يوم اللغة العربية وتكريم الشاعر الغنائي أحمد الجابري

> عبد الباري طاهر

>
​أقام مجمع اللغة العربية في اليمن في يوم الـ17 من ديسمبر يوم الاحتفاء باللغة العربية احتفائية خطابية تحدث فيها الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس المجمع اللغوي، والأمين العام محمود إبراهيم الصغيري، ونائب الرئيس الأستاذ محمد عبد السلام منصور.. كما ألقيت كلمات: هدى ابلان الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وبحث في العلاقة بين الفصحى وبعض مفردات عامية في محافظة تعز «الحجرية» للأستاذ أحمد شرف سعيد.
عبدالباري طاهر
عبدالباري طاهر

وجرى تكريم الشاعر الغنائي الكبير الجابري، كما كرم أيضا الباحث الصوفي عبد العزيز المنصوب.
الاحتفاء بيوم اللغة العربية تحية طيبة في ظل الجدب والحروب المتناسلة والمتواصلة في المنطقة العربية، وهو وفاء لهذه اللغة المحاصرة والمهددة. تأتي الاحتفائية اليمنية في المنطقة التي سبقت اليمن لعدة عق ود في مصر والعراق وسوريا كتأكيد للوفاء اليمني.

الاحتفائية لن تحجب عن أبصارنا الكوارث التي تعيشها الأمة المحروبة والمتحاربة منذ النصف الثاني من القرن الماضي، وأبعد من ذلك منذ الاحتلال التركي لبلاد الشام وللجزيرة العربية، وبعض بلدان المغرب العربي.
ودخول الاستعمار الأوروبي على الخط وبالأخص توزع بريطانيا وفرنسا بلاد الشام بموجب اتفاقية سا يكس بيكو 1916، ووعد بلفور 1917، وصياغة الأنظمة القطرية، وترسيم حدودها وتحديد سياساتها.

لا يمكن دراسة حال اللغة بدون إدراك حال الأمة الناطقة بها، فاللغة هي لسان الأمة، وهي التعبير الصادق والأمين عن حالها المجتمعي الاقتصادي، الثقافي، الحضاري، والحياتي بصورة عامة.
حال الأمة كلها مزر في كل مناحي الحياة وانعكاس ذلك مباشرا وقويا على لغتها تحية للأساتذة الإجلاء في الاحتفاء بهذا اليوم المجيد. مذكرين أن إحصاء اليونسكو أن الأمية في كل أقطار الأمة تصل إلى الثلثين، وأن الأمة في الترجمة والقراءة والطباعة والثقافة مختلة بصورة فاجعة.

تكريم الأستاذين الجليلين: الشاعر الغنائي أحمد الجابري والباحث الصوفي عبد العزيز سلطان المنصوب.
الشاعر الجابري مبدع في الأغنية اليمنية لا يقل إبداعا عن زملائه من الشعراء الغنائيين المحضار، الفضول، علي بن علي صبره، مطهر علي الإرياني، القمندان، وجحاف وصادق والشيباني.

لم يصدر له ديوان على غزارة إنتاجية قبل عشرين عاما زارني في مركز الدراسات وأهداني كتيبه الصغير «العبرات» تداعيات وخواطر روحية.
الجابري فارس وعلم من أعلام الأغنية اليمنية غنى له كبار الفنانين اليمنيين. وشكل ثنائيا مع الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبد الله ومع المبدع الكبير محمد مرشد ناجي وأيوب طارش الفنان الحاضر في الوجدان الشعبي، وللشاعر الجابري أغان تردد على كل الألسن تغمر الوجدان، وتثري القلوب وهي الأكثر انتشارا وتأثيرا عميقا في الحياة والوجدان الشعبي، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

(يا مركب البندر، يا غصن بان، على امسيري، شي لله، شبكني الحب، عدن عدن، اخضر جهيش، هربو جاك الليل، أشكي لمن، قسمة ونصيب، هوى الأيام، وخذني معك، وعشرات غيرها). وبعضها مأخوذة أو مستلهم من الفلكلور، وهو الأسلوب الذي اتبعه الشاعر الكبير سعيد الشيباني وأثرى به الأغنية الشعبية وارتقى بها إلى مستوى رفيع.
الأستاذ الصحفي والباحث الصوفي عبد العزيز المنصوب تكريمه من قبل المجمع اللغوي ومنتدى الحداثة والتنوير تحية رائعة يستحقها المنصوب وأكبر منها بكثير فهذا الباحث أفنى أزهى سنوات عمره بحثا وتنقيبا وإحياء للتراث الصوفي اليمني والعربي والإسلامي. فقد تحقق إحياء التراث الصوفي لدى أهم أقطابه اليمنيين والعرب أحمد بن علوان وعبد الهادي السودي وعبد الرحيم البرعي، وحميد الدين القطري.

كما حققت وبهمة عالية وبتدقيق عميق الفتوحات المكية لمحبي الدين ابن عربي وهو جهد معرفي يتجاوز فيه الباحث المنصوب كل تحقيق هذا الكنز العظيم الذي يعتبر بحق ذخيرة العرفان الصوفي أروع وأسمى وأزكى التراث الإسلامي والإنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى