اليوم سيشعر الكل بمأساة المصفاة
>
* أعيدوا الحسابات، وادرسوا كل ما يمكن أن يوصل الهزة القوية للسلطة وسواها، وحافظوا على خطوط الرجعة بدون انكسار، وادرسوا كل الخيارات التي تُوقع الضربة على رؤوس الأفاعي والحيتان التي سعت إلى إبقاء المصفاة لخزن محروقاتهم وحسب، وأنتم أدرى بالوسائل النّاجعة بهذا الصدد، لكن الإضرار بكل الشعب لتوقظوا السلطة، فهذا غير إيجابي وغير قانوني أيضًا، بل سيعود بتبعاته السلبية عليكم وعلى عدالة ومشروعية مطالبكم وحقوقكم المشروعة، أليس كذلك؟!
بات واضحًا الآن أن عمال المصفاة ونقابتهم قد استنفذوا آخر ما في جعبة صبرهم، والحديث الآن يدور عن إضراب تام، أي إيقاف كل أعمال المصفاة، بما فيها ضخ الوقود، وهذا سيتضرر منه الشعب وحسب، وهنا سيكونون قد انحرفوا عن جادة الصواب، حتى وإن بلغ الضرر بهم مداه، وتعطلت مصفاتهم عمدًا، وتعثرت رواتبهم، وصمت الناس بكل أسف عن مؤازرتهم، مع أن المصفاة تعني الكل، وانظروا إلى الغلاء الذي يطحننا اليوم طحنًا، وتوقف المصفاة إحدى أبرز أسبابه.
* عهدتُ نفسي دائمًا مع المصفاة وعمالها ونقابتها هذه، بل ووجهت جزءًا كبيرًا من كتاباتي لأجلهم، وتعرضت لمضايقات جمة لا يتصورها أحد على خلفية ذلك، ولكني مع ضرورة دراسة بدائل وخيارات موضوعية توصل رسالتهم للمعنيين، وللعلم من دمّر المصفاة عمدًا هي السلطة نفسها، وهي من تُصرُّ على تعيين مدراء ينفذون أجندتها وبصلف أيضًا، وعند خلعهم تستبدلهم بمن هم على نفس الشاكلة كما حدث مؤخرًا.
* أعرف معظم قيادة نقابة المصفاة معرفة شخصية ووثيقة، ومعظمهم أصيلي المعدن وأشدّاء البأس، وتجرّعوا الكثير من أجل هذه المصفاة وعمالها، ووصل الأمر إلى لقمة عيشهم وأطفالهم، لكن الضرورة تستدعي الحكمة وتدارس ما أزمعوا تنفيذه بكل تأنّي وعمق، ودراسة خلفيات ماذا يعني التوقيف الكامل لضخّ النفط للبلاد؟ أي توقيف الكهرباء وكل حركة المركبات، بما فيها التي يمكن أن تسعف أو تنقذ أرواحًا، وتعني قطع سُبل عيش المشتغلين البؤساء من السائقين وأطفالهم، وكل هذه مجرد خدمة مجانية لبرنامج الإنهاك والتجويع الذي تختطه السلطة ضد الشعب ولا شك.
* البدائل كثيرة وعديدة، وبينها الوقوف في الجولات التي تخرج منها صهاريج النفط للإتجار، ومنها الاحتشاد على بوابة الحكومة في المعاشيق، وهناك يتم الإبلاغ بأن هناك حالة غضب جامح لعمال المصفاة بسبب ما حاق بهم من ضرر، أما إيقاف ضخ النفط فهو يعني الشلل الكامل لجبهات القتال في الصبيحة والضالع وشبوة ويافع وغيرها، ويعني توقيف كل المستشفيات بتوقف مولداتها خلال ساعات انقطاع الكهرباء، وهذا يعني معاناة أو موت المرضى في الحالات الحرجة، ويعني شل حركة الأمن في متابعة مهامه لتأمين البلاد.. إلخ.