تصعيد يرافق انطلاق المفاوضات اليمنية بين «الشرعية» والحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  بدأت في السويد أمس الأول الخميس محادثات بين وفدين من الحكومة اليمنية والحوثيين، وسط تصعيد في مواقف الطرفين، في حين اعتبرها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيثس، «فرصة شديدة الأهمية».
ويعد إقناع الطرفين بالمجيء إلى السويد إنجازاً في حد ذاته، بعد انهيار جولة المحادثات السابقة قبل شهرين والتي لم يحضرها الحوثيون.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس، عند افتتاح المحادثات: «في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام»، مضيفاً: «هناك طريقة لحل النزاع»، والمجتمع الدولي «موحد» في دعمه لإيجاد تسوية للصراع اليمني.
وذكر جريفيثس أن «هذه المحادثات بمثابة مشاورات. نحن لم نبدأ بعدُ عملية المفاوضات».

ونقلت جريدة العرب اللندنية عن مصادر دبلوماسية من مقر المشاورات باستوكهولم أن خلافا طرأ قبيل افتتاح المشاورات كاد يتسبب في تأخير موعد الافتتاح، نتيجة اعتراض وفد الحكومة اليمنية على مخالفة الحوثيين للاتفاق التنظيمي الخاص بالمشاورات الذي تم إبرامه مع جريفيثس والذي ينص على أن يضم كل وفد 12 مشاركا في الوفد الرسمي و5 مشاركين فنيين.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الوفد الحكومي فوجئ بمرافقة وفد إعلامي وفني كبير للحوثيين تجاوز الأربعين وهو ما دفعه إلى الاحتجاج لدى المبعوث الأممي وطلب مغادرة العدد الإضافي لمقر انعقاد المشاورات قبل البدء بالجلسة الافتتاحية وهو الأمر الذي استجاب له جريفيثس لاحقا.

البداية.. تبادل الأسرى
واتفق الطرفان المتحاربان على إطلاق سراح آلاف الأسرى، فيما وصفه مبعوث الأمم المتحدة بأنه بداية مبشِّرة لأول محادثات سلام منذ سنوات لإنهاء الحرب التي دفعت ملايين اليمنيين إلى شفا المجاعة.
وفيما قال جريفيثس إنّ تبادل الأسرى، الذي اتفق عليه الطرفان في بداية المحادثات، سيسمح بلمّ شمل آلاف الأسر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 5 آلاف أسير على الأقل سيُفرَج عنهم.

وزادت المعاناة الإنسانية في إحدى أفقر دول العالم من الضغوط على الطرفين المتحاربين لإنهاء الصراع، مع تراجُع ثقة الحلفاء الغربيين بجهود التحالف الذي يقدمون له الدعم والسلاح.
وتجري المباحثات قرب «ريمبو» في مركز المؤتمرات بقصر يوهانسبرغ، على بُعد 60 كيلومتراً شمال استوكهولم. وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول الموقع. وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعاً.

اصطحبوا النزاع معهم إلى السويد!
ويترافق انطلاق المفاوضات، التي يرى محللون أنها أفضل فرصة حتى الآن لإحراز تقدُم على صعيد حل النزاع اليمني، مع أجواء تصعيدية عبَّر عنها الطرفان المتنازعان، إذ تشدد الحكومة الشرعية على ضرورة انسحاب المتمردين من مدينة الحديدة في غرب اليمن ومينائها الرئيسي، فيما يهدد المسؤول السياسي في الجماعة الحوثية، محمد علي الحوثي، بإغلاق مطار صنعاء أمام جميع الطيران إذا لم تتناول مشاورات السويد فتح المطار، إذ قال في تغريدة على «تويتر»: «إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران».

وتابع: «يتحمل مسؤولو الأمم المتحدة وغيرهم الوصول إلى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيون الذين يحتاجون -كما قيل لي- إلى ما يقارب 15 ساعة حتى يصلوا براً».
وتهدّد المعارك في الحديدة إمدادات الغذاء التي تأتي عبر ميناء المدينة، ويعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة، في بلد فقير تهدّد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكانه، نصفهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.

ولم يحدّد محلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات، التي قالوا إنّ الهدف منها هو «بناء الثقة» بين الطرفين، غير أن الإطار العام الذي يعمل عليه المبعوث الأممي قد يفضي إلى مفاوضات تقتضي الخروج بتسوية سياسية ملزمة لجمع الأطراف اليمنية بما فيها قوى سياسية لم تشارك في هذه المحادثات.

وقال مصدر بالأمم المتحدة، إن الطرفين ما زالا بعيدَين عن الاتفاق على المسائل الثلاث، خاصة بشأن من عليه أن يدير ميناء الحديدة، وما إذا كان على الحوثيين مغادرة المدينة بالكامل. وأضاف المصدر: «الحُديدة معقدة جداً».
وقال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي، يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن.

وقالت مصادر بالجانبين، إنّهما سيطالبان بوقف إطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرّات إنسانية.
وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، بأن لديه «آمالاً ضئيلة جداً» في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس.

ويهتم المجتمع الدولي بتلك المحادثات هذه المرة؛ على أمل وقف الأزمة الإنسانية المرشحة للتفاقم في 2019، إذ يضغط نواب بالكونغرس الأمريكي على إدارة الرئيس دونالد ترامب، لوقف تقديم الدعم إلى التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، ويخوض نواب جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأمريكي معركة لإنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى