الإعصار في أفريقيا الجنوبية.. سباق مع الوقت لإنقاذ الأرواح

> بيرا «الأيام» أدريان باربييه

> دخل رجال الإنقاذ، أمس الثلاثاء، في سباق مع الوقت لإنقاذ آلاف الأشخاص بعد مرور الإعصار إيداي المدمر في جنوب القارة الأفريقية، وحيث هناك سدود مهددة بالانهيار نتيجة ضغط الأمطار المتواصلة.
وقد أسفر الإعصار الذي اجتاح وسط موزمبيق ثم شرق زيمبابوي المجاورة، عن 182 قتيلا على الأقل، لكن الحصيلة يمكن أن تتجاوز الألف قتيل، كما حذر الإثنين الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي.

وفي موزمبيق، غمرت المياه بالكامل مساحة يبلغ قطرها 100 كلم، كما قال وزير البيئة سيلسون كوريا.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت عاملة في المجال الإنساني طلبت التكتم على هويتها، إن «محيطا» قد تشكل في الأراضي، وأدى إلى عزل كامل لمجموعة من القرى.

كما باتت العديد من السدود مهددة بالفيضان، لأن قدرتها بلغت أقصى مستوياتها، كما تقول منظمات غير حكومية.
وطلب رئيس الدولة الموزمبيقية فيليب نيوسي من مواطنيه الذين يقطنون على مقربة من أنهار المنطقة «مغادرة المنطقة لإنقاذ حياتهم»، لأنه قد لا يتوافر للسلطات من خيار آخر غير إصدار أمر بفتح بوابات السدود.

وفي موزمبيق كما في زيمبابوي، جرفت المياه عددا كبيرا من الجسور والطرق، فتعرقلت عمليات الإنقاذ.
وعلى متن زوارق مطاطية ومروحيات، واصل عمال إنقاذ الثلاثاء تقديم مساعدة إلى أشخاص لجأوا إلى رؤوس الأشجار والسطوح.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال يان شير، رئيس منظمة ريسكيو اس.آي الجنوب أفريقية التي تشارك في عمليات الإغاثة: «على الأشجار، يتعين على الناس التصارع مع أفاع وحشرات وحيوانات».
لكن نقص المروحيات يؤدي إلى تعقيد العمليات.

وقال يان شير من بيريا (وسط): «ننقذ من نستطيع إنقاذه وسيلقى الآخرون حتفهم. يتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة. وأحيانا لا نستطيع أن ننقذ سوى اثنين من خمسة أشخاص. وأحيانا نترك لهم الطعام ونذهب لإنقاذ شخص آخر يتعرض لمزيد من الخطر».
وحددت منظمة رسكيو اس.آي جزيرة شكلتها الفيضانات حيث لجأ نحو 350 شخصا في  انتظار عمليات الإغاثة.

لا كهرباء
وذكر مراسلو وكالة فرانس برس، أن المدينة الثانية في موزمبيق، بييرا «التي تضررت بشدة أو لحق بها دمار بلغ 90 ٪»، كما يقول الصليب الأحمر: «لا تزال محرومة من الكهرباء والإنترنت، الثلاثاء، بعد خمسة أيام من تعرضها للإعصار أيداي».
واستعيدت من ناحية ثانية، الاتصالات الهاتفية بشكل تدريجي، فيما استمر هطول المطر على هذه المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة وغمرتها المياه جزئيا.

وفي زيمبابوي المجاورة، حيث كان الناس يدفنون موتاهم، من المتوقع وصول الرئيس إيمرسون منانغاغوا خلال النهار إلى إقليم مانيكالاند (شرق)، أكثر المناطق تضررا من الإعصار.. ولا يزال 200 شخص على الأقل في عداد المفقودين في المنطقة، خصوصا بعد انهيار المنازل التي يسكنها موظفون، كما تقول  السلطات.
وأكد منانغاغوا مساء الإثنين (أمس الأول) أن «كل ساعة تمضي، تتأكد أسوأ مخاوفنا». وأضاف: «مات كثيرون غرقاً، فيما قُتل آخرون أثناء نومهم تحت حجارة هدمت منازلهم».

ودعت منظمة العفو الدولية الثلاثاء المجموعة الدولية إلى حشد طاقاتها حيال حجم الكارثة، وأيضا حيال عواقب التغير المناخي.
 وحذرت منظمة العفو الدولية من «توقع حصول هذه الظروف المناخية القاسية في كثير من الأحيان، كلما تكثفت آثار التغير المناخي»، داعية إلى «اتخاذ تدابير طموحة من أجل التصدي لتغير المناخ».

من جانبها، أفرجت المملكة المتحدة عن ستة ملايين جنيه إسترليني (7 ملايين يورو)، مساعدات إنسانية للمنطقة. وقالت وزيرة الدولة للتنمية الدولية بيني موردون في بيان «صور الدمار مروعة».
وسبق وصول إعصار هطول أمطار غزيرة في موزمبيق وأيضا في ملاوي المجاورة، وقد أسفرت هذه الأحوال الجوية السيئة عن 122 قتيلا على الأقل. وأخيرا، أفلتت ملاوي من الإعصار.

أ.ف.ب​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى