مرثية لعاشق العلم والوطن.. بروفيسور صالح علي باصرة

> أ. د/ محمد عمر باناجه

>
لست ممن يجيدون أدب الرثاء، بل لم تكن لي تجربة قط بحياتي في هذا المضمار.. لكن دفق هائل في دواخلي يدفعني نحو القلم لأقول شيئا فلا يمكن لمثل هكذا مناسبه أن تمر دون أن أرثي فيها من كانت له بصمة في صياغة أفق حياتي، فكان لي مثلا يقتذى به كعالم بعلمه الغزير وكإنسان بسلوكه المتواضع.
إن القلم ليرتعش بين اصابعي يا أبا شادي باحثا عن كلمات رثاء تفيك حقك ايها الغائب الحاضر، في عقولنا والضمائر.

إننا نرثي اليوم عالما من علماء الفكر، طودا من اطواد مؤسسة الجامعه اليمنيه، فارسا من فرسان التعليم العالي وسياسيا محنكا قل ما جادت بأمثاله هذه الارض الطيبه ..
بجهودك في تأطير البنى التشريعيه لمؤسسة الجامعه والتعليم العالي عموما، التي ابيت الا ان تستكملها باستصدار قانون الجامعات الاهليه وقانون التعليم العالي واللوائح التنفيذيه لكل القوانين التي صدرت وأصدرت في عهدك، كنت قد رسخت مداميك صروح التعليم العالي كافة.

مهما كتبناعن انجازاتك في فضاءات العلم والفكر فلن يكفينا كتابا فما بالكم بصفحة تقيدنا بها تنفيذا لقرار اللجنه المنظمه . لذلك دعونا ننتقل الى رحب أخرى من مناقب فقيدنا . حيث نحت اسمه فيها . برؤيته الثاقبه وعقله الرصين وقلبه الذي عشق الوطن فأعطاه جل وقته وكل جهده.
نعم فقيدنا الغالي لقد عرفناك سياسيا من الطراز الرفيع،
تنحاز الى الوطن والمواطن في قضاياه ، ترفض الضيم وتجابهه ولا تخشى في الله لومة لائم ولا تهديد حاكم ظالم.

كنت الجامع للفرقاء، تقدم الرؤى الصائبة لحل المشكلات وكان مجلسك ملاذا للمختلفين حين يتوقون للمصالحه.
أما مواقفك السياسيه تجاه القضايا الوطنيه والاقتصاديه والاجتماعيه فمن الصعب الحديث حولها لأن حديثي عن مواقفك قد لا يرتقي الى مستوى المواقف نفسها .لدى فأعفيني من الخوض فيها، خشية مني ان لا أفيها حقها.

ايها الفقيد الغائب عنا جسدا الحاضر فينا فكرا، عزاءنا في إفتقادك هو ذلك الطريق المعبد نحو المستقبل الوضاء الذي شقيته لنا وللأجيال القادمه.

فنم قرير العين أبا شادي فالجنة مثواك بإذنه تعالى.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى