انحسار المعارك في الحديدة مع تصدي الحوثيين لتقدم قوات الشرعية

> الحديدة «الأيام» خاص/ أ ف ب

>  توغلت القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية أمس الاثنين في عدة احياء في مدينة الحديدة وبدأت تحكم السيطرة عليها في اعقاب معارك ضارية مستمرة لليوم الرابع على التوالي في شوارع المدينة.
وقال سكان ومصادر عسكرية ميدانية لـ«الأيام» إن القوات المشتركة التابعة للشرعية اصبحت تسيطر  على اجزاء واسعة من حي الربصة الواقع جنوبي المدينة.

وذكر سكان إن مقاتلات الاباتشي امطرت وبشكل مكثف بالرشاشات مواقع الحوثيين ادت الى مقتل عشرات منهم.
ومنذ ظهر أمس الاول الأحد لم تتوقف المعارك التي أخذت حربا وجها لوجه على الاطلاق في وقت يحاول مئات السكان النزوح عن تلك الأحياء الشعبية المزدحمة والتي تتوسط المواجهات.

لكن مصادر أخرى أكدت إن المتمردون الحوثيون كثفوا محاولاتهم لوقف تقدم القوات الموالية للحكومة في مدينة الحديدة، في وقت تزايدت المطالبات الدولية للتحالف العسكري بقيادة  السعودية بوقف الحرب والمساعدة في عقد مفاوضات سلام.
وسئل المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض عن احتمال التوصل إلى إتفاق هدنة، فقال ان العملية في الحديدة "مستمرة"، وأن أحد اهدافها "ممارسة الضغوط" للتوصل إلى عقد مفاوضات لاحقا.

وبعد معارك عنيفة أمس الاثنين في جنوب وشرق المدينة الساحلية خلال النهار قالت إحدى المقيمات في الحديدة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "دوي المواجهات تراجع مع بداية المساء". وأضافت الام التي تسكن في منطقة جنوبية في المدينة "الأمور هدأت".
وأفاد مراسل للوكالة في المدينة ان المتمردين ضاعفوا استعداداتهم للمواجهة داخل الأحياء السكنية، حيث قاموا باغلاق العديد من الشوارع بمستوعبات الشحن الضخمة، ولم يتركوا إلا مساحة صغيرة تسمح بعبور سيارة واحدة فقط.


وفي شارعي الميناء وصنعاء الرئيسيين في جنوب وشرق مدينة الحديدة، انتشرت المتاريس وهي عبارة عن أكياس رمل برتقالية، وتلال ترابية، ومجسمّات ضخمة مصنوعة من الباطون، وذلك بهدف إبطاء حركة المرور ومراقبتها.

وتمر عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة. وتهدّد المعارك إمدادات الغذاء في حال تعطّلت الحركة في الميناء أو في حال فرضت القوات المهاجمة حصارا على كافة مداخل ومخارج المدينة.

وبدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف. وتذكر الأمم المتحدة بشكل مستمرّ أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتشير إلى أن 14 مليون مدني "على حافة المجاعة".

"لا بد أن تتوقّف الحرب"
تخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف استعادتها منذ يونيو الماضي. واشتدّت المواجهات في الأول من نوفمبر، ونجحت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي في اختراق دفاعات المتمردين والتوغل في شرق وجنوب المدينة.

وقال مسؤولون في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس أمس الاثنين ان المتمردين نجحوا مساء الأحد في صد هجوم واسع عند الجبهة الجنوبية من المدينة المطلة على البحر الاحمر، وتمكّنوا من وقف تقدم القوات الحكومية شمالا نحو الميناء.

وتعرّضت القوات الموالية للحكومة إلى قصف عنيف في هذه الجبهة بقذائف الهاون، ما أسفر، بحسب مصادر طبية وعسكرية في صفوف هذه القوات إلى مقتل 32 من عناصرها في الساعات الـ24 الاخيرة، بينما قتل 111 متمردا في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة في اشتباكات وضربات جوية، وفقا لاطباء في مستشفيات في المحافظة.

مقاتلان من العمالقة يشيرون لضربة جوية على مواقع الحوثيون
مقاتلان من العمالقة يشيرون لضربة جوية على مواقع الحوثيون

وهذه أكبر الخسائر البشرية في صفوف القوات الموالية للحكومة في 24 ساعة منذ اشتداد المعارك للسيطرة على المدينة.
وفي الجبهة الشرقية من المدينة، قتل سبعة مدنيين في المعارك العنيفة التي تدور منذ الأحد في حي "22 مايو" السكني، بحسب مصادر عسكرية وطبية.

وقُتل 594 شخصاً (461 من الحوثيين، 125 من القوات الموالية للحكومة وثمانية مدنيين) منذ اشتداد المواجهات قبل نحو اسبوعين.
ويعتمد المتمردون على القناصة والألغام والقصف المكثّف بقذائف الهاون والمدفعية لوقف تقدم القوات المهاجمة.

في المقابل، تشن القوات الموالية للحكومة هجماتها بدعم من طائرات ومروحيات التحالف العسكري، وخصوصا الامارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف والتي كانت جمعت في بداية العام ثلاث مجموعات عسكرية لمهاجمة الحديدة.

وتحدثت قناة "المسيرة" اليمنية عن "خسائر كبيرة" في صفوف القوات الموالية للحكومة، مشيرة إلى انّ المتمردين تمكّنوا من "استدراج" هذه القوات إلى كمين في جنوب مدينة الحديدة.

في موازاة ذلك، نقلت القناة عن عضو المكتب السياسي التابع للمتمردين محمد البخيتي قوله "لا بد أن تتوقف الحرب، وسنجد أنفسنا كيمنيين بحاجة للتعايش والاعتراف ببعضنا البعض".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى