بالصور.. انتفاضة جديدة للمسرحين والمنقطعين والمتقاعدين الجنوبيين الى معاشيق

> ​تغطية/ وئـام نجيب

> تهميشنا ونهب حقوقنا لن نقف أمامهما مكتوفي الأيدي بعد اليوم

​ احتشد مئات الضباط والقادة العسكريين الجنوبيين في ساحة الشهيد خالد الجنيدي بكريتر في عدن أمس السبت في وقفة احتجاجية كبرى نادت بإعادة حقوقهم وإنهاء التهميش الذي عانوه طيلة السنوات السابقة وتوعدوا بالتصعيد في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.

وانطلقت عقب ذلك مسيرة لهؤلاء المحتجين جابت احياء مدينة كريتر. وبينما هتف محتجون وهم حاملون أعلام الجنوب بعبارات ضد الحكومة حمل اخرون يافطات كتبوا عليها مطالبهم التي وصفوها بالمشروعة والحقوقية ومنها معالجة قضية التسويات التي شملتها قرارات رئيس الجمهورية بإعادتهم إلى وظائفهم وتصحيح أوضاعهم بما يمكنهم من مواجهة غلاء الأسعار.

المسرحين والمنقطعين خلال مظاهرتهم الى معاشيق
المسرحين والمنقطعين خلال مظاهرتهم الى معاشيق
وتوجه المحتجون الى مقر الحكومة في قصر معاشيق حيث صدر البيان الختامي عن هذه التظاهرة والذي تضمن عدة مطالب ابرزها مطالبة الحكومة بانتظام صرف المرتبات الجديدة والمتأخرة للأعوام السابقة دفعة واحدة، وزيادة المرتبات لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة.

وفيما أشار البيان إلى أهمية إعادة تنظيم وهيكلة وبناء الجيش والأمن والمقاومة على أسس وطنية ومهنية وتصحيح الأوضاع القائمة الملغومة والقضاء على الفساد المستفحل فيها وفتح كافة الرتب المستحقة لكافة العسكريين والأمنيين المتوقفة منذ العام 1991، شدد على منع كافة الاستقطاعات غير القانونية في ظل غياب اللوائح العسكرية المنظمة وغياب الأوعية المالية الخاصة بها.


كما دعا البيان الى عودة كافة المسرحين والمبعدين قسرا إلى أعمالهم ومنحهم كافة الحقوق والتسويات لكافة سنوات الأبعاد وبأثر رجعي.
وأعلنت الهيئة العسكرية الجنوبية المنظمة للوقفة في البيان تحويل هذه التظاهرة الى اعتصام مفتوح حتى حصولهم على إجابات وردود واضحة لا تقبل المماطلة وتلبي كافة مطالبهم.

وانتهزت «الأيام» الفرصة والتقت بعدد من المحتجين فكانت حصيلة حديثهم الآتي:

عدم الإنصاف
تحدث عقيد متقاعد قائد علي محمد من ابناء مديرية الازارق محافظة الضالع قائلا: «وقفتنا هذه ضد الحكومة للمطالبة بحقوقنا، لا سيما وان العسكري المستجد يتساوى راتبه والعقيد المتقاعد بما يقدر بـ 60 ألف ريال، في الوقت الذي يتحصل من أحيلوا للتقاعد برتبة مساعد على 25 ألفا، وهذه دلالة على عدم وجود الإنصاف».

ويضيف «مطالبنا تتلخص باعادة حقوقنا المكتسبة قانونياً من الترقيات والتسويات والرواتب المتأخرة في عام 2017، وفي هذا العام لم نستلم رواتب شهرين».
وضمت الوقفة المسرحين قسراً والمتقاعدين والمنقطعين والاحتياط، بعضهم بدون راتب منذ «الوحدة».


ومحتج آخر العقيد عبدالقادر قاسم ضابط بأمن عدن قال «أنا من أصحاب خليك في البيت، وهذا ما دفعني إلى المجيء اليوم (أمس) كوننا بدون عمل من عام 94، بلغت سنوات خدمتي 35 عاما نصفها في المنزل». وطالب في سياق حديثه بـ «الحقوق كاملة والوصول الى الهدف الاستراتيجي وهو اعادة دولة الجنوب». وقال
إن «من أتى هذه الوقفة هم قادة، عمداء، عقداء، خريجون، كوادر، أكاديميون، وجمعيهم تم تهميشهم واحالتهم الى المنازل بدون رواتب كافية حيث لا يمكنهم توفير متطلبات المعيشة كباقي الناس، وهذا ما دفعنا للخروج وحتى آخر نفس فينا».

واضاف: «لا توجد حكومة شرعية، وإن كانت هناك دولة نظام ومؤسسات لما أتينا اليوم الى هنا ووصل حالنا إلى هو عليه الان، لم أضع اللوم على أي فرد من الأمن كون الدولة غير متواجدة في البلد وبين شعبها».

فساد
«رأس الدولة هو الفاسد»، ذلك بداية حديث العقيد في القوى الجوية في الضالع فضل ناجي الذي أضاف بالقول: «متى ما صُلح رأس الدولة حينها ستكون جميع الأمور تسير في البلد بشكل جيد، لاسيما وأن الفساد المستشري بالدولة أفسد كل شيء داخل البلد، التي لم توفر جميع مجالات العيش للمواطن كالكهرباء والمياه والرواتب، والأمن والتعليم... إلخ».


وتابع: «الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، الحكومة تتنزه في بلدان الخارج والعملة تم سحبها من الجنوب ليمنحوها لأحبائهم حتى تموت الناس جوعا، عشرات الاسر لا تزال تكدح ولم تجد قوت اولادها ومستلزمات دراستهم، إلى أن انتفض الشعب اليوم (أمس) بسبب التهميش لكل مواطن في الجنوب وبالاخص للفئات من ذوي الخبرات والكفاءات في جميع المجالات العسكرية والأمنية والادارية والاكاديميين وهذا يدل على أن الحكومة لا تريد الفئات التي بإمكانهم القيادة والتنفيذ لقيادة مصلحة الشعب، بينما تريد الفئات الفاسدة، هؤلاء التي تروهم هم القادة العسكريون الحقيقيون وهم اساس الجيش والأمن ومن يعمل حاليا يعمل بغرض المصلحة».

حرمان من التسويات والرتب
النقيب في مستشفى باصهيب بعدن ثابت أحمد مرشد أشار القول «أتحصل على راتب لا يتجاوز 39 ألف ريال، والتحقت بالخدمة في عام 70م، وما دفعني للخروج اليوم (أمس) هو الاحتجاج بسبب أن الافراد العسكريين المستجدين يتقاضون أكثر من القدامى، ومن المفترض أكون الان برتبة رائد ولكنني أستلم راتب نقيب، وأرفع تظلمي هذا عبر صحيفة «الأيام»، ويتحمل الرئيس عبدربه منصور هادي حرماننا من التسويات المالية والرتب العسكرية، ناهيك عن أقراني اليوم يحملون رتبة عقيد، وقد تمت إحالتي للتقاعد في 96م».


وأشار ملازم أول عبدالله رضوان بقوله: «منذ عام 94 لم استطع تسديد فواتير الماء، فأنا منذ ذلك الوقت لم اتحصل على راتبي، وتبلغ سنوات خدمتي 45 عاما أفنيتها في خدمة الوطن».

مشردون من معسكراتنا
تحدث رئيس لجنة الحشد رباعية ردفان - عقيد محمد أحمد بالقول: «سنوات خدمتي 35 عاما، نحن أبناء القوات المسلحة والأمن نصنف بحكم المسرحين من وظائفنا وإبقائنا في المنازل، أصبحنا مشردين من معسكراتنا، وأثناء اللجان التي يتم تشكيلها للرواتب لم نحصل على مكان لتوزيع الرواتب ونستلمها بالشوارع، ناهيك عن أن رواتبنا لا تساوي شيئا في ظل الوضع الراهن، ناهيك أن لدينا طيارين يعملون اليوم بالفرزات وسوق السمك، وفي السابق كان لديهم السكن وتوفير المواصلات، أما الآن أصبحوا بدون تأهيل ومأوى ولا تتوفر لهم عناية صحية».

 الوقفة الاحتجاجية للمسرحين والمتقاعدين العسكريين
الوقفة الاحتجاجية للمسرحين والمتقاعدين العسكريين

واختتم حديثه بالقول: «أتينا لانتزاع حقوقنا المنهوبة.. أصبحنا بدون قيمة، الجيش القديم غير مرغوب فيه ولا نعلم لماذا؟ ومسؤولية ذلك تتحملها القيادة السياسية والعسكرية».

ويتحدث المستشار الخاص بحلف قبائل الجنوب العربي - عقيد حسين محسن قائلا: «سنوات خدمتي 37 سنة، وأصنف من ضمن الذين تعرضوا للإقصاء، وقد طالبنا بمستحقاتنا أكثر من مرة، وذلك بسبب إهمالنا من المعاشات والعلاوات والرتب، حيث إننا لا نزال مهمشين حتى اللحظة، وأطالب الحكومة بإيجاد حل مناسب لصرف المرتبات المتأخرة لأكثر من 7 أشهر إضافة إلى الخصميات التي تتم من الرواتب».

أما العقيد في الجيش علي محسن فأشار إلى أن «39 سنة هي إجمالي سنوات خدمتي، قدمنا الكثير وحتى حرب الحوثيين 2015، حيث كنت ركن اتصال محور أبين، كما توليت عمليات المنطقة الجنوبية مع الشهيد اللواء الركن قائد المنطقة علي ناصر هادي وحتى استشهاده في مديرية التواهي، ومن ثم قمنا بمواصلة المهام بالجبهات في جبهة الضالع وردفان والعند وعدن، وبعد ذلك حاولت الرجوع إلى العمل وللأسف اكتشفت بأنه تم إقصاؤنا من العمل بعد الحرب الأخيرة على عدن، علماً بأنني لازلت محسوبا على المنطقة الرابعة، ولكنهم لم يوافقوا على إعطائي أي مهام، علاوة على أن راتبي يتعرض للخصميات باستمرار».

وختم حديثه بالقول: «في الختام أطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بإعادة الاعتبار للجيش الجنوبي، فمازالت معاملة الجيش الجنوبي اليوم كما كانت في عهد عفاش».
وفي أحاديث المحتجين دعوا وباستمرار إلى استعادة دولة الجنوب والتمسك بحق تقرير المصير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى