نحن لا نحب الوطن!

> علاء عادل حنش

> كثرت في الآونة الأخيرة الشواهد التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن بعضنا، إن لم يكن جلنا، لا نحب الوطن، وأن وجودنا على أرضه هو للعيش فقط، فلا مؤشرات واقعية تدل على أن هناك جمهرة من الشعب ستضحي لأجل الوطن!
فكل أعمالنا وخطواتنا تجري عكس التيار، فالكل- إلا ما رحم ربي- يحاولون الوصول لمرادهم بالطرائق والسبل غير القانونية وغير الشرعية، فقط ما يهمهم هو كيف سيحققون مبتغاهم وهدفهم دون وضع اعتبار للوطن وكرامته.

وقد انقسم الناس في وطننا إلى ثلاث مجموعات، فأفراد المجموعة الأولى يتغنون بالوطنية وحب الوطن والتضحية لأجله، فيما أفعالهم كلها تسير بعكس أقوالهم، وكأنهم مصابون بمرض مزمن يدعى “البهرجة بالوطن”!
أما المجموعة الثانية ففضلّت الهروب من الواقع، والمكوث في المنازل، رغم الأهمية السياسية والاجتماعية والمناصب التي يتبوأها أفرادها؛ كي لا يخوضوا في فوضى السياسة وبهرجتها بسبب النفاق الحاصل في الواقع.

فيما المجموعة الثالثة تنقسم إلى فئتين، فئة خاض أفرادها بقوة في الدوامة، وهم لا يمتلكون أدنى خبرة أو معرفة أو مؤهل، لكن لحسن حظهم وجدوا من يصغي لهم ولأفعالهم الهوجاء، أما الفئة الثانية ففضل أفرادها الخوض في المعترك باستحياء وخجل، رغم الأهمية الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يمتلكونها، ما جعل المجال مفتوحًا على مصراعيه لكل العابثين بالوطن لفعل ما يشاؤون.

إن كل ما حدث ويحدث في الوطن، الذي مزقته الحروب، هو وصمة عار سوف تلاحق كل الخائنين، والهاربين، وسوف يسجلها التاريخ في صفحاته السوداء.
إن ما يجب على الجميع فعله هو الإيمان المطلق بحب الوطن، وعدم الانجرار وراء شهوات المال، وحب الذات، والظهور في وسائل الإعلام.

إن كل ما دفعني إلى اصدار الحكم بأن أغلبنا لا يحب الوطن هو عدة أمور ظاهرة للعيان، أهمها عدم الاهتمام بنظافة شوارعنا من تلقاء أنفسنا، ولا تجد من يبدي رأيه دون أن يجرح أحدا أو يشتم أو يسب أحدا، ولا تجد، إلا من رحم ربي، من يساعد كبار السن دون أن يطلبوا ذلك، ولا نجد من يحث أولاده على أهمية التعليم، وعلى ضرورته في بناء المجتمعات وتقدمها، ولا نجد من ينتقد سياسة الجامعات في قبول الطلاب، وإعطائهم شهادات تمنحهم حق العمل دون فهم ووعي كافيين.

كل تلك القضايا تجبرنا على الاعتراف بأن أغلبنا لا يحب الوطن، ولا يفكر بذلك حتى مستقبلًا..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى