هذا هو حالنا اليوم..!

> يوسف الحزيبي​

>
هذا حال الدنيا، مع مرور الزمن تغيرت الأحوال وتغيرت الناس فأصبح الحال غير الحال، وأصبح صلاح الحال من المحال، فتجد الفاسد والعميل اليوم يتحدث باسم الشعب ويتغنى بشعاراته على حساب تضحيات مساكين شعبه، أصبح اليوم في مجتمعنا المسؤول في الدولة لا يلفت نظره إلى حال شعبه أو يسأل لو مات الفقير من الجوع، وأصبحنا نجد القوي، الذي يمتلك قطعاً من السلاح، لا يرحم الضعيف، حتى لو ركع أمامه.. تجد أصحاب الزعامات أشد قسوة من الجلادين ويقودون الشعب كما يقودون قطيعاً من الأغنام إلى جانب الهاوية، فلا يرون من سقط في الهاوية، ولا يعتقون من نجا من السقوط فيسلخونهم مثل الخراف، وتجد اليوم أنه من يدافع اليوم عن الشعب “تحت مسمى الوطنية والدفاع عن الوطن وتحريره يضرب بيد من حديد رؤوس الشعب” يستغل الشعب ويستنزف دماءهم ويسرق قوتهم بحجة أنه يحفظ حقهم “ويحررهم ويدافع عن وطنهم” ويدرأ عنهم الظلم وهو الظلم بحد ذاته، فلا يعود المواطن البسيط المسكين يدرك من الجلاد، فهم كلهم جلادون، ويضيع بين أسواطهم دون أن ترف أعينهم أو تحن سياطهم على وهنه وضعفه، وهذه إشارة لمن يفهم..!

لقد أصبحت قيمة الإنسان اليوم صفراً أو حتى دون الصفر في وطننا، أصبحنا جميعاً أدوات يتلاعب بها المتنافسون على السلطة والطامعون على ثروات البلد بشكل عام، حتى إننا أصبحنا ضحية وضحيتنا الكبرى هي الوطن.
لذلك يجب أن يخترعوا قيمة جديدة تعبر عن القيمة المنحلة التي يعطوها للإنسان حالياً، فهي سلعة رخيصة باسمها ينهب الإنسان ويقتل الإنسان ويضحى بالإنسان، فأصبح هو العلة والداء والتضحية به هي الحل وهي الدواء.

فإن حالنا اليوم أقبح مما كان في الجاهلية، بالرغم من أنهم في الجاهلية لم يمتلكوا تلك القيم العظيمة التي منحنا إياها الإسلام، ولم يمتلكوا التشريعات والقوانين التي تنظم حياتهم، إلاّ أن حياتهم كانت تحتوي من المراعاة والإنسانية أكثر مما تحتويه حياتنا اليوم في مجتمعنا الحالي، فحياتنا اليوم وخاصة بمجتمعنا أصبحت مؤسفة للغاية، كونها ترتكز على الظلم والأنانية، والأحقاد والأطماع والاستبداد، وأصبح فينا شعار اليوم “الغاية تبرر الوسيلة”، حتى بات نظام السلطة الشرعية التي أوقعت بفشلها في بناء الدولة فوضى، وأضحى القاتل باطلا، وصار الإنسان المسالم عبدا، أما الضعيف فهو الضحية التي ينهشها ذئاب الإرهاب والفساد ومن هم في هرم سلطة الدولة، والتي تسمى بـ (الشرعية اليمنية)، هم من يضربوا لتلك الذئاب التي تعبث في أمن مجتمعنا التحية والسلام ويمهدون لهم الطريق للعبث في هذا الوطن الحبيب الذي صار شعبه ضحية لتلاعباتهم المكرة وأطماعهم الرذيذة وأحقادهم المسمومة..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى