تغريدة لناطق الحوثيين تمنع جريفثس من حضور جلسة البرلمان بسيئون
مارتن جريفثس
> «الأيام» غرفة الأخبار
> شنت جماعة الحوثي هجوماً لافتا على المبعوث الأممي، مارتن جريفثس، وهددت بمنظومة صواريخ بالستية جديدة. وتأتي هذه التهديدات بالتزامن عقد جلسة للبرلمان اليمني الموالي لحومة الشرعية في مدينة سيئون.
ووفقاً لما نقلته جريدة الشرق الأوسط عن مصادر سياسية يمنية، فإن تغريدة ناطق الحوثيين كانت هي السبب الحقيقي في تراجع جريفثس عن زيارة مدينة سيئون وحضور جلسة البرلمان اليمني، بحسب ما كان صرح به الاثنين رئيس البرلمان، سلطان البركاني.
وفي حين يقول مسؤولون حكوميون إن جريفثس يداهن الجماعة الحوثية ويرفض أن يحددها طرفاً معرقلاً لاتفاق السويد الذي مضى عليه أكثر من أربعة أشهر، كان جريفثس قدم إحاطته لمجلس الأمن الإثنين، وقال إن الجماعة وافقت على خطة إعادة الانتشار في المرحلة الأولى من الحديدة، لكنه لم يحدد موعداً للتنفيذ.
ويأتي الوعيد الحوثي بامتلاك هذه الصواريخ الجديدة وسط اتهامات حكومية ودولية لإيران بالاستمرار في تزويد الجماعة الحوثية بالصواريخ والخبراء، حيث يتم تهريبها مجزأة إلى اليمن عبر شبكات تهريب إلى السواحل اليمنية في البحر الأحمر قبل أن يقوم الخبراء في مناطق سيطرة الجماعة بإعادة تركيبها.
وفيما استعرض القيادي الحوثي صوراً للصاروخ زعم «أن مجمع أبو عقيل الصاروخي سلم مؤخراً الدفعة الأولى من الصاروخ الباليستي الجديد إلى مركز العمليات الصاروخية بعد استكمال مركز الدراسات المتخصص والتابع للقوة الصاروخية عملية الصناعة والتطوير»، مشيراً إلى امتلاك الجماعة مخزوناً إستراتيجياً من الصواريخ يكفي «لشن هجمات مزدوجة على أهداف متعددة وفي وقت واحد».
وكان اللواء بن عزيز موجوداً خلال جلسة البرلمان اليمني الإثنين الماضي في سيئون، وأكد في شهادة له أمام النواب أنه لا حل مع الميليشيات الحوثية إلا بالحسم العسكري وقال: «من يظن ويعتقد أننا سنتوصل إلى حل مع ميليشيا الحوثي بالطرق السياسية، فهو لم يفهم الدرس جيداً حتى الآن».
واتهم بن عزيز المبعوث الأممي، مارتن جريفثس، بمخالفة اتفاق الحديدة وقرار مجلس الأمن 2451، وقال: «يريد جريفثس طرح موضوع عملية إعادة الانتشار في الحديدة فقط، والمتمثل بانسحاب القوات الحكومية وخروجها من جزء كبير من المدينة، مقابل انسحاب الحوثيين واستبدالهم بميليشيات حوثية أخرى عبر قوات أمن موالية».
وأضاف السعدي أن «الميليشيات لا تزال توسع المواجهات مع الجيش الوطني وتستخدم أراضي محافظة الحديدة كمنصة لإطلاق الطائرات المسيرة من دون طيار والقوارب السريعة».
كما تزامن هذا التصعيد الحوثي مع جهود يبذلها المبعوث الأممي ورئيس فريق تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال مايكل لوليسغارد، لتنفيذ الجزء الأول من اتفاق الحديدة بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية
واتهم المتحدث باسم الجماعة الحوثية ووزير خارجيتها الفعلي، محمد عبدالسلام، المبعوث الأممي بالانحياز وعدم الحياد مشككاً في دوره الأممي، بحسب ما جاء في تغريدة له على «تويتر» أرفقها بصورة من تهنئة جريفثس للرئيس عبدربه منصور هادي بمناسبة انعقاد البرلمان في سيئون وبصورة تهنئة مماثلة تضمنتها تغريدة للسفير البريطاني مايكل آرون. وقال المتحدث الحوثي: «لا غرابة أن يصدر من بريطانيا أو أمريكا أي موقف طمعاً في إنهاك اليمن بالحرب والحصار والأزمات خدمة لمشاريعهما في المنطقة، إنما ماذا تبقى للمبعوث الأممي كوسيط من حيادية طالما وهو يظهر منفذاً لأجندة بلاده عبر منصة الأمم المتحدة».
وكان المبعوث الأممي بعث رسالة إلى الرئيس اليمني يهنئه فيها بالتئام البرلمان اليمني ويعد ذلك خطوة في سبيل تحقيق السلام، وهي الخطوة ذاتها التي لقيت إشادة أمريكية وبريطانية بعد أن كان البرلمان اليمني توقف عن العمل بسبب الانقلاب الحوثي منذ 2014.
في غضون ذلك، هدد أمس المتحدث باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، في مؤتمر صحافي في صنعاء، بامتلاك جماعته منظومة صواريخ باليستية جديدة، قال إنها من طراز «بدر إف»، زاعماً أنه تم تطويرها من قِبل الميليشيات، على غرار الصاروخ الروسي «توتشكا» ويبلغ مداها 160 كيلومتراً.
وزعم المتحدث الحوثي أن الإعلان عن هذه المنظومة من الصواريخ يأتي بالتزامن مع الذكرى الأولى لمصرع القيادي في الجماعة ورئيس مجلس حكمها الانقلابي السابق، صالح الصماد، في الحديدة قبل عام في عملية لقوات التحالف الداعم للشرعية، كما يأتي الإعلان عنها - بحسب زعمه - تنفيذاً لتهديد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بتطوير نوعيات جديدة من الأسلحة النوعية.
ويشكك الكثير من المراقبين اليمنيين في جدية الجماعة الموالية لإيران في الرضوخ لخيار السلام وإنهاء الانقلاب، بما في ذلك الانسحاب من الحديدة وموانئها وتسلميها إلى الحكومة الشرعية، وهو التشكيك الذي بات بمثابة اليقين لدى رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء الركن صغير بن عزيز.
وكشف رئيس الفريق الحكومي عن أن الفترة التي توقفت فيها القوات الحكومية من أجل السلام، استغلها الحوثيون وحولوا مدينة الحديدة إلى أنفاق وحفريات وتحصينات، وقال إن مطار الحديدة لم يعد مؤهلاً لاستقبال الطائرات، جراء الحفريات والأنفاق الحوثية من حوله ومن تحته وفي مختلف مرافقه.
وكان السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي، أوضح خلال كلمته أمام مجلس الأمن الإثنين، أن عدد الانتهاكات والخروق التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية منذ 18 ديسمبر الماضي بلغت أكثر من 3047 خرقاً، وأدت إلى ضحايا وخسائر جسيمة تمثلت في سقوط أكثر من 134 قتيلاً و668 جريحاً بينهم نساء وأطفال.
