> لقد كانوا عائلة تحاول أن تعيش في اليمن، وهي أمة في حالة حرب مع نفسها أصبحت ساحة معركة لبلدان أكثر قوة.
كانوا يعلمون أن مقاتلي القاعدة متمركزون في الجبال، وأرسلوا المقاتلين لمحاربة الحوثيين، بينما كانوا يحاولون التملص من الصواريخ التي تطلق من الطائرات الأمريكية التي غالبا ما تقتل الأبرياء.
في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، اتصلت الزوجة وزوجها بزوج من العشرات من العائلات الأخرى التي كانت تعيش في قريتهم لتسألهم إن كان أحدهم قد رأى عبد الله، لكن لم يفدهم أحد بأي خبر عنه، وكبر قلق والديه إلى الذعر.

طائرات أمريكية بدون طيار
في جميع أنحاء منطقة الصعيد، في محافظة شبوة جنوب اليمن، سمع الناس الطائرات الأمريكية بدون طيار في صباح 26 يناير.
قبل أسابيع قليلة من اختفاء عبد الله، سقط صاروخ من طائرة بدون طيار في مزرعة في إقليم مجاور، مما أدى إلى مقتل رجل يبلغ من العمر 70 عاماً، وقريب شاب عاد للتو من التوسط في نزاع على الأرض.
ولكن هنا في منطقة الصعيد، فقد مرت أشهر منذ الضربة الأخيرة.

حلم الطبيب تبعثر وتحول للقيادة
بعد فترة وجيزة من مغادرته المنزل، قال زملاء المدرسة لعبد الله بأن مسلحي القاعدة كانوا يقدمون دراجات نارية في بلدة المسيني. كان الصديق قد سمعها من أحد الجيران الذين ينتمون إلى المجموعة.
أحب عبد الله مدينة عتق - أقرب شيء إلى مدينة شاهدها هذا الولد كانت القرية. أخذ والده هو وأخواته هناك لشراء الهدايا في الأعياد وملابس جديدة قبل البداية المدرسة. كان دائما يناشد والديه أن يرسلوه إلى المدرسة هناك كمكافأة إذا أصبح من أوائل صفه.
هناك قيل لصديقه أن يتصل بالمقاتلين الذين سيأخذونهم إلى حيث كانوا بحاجة للذهاب. لم يكن لديهم أي فكرة عن المسافة التي ستكون بعيدة.

أم عبد الله تتحدث
قام والدا عبد الله بتوسيع بحثهم إلى القرى المجاورة واتصلا بأقاربهم في عتق. لم ير أحد ابنهم.
كان عبد الله ابنهم المعجزة. كان لدى محسنة مضاعفات في الحمل وأنجبت توأما بعد سبعة أشهر فقط. مات شقيق عبد الله في غضون أيام، وكان الأطباء متأكدين من أن عبد الله سيموت أيضاً. كان صغيرا، أصلع، وليس هناك حاضنات في المستشفى.
كان صالح سائقًا دقيقًا، حيث كان يقود الطرق طوال اليوم حتى عدن، أكبر مدن اليمن الجنوبي، على الساحل. كان يحب أولاده وكان يدرس جميع أبنائه القيادة، ما عدا أصغرهم سنا، عبد السلام، الذي كان في الثامنة من عمره ولا يمكنه الوصول إلى دواسات السيارة حتى الآن.
قال له صالح «أنت تدرس فقط، وسأعتني أنا بكل شيء آخر». «لا أريد أن ينتهي بك الأمر سائق سيارة أجرة مثلما فعلت أنا لأنني لم أكمل دراستي».
أخيرا، قال جندي خارج عتق نعم. رآه يمر في سيارة. كانت الأخبار موضع ترحيب: على الأقل عرفوا أن عبد الله قد وصل إلى هذا المكان.
مع حلول الليل، اجتمعوا في منزل شقيق صالح في مجمع سكني على حافة المدينة مجمع بني في الثمانينات عندما كان الخبراء السوفييت هنا يبحثون عن النفط. اتصل زياد بأمه. أخبرها بأنهم لم يعثروا على شيء.
أخبرته محسنة بالبقاء هناك والانتظار حتى الصباح لاستئناف البحث. لم تكن تريدهم أن يتجولوا في الظلام.
عرض على الأولاد خيمة، لكنهم قرروا النوم في صدع قريب، تحت بعض الأشجار. كانوا قلقين من الضربات الجوية.

كل الطرق تؤدي إلى الموت
قال أحد أبناء شقيق صالح مع القاعدة «كل الطرق تؤدي إلى الموت».
بحثوا حول المحلات التجارية والمطاعم التي لا تزال مفتوحة في الأسواق. علموا أن الأولاد كانوا هناك قبل ساعات، متوجهين إلى الجبال.
ومع ذهاب المراقب إلى أعلى الجبل، انتظر السبعة في سيارة أجرة صالح.
مرت الساعات ببطء إلى فجر، عندما شق عبد الله وصديقه طريقهم إلى أسفل الجبل. أسفل الطريق، رأوا سيارة مشوهة أدناه. في الأسفل، عرف عبدالله لوحة السيارة فقد كانت سيارة أجرة والده.
لم تكن هناك جثث.. في الليل، هرع المتشددون إلى الموقع ونقلوا البقايا إلى المسينية، لكن دماءهم كانت في كل مكان.
قال عبدالله: «لقد كان المنظر صادمًا. لقد كنت أبكي».. «أدركت أنه جاء ليبحث عني».

في رحاب الله
انتشرت أخبار الوفيات في غارة بطائرة بدون طيار عبر المنطقة، مرت رسائل واتساب والمكالمات الهاتفية.
وقال عن مبارك «إنه رجل سخي استقبل هذه العائلة وأعطاهم العشاء وأخبرهم أنه سيساعدهم في إعادة أطفالهم». «كان يقوم بشيء جيد وتم قتله».
تم نقل رفات صالح وأقاربه إلى بلدة ياشبم، حيث بدأت ملحمة عبد الله، ووضعت تحت قماش في المسجد. ساقا صالح ليستا موجودتين. تم قطع جسد زياد إلى النصف.
استيقظت والدة عبد الله عند الفجر لأداء صلاة الفجر، ولا تزال قلقة على عبد الله. في السابعة والنصف صباحاً، وصل الجيران يرتدون ملابس سوداء من أجل الحداد وأخبروها بالخبر: لقد أصيب صالح والآخرون من قبل الطائرة بدون طيار. كانوا جميعا ميتين.
قالت محسنة «إنه غير ممكن. تحدثنا في المساء»، «أخبرتهم ألا يخرجوا ليلاً».
ثم ظهر عبدالله. كان قد سار أربع ساعات للوصول إلى المنزل ووجد حشدا من المشيعين تجمعوا في منزله. جلس وحيداً تحت شجرة مجاورة، يرتجف، خائفاً من إلقاء اللوم عليه، حتى ذهب الرجال إليه وطمأنوه. جعلت محسنة ابنها يجلس بجانبها ووضعت يدها على رأسه.
قال عبد الله «لقد كان خطأي كله.» يتكلم في جمل قصيرة مشوشة، ينحني وينظر إلى أصابعه.
وقد قاموا حتى بمظاهرة في عتق حضرها نحو 200 شخص، وتلا ذلك بيان يطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بأن الضحايا ليسوا من تنظيم القاعدة ودفع تعويضات للعائلات.
لدى عائلة عبدالله شظايا من الصواريخ التي قتلت الرجال السبعة. يحتفظون بالشظايا المطبوعة بأرقام مسلسلة ملفوفة ببطانية آملة يوماً ما لتقديمها كدليل في التحقيق.
وقالت محسنة :»هذا هو حكم الله. «إذا لم يكن مكتوباً، ما كانوا قد ذهبوا»... «ما هو ذنب الطفل؟ إنه ضحية. إنه ولد فقير».
* بقلم ماجي مايكل