> بلادي وأمي وحبيبتي شبوة أراك تزهين جمالا.. أراك تنعمين أمنا وسلاما، وتلبسين ثوبا تشع من تحته أنوار الحياة..
أرى الحياة تدب في بدنك، وتلامس الوجدان.. أراك تطوين ماضي الجراح والآلام والأحزان، ماضي أصابك قهرا لأيام وأعوام.. أراك تصعدين سلم النجاة، والحياة خطوة تلو أخرى..
تدللي عزيزتي، فقد صبرتي الكثير، ولحق بك من الأذى ما لحق.. تدللي، واهنأي فقد أصابك زمان القتل والخوف والدمار.. تدللي ودلليني، تباهي وتفاخري، واصعدي عاليا، واشمخي فوق السحاب.. المعي بين النجوم، فضوء صبحك المشرق يناديني، ونور فجرك الجذاب يسحرني..
أنت يا أمي وأرضي وحبيبتي شبوة، أحن إليك كما يحن الطفل لأحضان أمه، وأشتاق إليك كشوق العاشق لعشيقته..
افتقدك كما يفتقد في الليلة الظلماء للبدر..
فأنت أرضي وسمائي، أنت بحري ومرساي، أنت حزني وفرحي، أنت سقمي ودوائي، أنت قدري أنت حياتي..
ترابك الطاهر أغلى من الدماء، ونسيمك الطيب أغلى من الأنفاس، أنت بستان القلوب ويسر العين بجماله ونقائه وروعة ألوانه..
أنت شيء تعجز الكلمات عن وصفه، أنت الحب والحنان والعطاء.. أنت الكيان.. أنت أم لكل من ينتمي إليك.. تألقي في السماء وانعمي بين الشعوب، كوني سعيدة ليعيش أبناؤك سعداء..
واهنأي ليهنأ أبناؤك الشرفاء.. أنت أم فداؤها الأموال والأرواح والدماء.. 
لقد سقاك الأحرار بدمائهم لم يبخلوا يوما ولم يترددوا أبدا، لقد خاضوا الملاحم لأجلك، واختلطت دماؤهم الزكية بترابك الطاهر..
فلا تحزني ما دام في أرضك الأبطال سترتقي للمجد وسنعتلي بالعز فوق ترابك أو نكون تحته شهداء..
سنمضي سويا لنعانق السماء شموخا لنكون هامة فوق هامة، فلملمي جراح ماضيك المؤلم، وابدأي عهدا جديدا، فلا شيء يعلا عليك..
دمت فخرا وعزا وأمنا وسلاما.. دمت أما وحضنا وحنانا.. دمت بحفظ الله يا موطن الأجداد.
​