محافظ حضرموت: نحتاج لتنمية الفكر والتوجه نحو تاريخنا واستعراض حضارتنا

الإثنين, 31 ديسمبر 2018 - 05:16 ص

1,319 مشاهدة

محافظ حضرموت خلال كلمة ألقاها أمس بالفعالية

> المكلا «الأيام» خاص

أكد محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني بأن حضرموت اليوم بحاجة إلى تنمية شاملة ليست في المجالين الاقتصادي والأمني فحسب، بل ينبغي الاهتمام بتوثيق تاريخها، فهو الإرث الأساسي والسند والعمود الذي ستُبنى عليه جميع الاستراتيجيات، وبدون العودة لتاريخ حضرموت وحضارتها لا يمكن للأجيال أن تشق طريقها نحو المستقبل.

وقال، خلال كلمة ألقاها أمس الأحد في فعاليات المؤتمر العلمي الثالث الذي ينظمه مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر: "نحن بحاجة إلى تنمية الفكر والتوجه نحو تاريخنا واستعراض حضارتنا التي نعتز بها، وقد جاء هذا المركز في لحظة ومرحلة مهمة، وبات منارة لاستعراض وتوثيق تاريخ حضرموت، وإن عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية بمشاركة مختصين وباحثين ودكاترة من حضرموت وعدن يُؤسّس لعمل تاريخي كبير يخدم حضرموت ويؤرشف مراحلها التاريخية".

ووجه البحسني مكتبي الثقافة والإعلام بالاهتمام بمثل هذه المؤتمرات والندوات وإبرازها ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة لتصل لعامة الناس.

وأشاد بجهود إدارة المركز وداعميه، مؤكداً اهتمام قيادة السلطة المحلية بحضرموت بهذا العمل الكبير ومواكبة فعالياته، وتقديم الدعم اللازم لإنجاح مناشط وأهداف المركز.

وشملت جلسات أعمال المؤتمر على أوراق علمية لدكاترة ومثقفين وباحثين من جامعتي حضرموت وعدن والمراكز العلمية في ساحل ووادي حضرموت ركزت على سيرة حضرموت والوثائق العلمية والتاريخية وأبرز علماء تلك الحقبة وأثرهم الدعوي والاجتماعي.

من جانب آخر، اطلع المحافظ البحسني على الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بساحل حضرموت في حفظ الموروث والآثار وإعادة مقتنيات متحف المكلا، وترميم بعض أجزاء قصر السلطان القعيطي بالمكلا.

المحافظ خلال زيارته متحف المكلا

واستمع إلى شرح مفصل من مدير فرع الهيئة رياض باكرموم حول مستوى الإنجاز الذي تم في عمليات ترميم بعض الأجزاء في متحف المكلا والقصر وحصن الغويزي، وجلب بعض المقتنيات الأثرية من المواقع الأثرية بالمديريات والمقتنيات التي تم سلبها مؤخراً وإعادة عرضها بالمتحف.

وأشاد البحسني بالجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل إعادة الوهج لمتحف المكلا الذي يُعد أحد المعالم التاريخية المهمة لحضرموت وحفظ آثارها وإعادة مقتنيات المتحف وتعريف الأجيال بتاريخ حضرموت وإرثها الحضاري.

ووجه البحسني بسرعة إعداد دراسة لإعادة ترميم متحف المكلا بشكل كامل وإبرازه بصورة لائقة أمام الزوار وإعادته لوهجه السابق، بالإضافة إلى سرعة إنجاز دراسة لإعادة ترميم الواجهة الشرقية لقصر السلطان بالمكلا والبدء بتنفيذ المشروع بصورة سريعة وبكفاءة عالية وعلى أيدي عمّال بناء ومهندسين على قدرٍ عالٍ من الكفاءة، وذلك في سياق دراسة شاملة لتنفيذ إعادة الترميم الشامل للقصر التاريخي بعد سنوات طويلة من الإهمال.

في سياق آخر، دشن محافظ حضرموت أمس الأحد افتتاح مجمع الكليات مركز جامعة حضرموت لطب الأسرة بفوة بعد استكمال ترميم المبنى وتجهيز عدد من العيادات التخصصية والصيدلية الخارجية ورفدها بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة بدعم من السلطة المحلية بالمحافظة والجامعة، والشركة العربية اليمنية للإسمنت المحدودة، ومؤسسة العون للتنمية ومنظمة حضرموت الصحية، وبإشراف مكتب الصحة العامة بساحل حضرموت.

افتتاح مجمع الكليات مركز جامعة حضرموت لطب الأسرة

وطاف البحسني برفقة رئيس الجامعة د. محمد سعيد خنبش بعيادات وأقسام المركز في تخصصات (طب الأسرة، والعيون، والنساء والولادة، والأطفال، والعظام، والأسنان، والأنف والأذن والحنجرة، والطوارئ والعمليات الصغرى، والمختبر والأشعة السينية، وقاعة التثقيف والصحي والتدريب).

واستمع من مدير المركز د. عفاف الشاذلي إلى شرح حول سير العمل والتجهيزات والتحديثات التي أدخلت للمركز.. مشيدا بتنظيم العمل الإداري والأجهزة الحديثة والخدمات الطبية الراقية.

وأكد البحسني أن المركز يُعد من المراكز النموذجية على مستوى حضرموت، ويجب أن تعمّم تجربته على مستوى مراكز المحافظة.

وأعلن عن منح المركز شهادة تقديرية من السلطة بالمحافظة تقديراً لمستوى الخدمات التي يقدّمها ومستوى العمل والانضباط الإداري.

وبشر بمشاريع كبيرة ومهمة ستشهدها جامعة حضرموت في العام 2019م، تأتي في سياق التنسيق مع الصندوق السعودي للتنمية خلال زيارته الأخيرة للرياض أبرزها مستشفى الجامعة، وكلية التكنولوجيا ومشاريع أخرى ستدرج ضمن برنامج تنمية حضرموت.

واطلع البحسني، خلال زيارته للمركز، على سير العمل في تجهيز الصيدلية الخارجية للمركز والتي يجري تجهيزها، ووجه بسرعة إنجازها لتخدم المواطنين وتشكّل رافداً للمركز.
ويخدم المركز شريحة واسعة من السكان بمنطقة فوة ومدينة المكلا بشكل عام في مجال الرعاية الأولية الشاملة والوقاية من الأمراض وإنشاء قاعدة بيانات حديثة للمرضى.