مداخلات بالشأن الاقتصادي.. د. سعودي: أي معالجات اقتصادية يجب أن تناقش وفقا لرؤى مستقبلية لدولة الجنوب

> رصد - رعد الريمي

>
جسد المستشار الاقتصادي بمحافظة حضرموت أ.سعيد عبدالله باوزير تدهور العملة المحلية بسبب انعدام الدولة شكلاً وموضوعا واقتصاديا وماديا.
جاء ذلك بالورقة التي قدمها تحت عنوان «ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.. والبدائل الممكنة للتخفيف عن كاهل المواطن هذه الأعباء.. ونبذة عن تجربة حضرموت في البطاقة التموينية».

وكانت أ. ليلى محسن الكثيري ألقت الورقة نيابة عن باوزير بالندوة النقاشية التي نظمها مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب بالشراكة مع مجموعة المبادرة المجتمعية الجنوبية الثلاثاء الماضي تحت عنوان «المبادرة الوطنية الجنوبية الهادفة لبحث عن حلول اقتصادية للواقع المتردي».
واستعرض باوزير جملة من القرارات التي وصفها بالعشوائية وغير المدروسة، منها القرار الرئاسي القاضي بتعويم العملة، وكذا قرار نقل البنك المركزي دون دراسة علمية مصرفية، وكذا قرار تحرير المشتقات النفطية، بالإضافة إلى السلوكيات التي مارستها الحكومة من خلال ازدواجية صرف الرواتب للموظفين والدبلوماسيين بالعملة المحلية والأجنبية كمرتبات باليمني والدولار، وطبع العملة بروسيا في ظل عدم الحاجة لهذه الطبعات.

وفي الورقة تطرق باوزير إلى جملة من الحلول والبدائل الممكنة، من وجهة نظره، الرامية إلى التخفيف على المواطنين كحلول استثنائية تسهم في تخفيض أسعار المواد الغذائية كخيار الدكاكين التعاونية بالأحياء، بالإضافة إلى خيار الاكتتاب التعاوني أو للقطاع العام الشعبي.
واختتم باوزير ورقته بقراءة خاصة لمشروع المحافظ البحسني بمحافظة حضرموت، القاضي بتوفير المواد الغذائية بسعر مدعوم، واصفا ذلك المشروع بالباهت، خاصة وأن المشروع لم يلبِ طموح المواطن.

وقال: «في بداية المشروع كان التصفيق والترحيب غير أنه وعقب المضي بالمشروع ظهر أن المشروع ناقص، وخاصة أن البطاقة التي تضمنها المشروع تشمل ثلاثة أصناف لا تفي بالغرض، حيث سيوفر المشروع ثلاثة أصناف تموينية فقط وهي صنف الأرز والسكر بمقدار 10 كيلو لكل أسرة، ونحن ندرك أن أسرنا تستهلك أكبر من ذلك، فيما سوفر المشروع صنف الزيت سعة 4 لترات لكل أسرة.

إثراء نافع
وعقب عرض الأوراق استمعت إدارة الندوة لعدد من المداخلات التي وصفت بعضها بالإثراء النافع والإضافة الهامة.
واستشعرت مداخلات عدد من الاقتصادين والمهتمين والمراقبين من عاملين في المجال الاقتصادي والأمني والاجتماعي والسياسي الجنوبي القلق الذي يعشيه الجنوب بشكل خاص.

وتمحورت المداخلات حول جملة من المواضيع والمشكلات، كمشكلة خلل الإدارة البنكية، وقلة حصة التعليم من المدفوعات بالدولة، ومشكلة تضخم الكادر الوظيفي بما فيها تعيينات وتوظيفات سلطة الحوثي، وكذا معضلة الأمن القومي في الجانب الصحي، وخاصة عقب انتشار الأوبئة (الكوليرا والدفتيريا)، وتقيم أداء اللجنة الاقتصادية وإجراءات البنك سواء سلباً أو إيجابياً، وما يرافق تلك المشكلات الاقتصادية من تبعات اجتماعية.

سلطات متناحرة
من جهتها تطرقت القاضي أفراح بادويلان، رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، بمداخلتها لعمق الأزمات التي يعانيها البلد، وقالت: «كلنا ندرك أن الأزمات ليست وليدة اليوم بل متراكمة، نتيجة السياسات الخاطئة وترهل الدولة والكم الهائل من صراع السلطات».
وأكدت ذلك بقولها: «فأنا لا أستطيع القول إن لدينا دولة، بل هي سلطات متناحرة ومختلفة، لدينا سلطات متداخلة ومتصارعة على الاختصاصات، ولهذا فمدخل حل القضية الاقتصادية يشكل مدخلا حقيقيا لاستقرار للدولة بشكل عام».


وأشارت إلى أن «كل الحروب في العالم سواء على المستوى العالمي أو المستوى الداخلي هي في الأصل صراع على الثروات وعلى تقاسم ثروات الشعوب والممرات المائية».
واستعرضت بادويلان جملة من المشكلات التي أسهمت في إرهاق الجانب الاقتصادي، وقالت «إننا اليوم نقف أمام تضخم وظيفي يستنزف ما تبقى من العملة»، حاصرة ذلك التضخم بثلاث تضخمات، وهي «العمالة» و «موظفو 2011» و «وتعيينات سلطة الحوثي».

وقالت: «إن الحوثيين أنشأوا حكومة وأجهزة دولة موازية للدولة، وهذا يسهم بالتضخم الوظيفي في ظل حالة ذهول للسلك الدبلوماسي والسلك العسكري التابع للشرعية»، مشيرة إلى أثر ذلك بأنها «ليست وظيفة إدارية بقدر ما هي أرقام مالية تستنزف ميزان المدفوعات».
وقالت: «إن كل ذلك يشبه إلى حد كبير القنابل الموقوتة التي ستنفجر في وجه أي حلول سلام قادمة، وخاصة عقب ما بات المجتمع الدولي بنعتنا بطرفي الصراع ومساوة الشرعية والحوثي الذي انقلب على الدولة واستولى على مقدراتها».

وفي مداخلتها أشارت إلى جزء من المعالجات، وهي نظام الخزانة العامة الذي كان معمولا به بدولة الجنوب قبل عام 90م، وقالت «الآن السلطات المالية موزعة ما بين البنك المركزي والدولة».
وأشارت إلى أن «هناك مليارات من الريالات صرفت من بنوك الدولة باسم تسهيلات لم ترفق بضمانات»، محذرة من عواقب ذلك التصرف، وأن «عواقبها سجنيها المجتمع، ولعلى من مؤشرات ذلك فقدان الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة المالية والمصرفية وامتناع المواطنين عن إيداع مبالغ مالية للخزانات المالية (البنوك)».

أوضاع متباينة
فيما تمحورت مداخلة د. سعودي علي عبيد صالح، عميد بكلية الاقتصاد في جامعة عدن، حول المنهجية التي يجب أن تسير عليها نقاشات المبادرات الاقتصادية، وقال: «كان يفترض أن نناقش القضايا الاقتصادية على أساس تصورات مستقبلية ورؤى استراتيجية لدولة الجنوب».

وانتقد عددا من المداخلات التي بنيت على نقاشات لأوضاع متباينة وراهنة، وقال «بعض هذه النقاشات تمت تحت الوضع العام والوضع الراهن، وضع الحرب والإشكاليات الموجودة، وبعضها تتناقش بشكل عام على أساس أننا نعود للوحدة مرة أخرى والخروج إلى ما قبل حرب ربيع 2015م»، معترضا على تلك النقاشات بقوله «إنه لا يمكن العودة إلى ما قبل حرب 2015م ولأسباب كثيرة ليس مجالها الآن».

حزمة قرارات اقتصادية
فيما أرجعت عضو القيادة المحلية بالمجلس الانتقالي ندى عوبلي السبب الحقيقي لتدهور الريال للنظام السياسي، وقالت: «إن أسباب تدهور الاقتصاد في الجنوب هو النظام السياسي (الوحدة اليمنية) التي جاءت علينا نقمة وكارثة بدل أن تكون نعمة».
ودللت على كارثية النظام السياسي من خلال جملة من الحقائق، أهمها ما اعترى الثروة السمكية والزراعة والتعاونيات باختلاف أشكالها من بطالة وتقاعد قسري الذي امتد على الشارع الجنوبي.

ونفت ما يتداول عن اقتصاد الجنوب، وقالت «فاقتصاد الجنوب ليس محدود الموارد كما يروج، وإن أبرز مظاهر الاختلال كمن بين الجمع أسوأ نماذج اقتصادية تضمنها السياسية الاقتصادية في دولة الوحدة.

ودعت ندى عوبلي إلى «اتخاذ حزمة من القرارات الضرورية التي ستسهم في استقرار الاقتصاد الجنوبي، وأن يكون رأس مال جنوبي أمام فتح مشاريع لتجار جنوبيين مع استعادة المصانع المنتجة ودورها، واستعادة المزارع والعمل في الثروة السمكية والسياحة وقطاع النفط وفتح فرص للعمالة البحرية وربط القدرات الإنتاجية والاقتصادية مع أبناء البلد، وعودة المغتربين للاستثمار محلياً».

كما دعت عوبلي لضرورة تشكيل هيئة طوارئ اقتصادية اجتماعية لوضع خطة متكاملة، كما يجب إطلاق قروض متوسطة وصغيرة وميسرة لسداد دعم الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وربط القطاعات الاقتصادية والمحلية للانتشار مع مؤسسات وصناع في دول الجوار، من خلال فتح أسواق فصلية وسنوية لبعض المنتجات، كنوع من تبادل اقتصادي وتبادل خبرات لتحسين وتطوير عملية الإنتاج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى