قـصـة شهـيـد "محمد ياسر العاقل القميشي" (شهيد خورمكسر)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد محمد ياسر العاقل القميشي من أبناء محافظة شبوة، مديرية حبان، منطقة لقموش.. انتقلت أسرته إلى عدن وسكنت مدينة خورمكسر وهناك وُلِد الشهيد في تاريخ 1998/12/20م، والشهيد من أسرة متواضعة وهو ثالث إخوانه في الترتيب، وله خمسة إخوان أربعة ذكورا وبنت.. ودرس في خور مكسر وأنهى المرحلة الأساسية بتفوق ثم التحق بالمعهد المهني فيها، وعاش الشهيد وترعرع في خور مكسر التي أحبها وسخر شبابه من أجلها، والشهيد ذو أخلاق عالية ويحظى باحترام واسع بين أهالي الحي الذي يسكن فيه وهو شاب خدوم ويحب كل جيرانه ومعارفه وملك قلوب أهالي الحي باحترامه لهم برغم صغر سنه».

ويردف: «كان ناشطا سياسيا في الحراك الجنوبي في عدن وشارك في المليونيات السلمية في ساحة العروض وكان من أوائل الشباب الذين يقومون بتوزيع ولصق الملصقات والشعارات في وقت كانت تسيطر قوات الأمن المركزي وأجهزة النظام الأمنية المختلفة وتراقب وتعتقل النشطاء، لكن الشهيد كان من أبرز الشباب الذين تحدوا جبروت وصلف تلك الأجهزة، وكما كان مقداما وشجاعا في فترة النضال السلمي كان أشد بأسا وعزيمة في المقاومة المسلحة الباسلة.

وعندما سمع النداء للجهاد من مآذن المساجد ومن على المنابر في خور مكسر (حي على الجهاد) ضد ميلشيات الحوثي وقوات عفاش التحق بجبهة خور مكسر مع أخويه أحمد وعلي ياسر اللذين يكبرانه سناً، وشارك معهما في إطار المقاومة في تحرير منزل الرئيس عبدربه منصور، كما شارك في تحرير الكورنيش في خور مكسر وجولة البط، وكان يساعد في جلب الطعام للجبهة من بيتهم وعلى نفقة أسرته الكريمة».

ويختتم العميد صالح قائلا: «لقد كان هذا الشاب مثالا حيا على أن الأزمات تصنع الرجال وفي وقت الشدائد تظهر المعادن الأصيلة، لقد كان شهيدنا البطل صغير السن لكنه قام بواجب كبار من القيادات التي عاشت على خيرات الوطن وهربت من المعركة وتركت المدينة تعاني وتتحمل مصيرها، لكن واجب الأبناء تجاه الأم (عدن) كان دافعا لشهيدنا البطل محمد ياسر العاقل، واسترخص دمه دفاعاً عن عدن واستشهد في معركة الكورنيش في خور مكسر مقابل السفارة الروسية بعد أن اخترقت جسده الطاهر رصاصة قناص حوثي بتاريخ 20 أبريل 2015م، ونقل على إثرها  إلى مستشفى الجمهورية إلا أنه توفي في الطريق قبل أن يصل إلى المستشفى..  هكذا هم الأبطال لا يستطيع الغزاة الجبناء مواجهتهم وإنما يزهقون أرواحهم من بُعد عن طريق القنص والعبوات.

رحمة الله عليك يا بطل السلم وبطل الحرب.. عشت بطلاً ومت شهيداً..  وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى