> منذ أربع سنوات، أعلنت المملكة العربية السعودية بدء عمليات التدخل العسكري لقوات التحالف العربي المنضوي تحت رايتها، حيث عُرفت تلك العمليات باسم «عاصفة الحزم».
مدينة تعز، الواقعة على الخط الأمامي من جبهة القتال تم تدميرها بالكامل، ومن بين أنقاضها ترى العربات العسكرية تجوب شوارع المدينة حاملة على متنها رجالاً مدججين بالسلاح من مختلف الفصائل، حيث تعج هذه المدينة بالقوات التابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ناهيك عن وجود مقاتلين من تنظيم القاعدة.
تفتقر هذه المدينة اليوم لأدنى مقومات الحياة: انعدام المياه الصالحة للشرب، المستشفيات والمرافق الصحية لم تعد تعمل على الإطلاق، النفايات مكدسة على طول امتداد المدينة، مدارس قصفت، دورات المياه مهملة والكهرباء لا وجود له.
يمثل اليمنيون، البالغ عددهم عشرين مليون نسمة، والذين يواجهون شبح انعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد ما يعادل 67 % من إجمالي عدد السكان، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب، ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 90 %، وفقاً للتقارير الصادرة عن اللجنة الدولية، مما تسبب في توقف النمو بنسبة 50 % من الأطفال.
ومن جانبه، أشار ممثل اليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط «جيرت كاباليير» إلى أن اليمن أصبح مستنقعاً للموت، حيث يموت فيه طفل كل عشر دقائق بسبب أمراض كان من الممكن الوقاية منها.
فهذه المدينة تخضع إلى حد كبير لسيطرة الحكومة اليمنية، في حين لا يزال الحوثيون يسيطرون كذلك على بعض المناطق فيها والمحيط، وبالنسبة لسكان الذين يقطنون تلك المناطق - الخاضعة لسيطرة حركة الحوثي - فإنهم يعشون في ظل ظروف إنسانية مروعة، فمنذ أربع سنوات، لا وجود للكهرباء، في حين يتم توزيع المياه مرة واحدة كل خمسين يوماً.
في فبراير من العام 2018، أظهرت بيانات الرادار عبر الأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة الفضاء الأوروبية حجم الدمار الذي لحق بالمدينة، إذ أكدت تلك البيانات أن المدينة قد تأثرت بالكامل.
في مدينة عدن القديمة، بالقرب من السوق، تجد الكثير من النساء يمتهن التسول معظم الوقت مع أطفالهن.
تحتضن مدينة عدن الجنوبية البنك المركزي اليمني منذ أن تم الإعلان عن نقله من العاصمة صنعاء في العام 2016، حيث تكافح المؤسسة المالية من أجل دعم العملة الوطنية «الريال»، والذي فقد ثلثي قيمته منذ بدء الصراع.
لم تتقاضَ شريحة واسعة من موظفي الخدمة المدنية رواتبهم منذ فترة طويلة، ومن جانبها، قالت الأمم المتحدة: «لا يمكن لنسبة كبيرة من السكان في اليمن، حتى في أكثر المناطق استقراراً الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية نظراً لأن أسعارها ارتفعت بنسبة 150 % مقارنة بالمستويات في فترة ما قبل الأزمة».
واليوم تشير التقارير إلى أن ما يقرب من مليوني طفل لم يلتحقوا بالمدارس، بالإضافة إلى أن 2500 مدرسة ومنشئة تعليمية أصبحت خارج نطاق الخدمة جراء الأضرار أو الدمار الذي تعرضت له، أو جراء تحويلها إلى ثكنات عسكرية، كما أن حوالي 4.5 مليون طفل مهددون بعدم تلقي التعليم الجيد والمناسب، وذلك بسبب عدم دفع رواتب المعلمين.
عن موقع «ميدل إس إي» البريطاني، النسخة الفرنسية - ترجمة/ أسماء بجاش