كنوز رمضان

> «الأيام» خاص

>
في شهر رمضان يلتزم المسلم بتغيير بعض عاداته كالأكل مثلًا.. وتتغير عادة نومه!! كما أن كثيرًا من المسلمين يلزم نفسه بأمور (إيجابية) كان بعيدًا عنها كقيام الليل.. بل ربما يطول القيام كما يحصل في العشر الأواخر. كما يعكف كثير من الناس على القرآن الكريم قراءةً وحفظًا وتدبرًا.. وتكثر الصدقات وألوان البر الأخرى.. والتغيير الإيجابي يحتاج لإلزام النفس بالجد والعمل الطويل (أحيانًا) والخروج عن المألوف والروتين اليومي الذي يعيش فيه كثير من الناس... وها هنا فائدة أخرى أيضًا وهي أنه في رمضان يكثر العمل وتتعدد أوجه الخير؛ فما بين صيام وقراءة قرآن وصدقة وإطعام محتاج وزكاة فطر ودعاء وقيام ليل.. الخ, ومن أراد أن يغير حياته فليبحث بجد عن الأعمال التي تناسبه لأن كثيرًا من الناس - للأسف الشديد - بلغ من العمر مبلغًا وهو لم يكتشف طاقاته! ولم يعرف المجال الذي يستطيع أن يبدع فيه! والقاعدة أن كلًا ميسر لما خلق له كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

* كما أن المسلم يلزم نفسه في رمضان بتغيير بعض عاداته السيئة.. فهو يجتنب كثرة الأكل، ويبتعد عن القيل والقال بلا فائدة، بل لا يرد على مسيء (فليقل إني امرؤ صائم), ويبتعد عن النظر الحرام ولا يتأخر في صلاة ولا يدخن ولا.... الخ.. والتغيير الإيجابي يحتاج إلى مجاهدة النفس وكسر بعض ما تعودت عليه من الكسل والخمول والعادات السيئة الأخرى.

إن من لوازم التغيير أن يغير الإنسان عاداته اليومية من أكل وشرب ونوم وخلافه, والبارزون في الحياة لا تجدهم يملؤون معداتهم بأنواع الطعام والشراب, بل إن كثرة الأكل وامتلاء المعدة به مثقلة للجسد عن الحركة مشغلة للعقل عن التفكير مشتتة للقلب, فالمعدة متى امتلأت لم يجد القلب مجالًا للتأمل والتفكير.

* التغيير يحتاج لمحفزات، وفي أحيان كثيرة يحتاج المرء إلى من يأخذ بيده ويتغير معه.. وفي رمضان تتوفر هذه الميزة بنجاح؛ فالكون كله يتغير في رمضان وليس المسلمون من البشر فقط.. فأبواب الجنة تفتح في رمضان.. وأبواب النيران تغلق.. وتفتح أبواب السماء.. والنفس مقبلة على العبادة (إما راغبة أو مرغمة), بل حتى إن الله يغير الأجور ويضاعفها لعباده في رمضان، ومن أمثلة ذلك العمرة في رمضان التي تساوي حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

* في رمضان ينتظم وقت المسلم انتظامًا دقيقًا.. بل يحصل من المجاهدة الشيءُ الكبير في سبيل المحافظة على الوقت.. فالإمساك يبدأ مع أول جملة ينطقها المؤذن ولا يمكن أن يتأخر المسلم في الأكل والشرب بعد أن يسمع الأذان الثاني.. وكذلك ينتهي الإمساك مع أول تكبيرة  ينطق بها المؤذن لصلاة المغرب... ويلتزم الصائمون جميعًا.. بل يتسابقون لينالوا خيرية التعجيل في إنهاء الصيام... إن تنظيم أوقات الصيام للصائم لا شك أنه محفز لمن يريد أن يبدأ مسيرة التغيير.. فمن شروط التغيير المهمة الالتزام بالوقت.. فمن المهم أن تلزم نفسك في كل عمل تؤديه بوقت تبدأ فيه ووقت تنهيه.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى