طريق الحرير.. وبئر الصين !!

> عبود الشعبي

>  جفّت كل الآبار في قريتنا إلاّ «بئر الصين›› ..مازالت منذ أكثر من نصف قرن تجود بالماء.. إنّهُ بلد «الحزام والطريق».. حيث حقول الأرز والساعد الذهب!
* كانت الناس في العالم تعرف عن اليمن «بُن المخاء» الذي ذاع صيته في القارات.. وذات صباح سمعنا من راديو عدن «حقول البُن».. لكن جاء زمن جفّت فيه حقول هذا البلد وذَبُلَت دواليه.. وتحولت بعد أربع سنين من الحرب إلى حقول ألغام.. وصارت براصح «الصُريمي» التي كان يزرعها بالذرة الحمراء والدُخن إلى براصح للدم والأشلاء!

* صباح النور لـ «الضالع» في الحرب.. لمهندس المقاومة إذا اشتد الخَطْب واحتدم الأمر في دمت والـ «قعطبة»!
* عُلِمَ أن طريق السلام في هذا البلد يتعثر برعاية أُممية، بينما يشق الصين الصديق «طريق الحرير» بلا أمريكا بلا رعاية أُمم...!

لأن في قاموس بكّين «طعم الحُريّة لذيذ».. وإنما بكين تمكين لفنون الريادة وقَود العالم!
* قبل حوالي نصف قرن من الزمان كان يمكث تحت شجرة «الأثَب» في قرية شعب الأعلى حاضرة بلاد الصبيحة خُبراء حَفْر صينيون يتفيؤون ظلال الشجرة في وقت الراحة، ثم يستأنفون حفر البئر التي مازالت حتى اللحظة تنبع بالماء وسُميت «بئر الصين».

* أجزم لو لم تكن هذه البئر لهلك الناس في قرى شعب الأعلى والأوسط هذه الأيام بعد أن اجتاحت الوادي الشهير موجة جفاف غير مسبوقة.. بينما يتعثر تأهيل شبكة المياه القديمة.. ولا من يحرك ساكنا!
* دعوة للولايات المتحدة الأمريكية أن تكف عن الحسد.. لدينا في هذا البلد مثل شعبي يقول «قامِر ولا تحسد».. فقد أغاض مشروع «الحزام والطريق» قلب واشنطن وربما زلزل أركان البيت الأبيض فوصمته بأنه «مصائد الديون» وكذبت!

* اخترت لكم هذه الفقرة من تقرير الأربعاء الماضي في صحيفة «الأيام» المعنون بـ «بكين تقود قاطرة الاقتصاد العالمي بـ «الحزام والطريق»:
(تاريخ الصداقة بين الصين والدول العربية يرجع إلى زمن بعيد، حيث ربطهما طريق الحرير القديم منذ آلاف السنين، الذي مثّل قناة مهمة لتبادل السلع والثقافة والأفكار بين الأُمة الصينية والأُمة العربية، وفي العصر الجديد مازالت العلاقة بين الصين والدول العربية تعتبر نموذجاً للعلاقات بين البلدان النامية).

* بدأ واضحاً أن بكين تستثمر في الرخاء الاقتصادي الذي يصنع السلام بينما تستثمر واشنطن في الحرب.. فشتّان بين بئرٍ من ماء وبئرٍ من لَهَبْ!!
* يا محافظ لحج أنتم سند الأهالي بعد الله.. لقد تحول وادي شعب من «وادي الري» إلى «وادي العطاش».. ادعموا مشروع تأهيل وصيانة الشبكة القديمة.. فإن بئر الصين وحدها لا تكفي.. وقد بلغ الجفاف في المنطقة مبلغه..

* لقد مثّلت «بئر الصين» في القرية الجنوبية «شعب» قبل نصف قرن من الآن لبنة الصداقة الأولى في جسر العلاقة بين الصين والجمهورية الوليدة بعد الاستقلال!
* تحية عظيمة للرئيس «شي» الذي اختزل كل «شي» في الحزام والطريق..

بينما لا «شي» في هذا البلد.. عدا «شي» عيشة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى