عُقدة «المُعرقِل»!!

> عبود الشعبي

> * يطلق الحَكَم الدولي صفارة إنذار للإشارة لوجود عرقلة في الملعب الرياضي، بينما لا يطلق المبعوث الدولي صفارة واحدة لوجود عرقلة في الملعب السياسي!
* مع قدوم الصيف اللاهب الذي بدأ يخطو حثيثاً نحونا سيُقيّد “المُعرقِل” لوصول التيار ضد مجهول، وستبدأ رحلة عذابات ارتفاع الضغط أشد من ضغط المحاور السياسي الذي يهزأ به محمد عبد السلام في أروقة مفاوضات السلام المزعومة!
* حتى صرف الريال اليمني فَلَتَ عن زمام استقرار العملة، وغدا “المعرقل” لسعر الصرف يركض في الأسواق بلا بنك.. بلا زِمام!!

* إن أربع سنوات من الحرب كانت تكفي ليكتشف العالم “المُعرقِل” الذي طلَّع أرواح اليمنيين وملأ حلوقهم غُصّة.. حتى ضاع البلد في “صانفة” المعوز الدولي الذي يتبادل لبسه الكبار حسب الأدوار...!
* لقد صبر “الجنوب” طويلاً بعد حرب صيف 94 على نظام صنعاء “المُعرقِل”.. حتى ضاق منه الصبر، وصمت “الشمال” الذي ملأ جوفه من خيراته، ولوّى رأسه!
لكن الجنوب لم يترك الشمال لوحده في مواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، فشد الرحال إلى صعدة والحديدة، وقدّم قوافل الشهداء، ومازال يحمل اللواء في ساحات الوغى ويرفع الراية!

* أيّها المراقبون للشأن اليمني.. من “اللطائف”.. أنه لو قُدِّر لمارتن أن يدير مباراة كروية بين فريق الحوثي وفريق الشرعية على طريقة إدارته ملعب المشاورات.. هل كان سيبقى أحد من جمهور الشرعية عرض المدرجات، وهم يرون الحَكَم “المبعوث” يغض الطرف عن عرقلة فريق الحوثي وأخطاء لاعبيه؟
أُجزم أن الجمهور سيزحف ويغطي الميدان، وستسمع له دويا يهز كل الأرجاء.. ما يدل على عشق الناس للرياضة أكثر من عشقهم للسياسة.. وحبهم للسلام وبغضهم الشديد للحرب حد “القَرَف”!
* هذا الشعب يكفيه شرفاً أنه قدّم أرواحاً زاكية في الثغور والجبهات بسبب هذه الحرب اللعينة.. وقعد “المُخلّفون” من الأعراب!

لكنه لن يضطر للتظاهر ضد المبعوث الدولي لأنه لم يسمِّ “المُعرقل” أو أنه تماهى مع رغبات الحوثي..
تلك مهمة النُخَب السياسية المتصارعة التي تبحث عن نصيبها من الكعكة!!
* لقد أضحت عُقدة “المُعرقل” موضة على ألسنة السادة الساسة ولفظة “طارفة” تقفز للتو إلى أقبية التفاوض وطاولات الحوار.. بينما حكام هذا البلد منذ عقود أكبر المُعرقلين لنماء وتطور بلدهم.. حتى أشبعوا المواطن عرقلة في سعر الدقيق.. وعرقلة في سعر الدواء.. وأوسعوه عرقلة في خدمة الماء والكهرباء.. حتى تلاميذ المدارس لم يسلموا من عرقلتهم.. فحُرموا من وصول الكتاب المدرسي إليهم وذهبوا يبتاعونه من أصحاب “البسطات” في مشهد حكومي مقزِّز!!

والاثنان كلاهما الحوثي والشرعية عرقلا إشراك “الجنوب” في مفاوضات السلام.. وقد ألِفَ حكامنا الميامين في زمن استبدادهم عرقلة التظاهر والتعبير عن حرية الرأي!
* ولو أن حكامنا لم يدمنوا خُلُق “العرقلة” من زمان لما قدر عليهم الحوثي ولا المبعوث الدولي..
لكن على سجع المثل القديم.. “يا مُعرقل لابد لك من مُعرقل أكبر..!”.

* يا رب افتح باباً لخروج هذا البلد من أزمته والطف بشعبه...
وماضرّنا لو “عُرقِل” الحوثي في جبال ريمة وحجور.. أو حَنِبَ جيش الشرعية في تضاريس نهم ومرّان.. مادام أن الحل في النهاية سياسي..عياذاً بالله من عُقدة “المُعرقِل”!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى