السعودية تتعهد "خفض التصعيد" بين الهند وباكستان عقب هجوم كشمير

> اسلام اباد «الأيام» أ ف ب

> تعهدت الرياض المساعدة على "خفض التصعيد" على خلفية التوترات المتنامية بين إسلام أباد ونيودلهي خلال قمة عقدت في باكستان اليوم الاثنين قبل أن يتوجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند، المحطة الثانية في جولته الآسيوية.

أعلن ذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي في إسلام أباد بينما استدعت باكستان سفيرها لدى نيودلهي "للتشاور"، في آخر تطور يطرأ على الأزمة الدبلوماسية بين الجارتين النوويتين.

وتعهدت نيودلهي بالرد عقب التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 41 جنديا من القوات الخاصة المساندة للجيش الهندي في كشمير الأحد، في هجوم هو الأكثر دموية تشهده المنطقة المتنازع عليها منذ عقود.

وأثار الهجوم دعوات واسعة في الهند للتحرك ضد باكستان.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن "هدفنا يتمثل بمحاولة خفض تصعيد التوترات بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا".

وبعد التعهد في "خفض التصعيد"، عقد ولي العهد السعودي سلسلة لقاءات بعد ظهر الاثنين مع القيادة الباكستانية قبل أن يحلّق متوجهاً إلى الهند.

وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان منذ حصل البلدان على استقلالهما عن بريطانيا في 1974. ويطالب الطرفان بالمنطقة كاملة وخاضا ثلاث حروب من أجلها.

وتبنت جماعة "جيش محمد" المتمركزة في باكستان هجوم الخميس.

وتحشد الهند الدعم الدبلوماسي لها بعد الهجوم وتعهدت بـ"عزل" باكستان دبلوماسيا على الصعيد الدولي قائلة إنها تملك "أدلة دامغة" على دور إسلام أباد في الهجوم. ورفضت باكستان بدورها الاتهامات.

استقبال حافل ووسام

وبعد وصوله في وقت متأخر الأحد، وقع الأمير محمد بن سلمان اتفاقات استثمارية مع إسلام أباد بقيمة 20 مليار دولار وتعهد بالإفراج عن آلاف السجناء الباكستانيين الموقوفين في السعودية.

وتواجه إسلام أباد أزمة جدية تتعلق بميزان مدفوعاتها وتأمل بأن تعزز الاتفاقيات الضخمة التي تم توقيعها خلال الزيارة وشملت سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، اقتصادها المتعثر.

وحظي ولي العهد السعودي باستقبال حافل شارك فيه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وشمل 21 طلقة تحية ومرافقة من طائرات عسكرية وحرس الشرف.

ومنح أرفع وسام مدني يطلق عليه "نيشان باكستان" الاثنين قبل توجهه إلى الهند للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ويجري الأمير محمد بن سلمان جولته الآسيوية التي تشمل ثلاث دول بعد خمسة أشهر فقط من عملية قتل الصحافي السعودي الناقد لحكومة الرياض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

وبعد الهند، يتوقع أن يختتم ولي العهد جولته الآسيوية بزيارة إلى الصين الخميس والجمعة.

وأقر السعوديون الذين نفوا مرارا بداية أي علم لهم بظروف اختفاء خاشقجي أنه قتل على أيدي فريق داخل القنصلية في عملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" وأن لا علاقة بالأمير محمد بالعملية.

وأكدت تركيا الجمعة أنها لم تكشف بعد عن جميع المعلومات التي توصلت إليها في إطار القضية التي أثارت موجة من السخط دوليا ولطخت سمعة ولي العهد.

وقال محللون إن الجولة جزء من ميل دول الخليج نحو آسيا التي باتت تعد سوقا نفطيا متناميا. لكنها تهدف كذلك للإظهار إلى الغرب بأنه لا يزال لدى ولي العهد حلفاء على الرغم من قضية خاشقجي.

ووجهت أصابع الاتهام كذلك إلى باكستان من قبل جارتها إيران (غرب) بحماية المسلحين الذين نفذوا هجوما أسفر عن مقتل 27 من عناصر الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي، إذ تعهد قائد قوات الحرس الثوري كذلك بجعل باكستان تدفع الثمن.

لكن إسلام أباد حظيت بدعم من الجبير في هذا السياق، الذي وصف طهران بأنها "الراعي الأول للإرهاب" خلال مؤتمر الاثنين الصحافي.

وترتبط إسلام أباد بتحالف تاريخي مع الرياض. لكنها التزمت الحذر في علاقتها مع السعودية عبر المحافظة على علاقات جيدة مع إيران، خصم الرياض الإقليمي في المنطقة.

محادثات السلام الأفغانية

وأشار الجبير كذلك إلى أن الرياض تواصل المشاركة في جهود واشنطن المستمرة منذ شهور والهادفة لإنهاء الحرب في أفغانستان التي أكد أن استقرارها "سيفيد (....) المنطقة برمتها".

وأعلنت حركة طالبان الأسبوع الماضي أنها ستحضر محادثات مع الولايات المتحدة وباكستان في إسلام أباد الاثنين التي كان من المفترض أن تتزامن مع زيارة الأمير محمد.

لكن أيا من واشنطن أو باكستان لم تؤكد المحادثات فيما أعلنت طالبان الأحد أنها تأجلت كون عناصرها "لم يتمكنوا من السفر باعتبارهم على لوائح الولايات المتحدة والأمم المتحدة السوداء".

وزار مفاوضو طالبان مؤخرا كلا من روسيا وقطر والإمارات.

ويتوقع أن تجري جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وممثلي الحركة في الدوحة بتاريخ 25 فبراير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى