كلمة في الشهر الكريم

>
صيام رمضان يربّي النفس على الجود والكرم والسّخاء؛ من خلال إخراج الصدقات، وقضاء حاجات الناس، والقيام بالأعمال الصالحة، والعبادات؛ كالصلاة، وقراءة القرآن، وغير ذلك من الأعمال الصالحة. يعوّد المسلم بأن يحافظ على نيّته ويجدّدها، ويحرص على أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى، في جميع مناحي الحياة. يجعل هناك صلةً بين العبد والقرآن الكريم، من خلال استحضار الإنسان أنّ القرآن الكريم أنزله الله -تعالى- في شهر رمضان المبارك، وفي رمضان يُكثر من قراءة القرآن الكريم، وتتدبّر معانيه، ويعيش مع القصص التي وردت فيه، فتزداد علاقة المسلم بكتاب الله تعالى.

 يزيد من إقبال الناس على فعل الخيرات. يؤدي العبد عبادة قيام الليل، التي تحمل في طيّاتها أجر عباداتٍ كثيرةٍ؛ كقراءة القرآن الكريم، وفي ذلك الوقت يُستجاب دعاء المؤمن، وإنّ صلاة قيام الليل هي نورٌ للعبد يوم القيامة. يزيد من إقبال المسلم على أداء الاعمال الصالحة، حيث إنّ أجرها يُضاعف في رمضان.

يربّي الصيام الأمّة على الوحدة والاجتماع، ويؤصّل ذلك المعنى في نفوسهم، من خلال صيامهم جميعاً في وقتٍ واحدٍ، وإفطارهم في وقتٍ واحدٍ، وعلى مائدةٍ واحدةٍ. يربّي النفس على الالتزام بشرع ودين الله تعالى، من خلال صيام الإنسان، وإفطاره في الوقت المحدّد. يتعلّم المحافظة على وقته، واستغلاله أفضل استغلال، من خلال القيام بأعمالٍ مفيدةٍ، وأداء الطاعات. يربّي المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الاخلاق الذّميمة؛ كالغضب، ويحفظ لسان المسلم من قول الشتائم، وما قبح من القول، ويجعل المسلم يتحلّى بالصبر على أداء الطاعات، والصبر على عدم ارتكاب المعاصي. يجعل المسلمين أمّةً متماسكةً، يشعرون ببعضهم البعض، فيشعر الغنيّ بالفقير والمحتاج، فيتعلّم المسلم أن يُحسن إلى غيره، ويتعاون معه، ويقدّم له النفع والمساعدة. يتولّد لدى المسلم عبادة حسن الظّن بالله تعالى. يعوّد المسلم على الإكثار من الدّعاء؛ لأنّ دعوات الصائم لا يردّها الله تعالى. يغفر الله ذنوب عباده الصائمين، ويدخلهم جنّات النعيم. الوسائل المعينة على الصيام توجد مجموعةٌ من الوسائل التي تُعين الإنسان على الصيام، واكتساب الأجر والثواب.

وفيما يأتي بيان بعضها: تنظيم جدول له، ولمن أحبّ، يتضمّن العبادات والطاعات المستحبّ فعلها في رمضان؛ كقيام الليل، وقراءة الأذكار، والإكثار من النوافل، والصدقة. استحضار فوائد الصيام العلاجيّة والنفسية. استغلال الأوقات، والمحافظة عليها، كي لا يضيع الوقت من المسلم الصائم. تهيئة نفس الصائم يوميّاً، وشحن هممه كي لا تفتر. تناول طعام السحور دائماً، والمحافظة عليه؛ فهو بركةٌ للإنسان، وإنّ فيه تقويةً لجسده. تناول طعام الإفطار باعتدالٍ؛ لأنّ كثرة الطعام تولّد خمولاً في الجسد، ممّا يؤدي إلى عدم قدرة الإنسان على أداء العبادات. سلوك الصائم يجب لى المسلم أ، يحرص على سلوكه وهو صائم، وفيما يأتي بيان بعض السلوكات الواجب على الصائم اتباعها:

 أن يحفظ الصائم لسانه عن اللغو، والكلام الفاحش السيّء، ويتجنّب أن يجلس في المجالس التي لا تبثّ في داخلها إلّا الأخلاق السيئة، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس الصِّيامُ من الأكلِ والشُّربِ، إنَّما الصِّيامُ من اللّغوِ والرَّفثِ، فإن سابَّك أحدٌ أو جهِل عليك، فقلْ إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ).

أن يقوّي نفسه، ولا يجعل همته تفتر بمجرّد انقطاعه عن الطعام والشراب، بل يحرص أن يبقى قويّاً هادئاً في تعامله مع الناس، متحلّياً بالصبر، والأناة، والحِلم. أن يؤدّي عبادة الصوم بجميع فروعها، وليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب. أن يتوب إلى الله تعالى، ويطلب منه المغفرة، ويحرص اجتناب المعاصي، وما نهى الله -تعالى- عنه. أن يعوّد لسانه على النطق بالخير، والصدق من القول. أن يبدأ حياةً جديدةً مع الله تعالى، ورسوله الكريم؛ بالتوبة والتقوى، ومع أهله بطاعتهم وبرّهم، ومع أقاربه بالإحسان إليهم، ومع المجتمع الذي يعيش فيه بتقديم الخير، والمعونة لمن يحتاج. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى