شاب يروي تفاصيل الاستقطاب لمعسكرات الشمال

> تقرير/ هشام عطيري

> تمكن عدد من الشباب الجنوبيين الذين تم استقطابهم للتجنيد في معسكرات الشمال، وخاصة مناطق مأرب، وحجة، وصعدة، من الهرب من تلك المعسكرات بعد معاناة شديدة تلقاها هؤلاء الشباب، وما تعرضوا له من خداع وتضليل.
 تحصلت «الأيام» على كشف يتكون من 100 اسم من الشباب الجنوبيين الذين تم استقطابهم إلى تلك المعسكرات.

 ويروي أحد الشباب، تحتفظ الصحيفة باسمه، تفاصيل استقطابه للتجنيد في تلك المعسكرات وكيف تمكن من الهرب والعودة إلى بلاده الجنوب، وخاصة محافظة لحج، بعد معاناة شديدة وظلم.

يقول الشاب: «إن عملية الاستقطاب للتجنيد بدأت عند انتهاء الحرب وتحرير أغلب المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي على أساس أن التجنيد سوف يتم في محافظات الجنوب إلا أن هذا لم يتم، مما أدى إلى انتقال هؤلاء الشباب إلى معسكرات في مناطق حجة من قِبل سماسرة على أساس أن يمضى أسبوع لإجراء معاملاته وعملية الترقيم والعودة إلى بلاده، لكن كل ذلك تبين أنه خداع، ما أوقع الشباب المغرر بهم في كماشة لا خلاص بعدها».

ويتابع في حديثه لـ«الأيام»: «تحركنا بشكل مجاميع إلى محافظة مأرب، حيث مكثنا هناك ما يقارب الأسبوع حتى  وصول كل الشباب مع تحمل من قام بعملية النقل والاستقطاب بمصاريف المبيت والغذاء في فنادق مدينة مأرب حتى استكمال العدد ووصوله إلى 400 شاب من مختلف مناطق الجنوب (يافع، لحج، شبوة، عدن، أبين) ومغتربون جنوبيون غرر بهم للتجنيد، كانوا يقولون لنا: سوف تستلمون مرتبات بالريال السعودي ومخصصات وترقيم ورتب عسكرية»، كاشفاً أن السمسار أو الوسيط، الذي قام باستقطابهم أوهموه أنه سوف يستلم على كل دفعه من الشباب، وعددهم مائتي شاب، مبلغ (400) ألف ريال سعودي إلا أن هذا الوسيط لم يستلم أي مبلغ.

وأضاف: «تحركنا من مأرب على طريق صحراوي لساعات حتى وصلنا لمنطقة نائية في الجوف اسمها (اليتمة)، وهي موقع المعسكر لنتفاجأ بوضع غير طبيعي، فكانت معاملة سيئة، وكنا نتمنى وجود حمام، والأكل (كُدم) لها أكثر من أسبوع» مشيراً إلى أنه «عقب الوصول والتدريب لمدة أسبوع أبلغونا بعدها أن اللجنة سوف تصرف مرتب لنا يقدر بـ (5500) ريال سعودي، طلعونا الأطقم العسكرية على أساس الذهاب إلى موقع اللجنة، ولكن نتفاجأ بأنهم أدخلونا إلى جبهة القتال في مواقع لا تقدر أن تعود منها إلى المعسكر، مما أدى إلى صمود الشباب والقتال في الموقع حتى أن الشباب كانوا سوف يحققون نصراً في بعض المواقع، وهو ما دفع قيادات عسكرية تابعة للشرعية أن تطالب بانسحاب الجنوبيين من الجبهة وعودتهم إلى المعسكر».

وتابع: «عودتنا للمعسكر كانت بسبب أننا حققنا نتائج وانتصارات على الجبهة، لكن قيادات عسكرية في الشرعية لا تريد تلك الانتصارات من أجل استنزاف دول التحالف».
وكشف الشاب الناجي أن قائد الجبهة التابع للشرعية، وقائد الجبهة التابع للحوثيين أقرباء وتربطهم علاقة أسرية «ما يعني أن ما يحدث هو استنزاف للأموال ولإمكانيات التحالف».

ويقول: «لقد منعوا الاتصالات، وأخذوا البطائق الشخصية، وكنا نتابع بطريقة خاصة ما يكتب عنا في صحيفة «الأيام» والخروج من المعسكر للجنوبيين بتصريح من القيادة».
يبين الشاب حقيقة صادمة اكتشفها وهو في المعسكر فيقول: «إن استقطاب هؤلاء الشباب الجنوبيين يهدف إلى تغطية العجز في المعسكرات التابعة لعلي محسن الأحمر، والتي تعد أغلبها وهمية وتسلم له مخصصات كبيرة لتلك المعسكرات، وهو ما دفعهم لتحريك مندوبهم لاستقطاب الشباب إلى هذه المعسكرات التابعة لعلي محسن الأحمر».

وضمن الممارسات التي تعرض لها هؤلاء الشباب يوضح أن «كل الجنود الشماليين يستلمون مبلغ (5000) ألف ريال سعودي لكل شهرين أو ثلاثة أشهر، فيما الجنوبيون لم يتحصلوا حتى على ريال واحد في تلك المعسكرات، أو حتى شربة ماء».

يشير هذا الشباب، الذي تمكن من الهرب، إلى أن «الكثير من الشباب يريدون الخروج من تلك المعسكرات إلا أنهم لا يقدرون بسبب عدم توفر مبالغ مالية لديهم لدفعها للمهربين، ولا توجد وسائل اتصال؛ كون الشبكة مقطوعة أو لا تصل إلى المنطقة التي هم فيها، وهو ما يدفعهم أحياناً إلى المشي مسيرة أربع ساعات للوصول إلى منطقة توجد فيها تغطية» كاشفاً أن بعض المهربين بدلاً من أن يقودك إلى بر الأمان يقوم بتسليمك للمليشيات مقابل (100) ألف ريال للفرد الواحد.

وقال: «لقد وقعت حادثة مؤلمة جداً  قبل وصولهم إلى المعسكر وهي فقدان عشرات من الجنود في الصحراء ليومين متتاليين ما أدى إلى وفاتهم بسبب العطش، ولم ينجُ منهم سوى ثلاثة أفراد» ولا يعلم هذا الشاب هل هم شباب جنوبين أم من الشمال، ولا يعرف يتبعون من.

 يروي هذا الشاب حكاية حقيقية فيقول: «عندما نريد أن نتناول وجبة غداء في مطعم يبعد عن المعسكر ساعات، ولا توجد لدينا مبالغ مالية نضطر إلى رهن زميل لنا لساعات حتى نجمع ونوفر المال لصاحب المطعم  ونستلم زميلنا من صاحب المطعم».

يكشف هذا الشاب أنه عندما قرر ترك المعسكر والعودة إلى الديار اتفق مع المهربين لتهريبه مقابل مبلغ مالي كبير حيث يقول: «إن تمكن من الإفلات والهرب من المعسكر عبر مهربين في الصحراء إلى مأرب، ومنها إلى بلاده الجنوب وإلى أسرته سالماً بعد أن دفع مبالغ مالية تصل إلى مائة ألف ريال يمني للعودة إلى الديار».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى