رب المشرقين والمغربين

> ماجد زيد محمد

>
​«رب المشرقين ورب المغربين» هذا فيه ذكر المشرقين والمغربين وبين أنهما اثنان وكذا، ذكر رب المشارق والمغارب وذكر رب المشرق والمغرب، فالأول ذكر أنهما اثنان لأن المشرق الأول هو الوقت التي تطلع فيه الشمس وتنهي الفجر والليل، ولكن فيه وقت نهي عن الصلاة فيه إلى طلوع الشمس قيد رمح وهو المشرق الثاني لأن الشيطان يتهيأ فيه للسجود له من عبدته عبدة الشمس فوجد النهي حتى لا ندخل في محذور التشبه بهم، فالشمس في المشرق الأول تتألق وتتأنق كالاستئذان من مخلوق لخالق بديع فلما ينتهي الزوال تكون قد بلغت من القوة ما عرفت به خلقتها وعملها وعذرت من نفسها عن استئذان بإبهارها بالخالق البهر العظيم فكأن عباد الشمس يطلبون رضاها بعد إحيائها، وكأنه خدمة للخادم حال ضعفه وهو إلههم الشمس طلبا لرضاه عند قوته بعد ذلك فهذان المشرقان.

وأما المغربان فهما الوقتان قبل دخول وقت صلاة المغرب وهو المغرب الأول، وفيه وقت النهي عن
الصلاة فيه إلى المغرب وذلك لأن الشيطان يتهيأ لعباد الشمس للسجود له، فالشمس فيه تتهيأ لساعة انتهاء عملها وحركتها النهارية المشرقة، فلما كانت مأمورة طلبت السجود عند عرش رب العالمين إذنا لغروبها، كما جاء في الحديث الصحيح، فكأن عباد الشمس لما خالوها في سنه وخفت شفعوا فيها أنفسهم وسجودهم للمعذرة لهم عن سوء حظ وتمني الوصال للحظ الطيب من إلههم وهو الشمس إله يديم وصاله بعباده التقتير والتقطير فيا سبحان الله! وأيضا فإن سجود الشمس عند الغروب عند عرش رب العالمين.

كما جاء في الحديث الصحيح دليل على أن الشمس ثابتة بمكان نفسها لا تتحرك حول الأرض وإنما الأرض هي المتحركة، لأن بقاء الشمس ونورها بأعين الناس مع سجودها عند العرش دليل وتنبيه على ثبوت مركزها، وأن الأرض هي التي تدور حولها، إذ كيف لها أن تتحرك وتدور حول الأرض ومع هذا تذهب لتسجد عند العرش دون مغادرة، وإيجاد هذا الوجود الاحترامي عند العرش الواجب الوجود فيه مع الغياب عن كل ما حوله، لكن الله أوضح لنا بهذه الحركة حركة الشمس مع ثبوتها وسجودها عند العرش جمال حركته ونزوله حين يكون ثلث الليل الآخر وبقائه سبحانه في مكان العلو فوق الرش إذ السفل وصف باطل سبحانه وهو يخالف الحفظ، لأنه هو المقلب لليل والنهار وهو الآذن لليل على الزوال للنهار بقوته سبحانه وقوته وقهرته بنزوله نزول القهر والرحمة على كل الحراسات والمغالق ففيه الفرصة لعباد الله إذ تقربه لعباده في هذه الساعة معلوم لكن هذه الحركة من الشمس ليست كما هو نزول الله، بل إن الله بين كما في سورة الرحمن وذكر المشرقين والمغربين وذكر سجود الشمس وهو النجم وذكر تحدي النفوذ من أقطار السموات للجن والإنس وأيضا ذكر المشارق والمغارب كما في سورة المعارج وعروج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وذكر المشرق والمغرب وذكر وقت صلاة الليل وفضلها وعلوم وجود نزول الله فيها ليس مضاهاة لحركة الشمس وسجودها عند العرش وإنما هو إيضاح للعالمين جميل أفعاله وبديع صنائعه وتنظيم مداخل ومخارج الكون والعلم الدقيق بمفاتحه ومغالقه ورحمته الواسعة حيث يعلم الخلق بخلقه عظم حكمته وعلمه وصبره، كما هو سبحانه كلم موسى تكليما إذ هو ليس موسى تكلم بكلام الله ليكلم الله وإنما الله كلم موسى بكلامه وموسى بكلامه لكن الكلام قد حصل والكلام قد تم والجميل قد بين، وأما المشارق والمغارب كما جاء في سورة المعارج فهي اختلاف المواقيت في هذه الأرض من نهار في مكان وليل في مكان آخر وهكذا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى