أنا مش مثقف

> محجل سالم الطريحي

>  
أكتب إليك يا صديقي هذه الكلمات.. إشفاقًا عليك عندما تخطئ حزنًا عندما تفشل.. وتعرف الفشل فتعيش به وتقيم عدّة علاقات فيه..!!
عندما أردت أنّ تخرج من اليأس، ولكنك لم تجد من تخرج معه.. عندما قالوا لا مكان لك بين الناجحين.. فأردت أن يصبح لك مكان، ولكن كيف؟!

إنّ النجاح يا صديقي، ليس كجولة تنتظره فيها.. وليس كقلادة حظ تؤمن أنها تبعث النجاح.. بل هو، مهلاً، دعك من النجاح الآن، أولا يجب عليك، أن تعرف من هو الناجح والفاشل والحمار!
الناجح: شخص بترت قدماه بسبب التعثر المستمر بأحجار الفشل فاجتاز طريقًا آخر لكي لا يموت في المرة المقبلة!

أمّا الفاشل: فشخص عرف الفشل لكنه لا يملك تأشيرة لعبور طريق آخر، لذا يستوجب عليه قيام علاقة حميدة مع الفشل إلى أنّ يحصل على تأشيرة عبور.
والحمار: يقوم بعمله على أكمل وجه من حمل الأمتعة إلى منافع كثيرة مش فاكر منها حاجة.. لا أستطيع أن أنكر ذلك!

لكي تحصل على هذه التأشيرة يا صديقي الفاشل عليك أنّ تستخدم أساليبك لتنال شرف التعرف على أمل، فهي الوحيدة التي ستتكفل بتكاليف التأشيرة، أو حتى أختها عزيمة مفيش مشكلة..!! المشكلة التي ستواجهك هي النظر إلى الآخرين وهم يحاولون يبذلون ما يعرفون لحصد النجاح وأنت واقف كعمود خشب بينهم، لا تقوى على الحركة.. هل لديك تصلبات في العمود الفقري؟!

لا أريدك أن تصاب بالإحباط يا صديقي عندما يتلذذ الأخرون بالنجاح وأنت لا تملك في جيبك إلا جرعة من الفشل بل حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا جدًا وتغمض عينيك وقل: "أنا فاشل"..!! لأن أساليبك في التعرف على أمل لم توفق.
إن كنت تظن أن أمل ستأتي إليك وأنت متربع على عرشك.. فلا داعي لأن تكمل القراءة، فأنت شخص ناجح ولكني أعلم حق اليقين أنها لن تأتي، لابد أن تذهب إليها أولًا، الفرص متاحة لك.

ألم تقرأ كتاب (كيف أصبح ناجحا في ٥ أيام بدون معلم..؟) واقتباساته الجميلة التي تقول: تظاهر بأنك ناجح، افعل ما يفعله ناجح، فعندما يراك ناجحا قد أخذت عليه شخصيته، سينتقم منك ويأخذ شخصيتك، ويصبح فاشلًا!
كتاب رائع فعلًا.. بالإضافة إلى أنّ آخر الدراسات الأمريكية تثبت أن النجاح يكمن وسط الفشل.. أليس هذا خبرًا مفرحًا بالنسبة لك؟.. هناك نجاح يكمن في جسمك؟ ربما يكون في القلب أو القفص الصدري، هل سيوصل الأمر إلى أن يمكث في البلعوم؟!

إذن.. هل سألت نفسك يا صديقي، لماذا أنت فاشل أو بلغة أخرى، ما هدفك في الحياة؟
إن لم يكن لديك هدف تعيش لأجله، فأنت محظوظ! لأنه لو كان، فسيمنعك من الخوض في طريق النجاح..!
الأهداف يا عزيزي لا تأتي وأنت فاشل بل وأنت تسير في طريق النجاح.. نحن لا نتكلم عن الناجح، لأنه عرف نفسه وآمن بقدراته، وتعرّف على أمل، وتزوج بعزيمة!.. الآن هو رايح ليموت، عمل ما أراد أن يعمل، وحقق ما أراد أن يحقق .

أمّا أنا فأكتب هذه الكلمات حبًّا في مساعدتك يا عزيزي الفاشل.. الفشل ليس عيبًا بل عاهة تقدر أن تتحسن بعمليات تجميل! فعلًا الجميل من لديه علاقة متينة مع الخالق.. بعض الأوقات تأتيك زوبعة من انسداد الأبواب ليست فشلًا وإنّما عدم توفيق.. أمّا إن كنت تعاني من نقص حاد في التوفيق فحسن علاقتك بربك.

أحب أن أراك متمسكًا بأمل.. تأشيرتك معك، وأريد أن أقول لك إنّ الفشل مهم.. لا تخجل من الناجحين، فكلهم كانوا فاشلين ومرّوا بنفس ما مررت، وأقوى أنواع الفشل هو الفشل مع الألم، عندما تكون فاشلاً فيصفعك أحدهم..!
إن كنت تسألني عن مؤهلاتي بكتابة هذا المقال، فهي أني مش مثقف، نعم لست مثقفًا، إلى حد يسمح لي أن أنتقدك عزيزي الفاشل، بل حاولت أن أساعدك بكل ما أوتيت.. أن أرشدك إلى أقرب طريق.

أتمنى أن تجتاز المرحلة، وتصل إلى منطقة النجاح بتعرفك على أمل وهدم صخور الكسل، والتخلص من نقاط الضعف والألم.
صديقك "المش مثقف". ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى