إلى سيادة رئيس الوزراء

> حسين فروي

>
​بادئ الأمر لا أدري هل أهنئك أم أعزيك، فالمسئولية كبيرة والمرحلة خطيرة، لكن بما أنك قد تقلدت هذا المنصب الرفيع، فإليكم مني هذه الكلمات، ولن تكون إلا محبة من مدينة عدن الآبية والتي تناوبتها المحن وتقاذفتها الخطوب وتعاقب عليها المسؤولون دون أن يحركوا ساكنا في نهضتها وواقعها المرير.

وسأكون صادقا في كلماتي لك، فالأمانة تجبرني أن أسدي إليك هذه الكلمات مهما كانت مرارتها إلا أنها الواقع البائس الذي يعانيه البسطاء من الناس والتي تفاقمت أوجاعهم وهمومهم إلى درجة لا تتحمل الانتظار، هؤلاء البسطاء المعدمون هم من ينتظرون من سيادتكم النظر بعين الاعتبار وبقلب محب ونظرة عميقة لواقعهم البائس.

هؤلاء يا سيادة رئيس الوزراء لا يبحثون عن مناصب ولا يتسابقون على الثروات ولن يزاحموا أحدا على الأموال التي تهدر هنا وهناك دون وجه حق وتذهب بقدرة قادر إلى جيوب الفاسدين، هؤلاء كل ما يتمنونه وطنا آمنا ومستقرا وكسرة خبز يابسة تسد رمق جوعهم وشربة ماء تطفي لهيب عطشهم، بل يبحثون على أقل القليل مما يقتاته الفاسدون والمرتزقة، هؤلاء يبحثون عن منقذ يخلصهم مما هم فيه، كون بلادنا وصلت إلى ما وصلت إليه من ضياع وإهمال وعبثية وتدني في مستوى الخدمات.

فآن الأوان أن تكون أنت المنقذ، وأن تخفف عن كاهلهم هموم الحياة وقسوتها وتضع حدا لمهزلة الحياة التي اختلقها من لا يريدون لهذا الوطن والمواطن الخير، آن الأوان أن تقول كلمتك وتقض على من يقتاتون على مصالح البسطاء، آن الأوان أن تختار شعبك، وابحث عن مصالحه وترجم كل شيء إلى أفعال، لأن الناس لا تنتظر لغة الكلام أو الوعود الكاذبة أو الخطب الرنانة فقد شبعت منها الناس حتى وصلت إلى حد التخمة وبات من المستحيل أن يصدق أهلها معسول الكلام، بل ينتظرون أفعال ملموسة تساعد على انتشالها من جب المعاناة ومستنقع الفوضى والإهمال التي طالها منذ سنوات طويلة.. ولن نطالبكم بالمستحيل وكلما سعيتم لأن تحققوا لهذا الشعب كل الخير وترفعوا الظلم والالتفات لقضاياهم، لا محال سيكون الكل معك.

آملين في الأخير أن تحملوا بين جنباتكم وأرواحكم الخير لهذا البلد، وأن تكون قيادتكم للتحولات والأهداف السامية نحو التغير الأفضل للبلد، والذي طالما حلم به كل من أبناء اليمن طويلا، فالكل يحلم أن يعيش بأمن وأمان وطمأنينة ورفاهية ورخاء، حيث تسوده الحرية والكرامة والمساواة والحقوق والواجبات وحتى نرى أخيرا على عهدك الفاسدين يعضون أناملهم من الحسرة والندم ويتنفس البسطاء فرحا وسرورا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى