة، فهم يرون أن المناطق الجنوبية مناطق ساحلية وصحراوية وحارة وقليلة الامطار على مدار العام ويستفيد منها الانسان والحيوان من خلال منفعتها كمراعي للحيوانات والنحل، ويستخدم جذورها كحطب واستخراج الفحم منها. 
فهذه الشجرة - شجرة السيسبان - تتمدد وتتوسع في أغلب المحافظات والكل يشاهدها، وتختلف الآراء حولها بين مؤيد ومعارض لهذه الشجرة، فالمواطن المزارع يرى بأنها تغزو الاراضي الزراعية بلا هوادة وباتت تهدد العملية الزراعية لكثرتها وانتشارها، حتى اصبح المزارع عاجزا لا يستطيع مقاومتها ومعالجة آثارها السلبية، خاصة على الآراضي الزراعية.
 يجب على وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة أن تبذل جهودها لحل ومواجهة هذه المشكلة التي تهدد وتقلق حياة الانسان خاصة في المناطق المعتلة بها، وكذا فتح واعتماد مشروع ذي إمكانيات مادية كبيرة وكوادر علمية متخصصة بوضع البدائل والابتكار وتحييدها وليس باقتلاعها، ولا يتم ذلك إلا من خلال تجارب وخبرات من بعض الدول التي عانت من آثارها السلبية، ولا مانع من أن يستفاد منها باستغلالها في المناطق الرملية والصحراوية بطرق حديثة وعلمية، وبمتابعة دورية حتى لا تفقد السيطرة عليها، وبالتالي يصعب حلها ومعالجتها محليا، ونحن هنا نحذر وننبه وندق ناقوس الخطر للجميع، لهذا الامر الجلل المسكوت عنه الآن والأزمة والمشكلة الكبيرة التي يصعب حلها في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى