المهرجان الوطني للمسرح بعدن.. لا عزاء

> كتب/ أمل عياش

>
أمل عياش
أمل عياش
سعدت كثيرا عندما سمعت قبل شهور عن إقامة مهرجان للمسرح بعدن، بدعم من الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، كوني شاركت في الدورة الرابعة للهيئة العربية المسرح العربي، التي انعقدت في العاصمة الأردنية عمان، ولم تكن اليمن ضمن الدول العربية في المشاركة، لقد انتابني الحزن حينها لعدم مشاركة اليمن، وخاصة مدينة عدن، صاحبة التاريخ المسرحي الذي يتجاوز أكثر من مائة عام.
وعودة إلى مهرجان عدن.. هناك سؤال ظل يراودني كيف يقام مهرجان للمسرح وعدن بلا خشبة مسرح؟!

وجهت سؤالي حينها لمدير عام مكتب الثقافة بعدن، أحمد عبدالله حسين.. الممثل القدير، هل سيقام مهرجان للمسرح وعدن بلا خشبة مسرح مؤهلة؟!
رد بصوت عال معبأ بالحماس، ضاربا بيده على الطاولة: سنوجد المسرح.. هناك مسرح حافون وكلية الآداب.
قلت له خشبة مسرح تليق بالمهرجان يا أستاذ؟.. البديل ليس حلا.. لماذا الشارقة لا تدعم أولا بناء خشبة مسرح تليق بمسرح عدن وتاريخها؟

لكني كنت أدرك أن لا إجابة لديه، لذا التمست له العذر، فرغم أنه مدير للثقافة إلا أنه ينتظر تفاصيل المهرجان، ويصعب عليه معرفة أي تفاصيل تخص المهرجان كونهم غير جاهزين.
وزير الثقافة مسافر ونائبه في المهرجان الوكيل في محافظة عدن محمد نصر شاذلي مسافر، وكان على الجميع الانتظار ريثما يعود من سفره، ليتم تعيين وتكليف لجنة من أشخاص ليس لديهم أي صلة بالفن، وإقامة المهرجانات.

استأت كثيرا كوني متخصصة بالفن، ومتابعة إعلامية للشئون الفنية. وشاركت بمهرجانات خارجية.
الترتيب للمهرجان عشوائي وغير مدروس، فأنا مثلا وصلتني رسالة عبر الواتس ليلة المؤتمر من رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة مدير مكتب وزير الثقافة، يخبرني فيها أني من ضمن لجنة الإعلام .. استنكرت الأمر، لكن المهرجان صار حسب عشوائيتهم و من غير إعلامين.
ومابين مد وجزر ومهاترات، أقاموا العروض المسرحية حسب قول اللجنة (مهرجان).. أي مهرجان هذا الذي لا يتضمن ندوات وفعاليات وإعلاما متخصصا، ولا مسارح تتناسب مع العروض المسرحية، ولا مؤتمرات تتعلق بالمسرح، ولا تكريما لكبار المسرحيين.

سمي المسرح أبو الفنون لأنه  خشبة وإضاءة وصوت وديكور خشبة مجهزة تقنيا أما مسرحنا فقد افتقر لأبسط التجهيزات.. لهذا من العار أن نسميه مهرجانا وطنيا، لأن الوطن حياة كريمة.. احتواء، سكن، والمبدعين بلا سكن مسرحي.
أيها الأعزاء.. قاعة حافون ليست مسرحا.. عدن بحاجة إلى حب وضمير حي وإرادة فاعلة للحفاظ على تاريخها المسرحي العريق، وليس لخطب رنانة لا تضيف لها شيئا.
العروض المسرحية قدمت كتحصيل حاصل لا يليق بعدن وإبداعها ومبدعيها، فرقة الحديدة عاشت فصلا من المعاناة لتحصل على مستحقاتها اليومية.. وتكبدت فرقة أبين يومين مشوار الطريق إلى عدن للبروفة الجنرال، ومعد العمل سعيد عاطف مصاب بجلطة، وأتى ليرى عمله الجميل (انسى) للمخرج   دعبد السلام عامر الذي نال استحسان الحضور، يوم بأكمله وهو في قاعة حافون، منتظر ليرى العرض صباحا والجلسة النقدية التقييمية عصرا، دون رحمة من اللجان الرئاسية للمهرجان، لتحجز لهم فندقا لبومين تفاديا لمشقة الرحلة إلى أبين ذهاب وإياب، وما يحز في النفس عندما تأتي فرقة حضرموت من سفرها إلى عدن لعمل البروفات الجنرال، فتجد القاعة محجوزة لحفل فني، حسب توجيهات رئيس الوزراء، دون مراعاة لقلق وجهد وتجهيز فرقة حضرموت لعرض مسرحيتها صباح الغد من الحفل، مما أدى إلى تضاعف الجهد عليهم أثناء البروفة والعرض.

لقد كانت تعيش الفرق المسرحية حالة قلق وتوتر، وهناك من انسحب نهائيا، ومنهم من أجبرته لقمة العيش على الاستمرار.
نقص في الاكسسوارات وتأخير في سحب المبالغ المالية من البنك، وتوقيف العمل لمدة يومين وثلاثة، مما أدى إلى إرباكات كثيرة في تجهيز أعمال العروض.

إجازة النصوص
تم اختيار المسرحيات المشاركة على أساس باللغة العربية، ولكن أثناء العروض حدث ولا حرج، ما عدا مسرحية (زبد) التي أشرف عليها لغويا الأستاذ والصحفي القدير أحمد السقاف.
ذكر في التقرير اسم الفنان الكبير عمرو جمال من ضمن اللجنة، علما بأن عمرو قدم اعتذارا لانشغاله بفيلم (عشرة أيام قبل الزفة) الذي تفوق عن فعاليات المسرح.
صرح أن المهرجان للشباب، ولم يكن للشباب غير عرض واحد.

الاختتام أكثر من ساعتين، تجهيز وترتيب مقاعد المدراء والوكلاء في الصفوف الأولى، كي يتم تسليط أضواء إعلامهم، عليهم الذي أتى معهم يومي الافتتاح والختام. تم تكريم أشخاص مقابل عملهم في تجهيز العروض وتقاضوا عليه مبالغ، بينما كان الأفضل تكريم المسرحيين المقعدين والمتعبين الذين أثروا الساحة الفنية والإبداعية، كما نرى في المهرجانات الخارجية ردا للوفاء لهم ورفع من معنوياتهم النفسية، وهدا أمر ليس بصعب؟! حتى لم يتم ذكرهم نهائيا، إلا من قبل فرقة تعز، قبل تقديم عرضهم الجميل طلب من الجمهور الوقوف دقيقة حدادا على روح الشهيد جمال كرمدي، الممثل والمخرج، لفتة كريمة تحسب لتعز ووفاء منهم.
إن أجمل مازين العروض المسرحية هو تواجد الشباب المبدع على خشبة المسرح من جميع المحافظات، ولسان حالهم يقول: نحن هنا.. أعطونا الفرصة لنواصل مسيرتكم وننهل من تاريخكم الإبداعي.

الشاب المبدع أكرم مختار.. كنت نجما.. احتويت خشبة المسرح بأدائك المميز.. أذهلتني وأذهلت الجمهور.. لا أملك غير قلمي أشيد به على تألقك.. أنت مشروع نجم على خشبة المسرح..
ضياء مطلق بطل فرقة أبين.. استغرب من تجاوز في المنافسة على جائزة أفضل ممثل.
تهانينا لتعز بالفوز.. أما المنظمون والجهات الرسمية.. فلا عزاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى